جاء معرض آرت نهيل المقام في مركز الخبراء الحضاري بمنطقة القصيم ليشكل احتفاءاً نوعياً بعام الحرف اليدوية 2025، إذ اعتبره الحضور والمشاركون بمثابة إنجاز ثقافي واقتصادي بالتزامن مع تسمية العام 2025، فمع حضور الفنون التشكيلية واليدوية ضمن المعرض وتنوع وجوه المشاركين، اكتسب المعرض بعداً رمزياً وأهمية خاصة، بمنحه بعداً اجتماعياً خاصاً لا يقتصر على البيئة المحيطة بل يتعداها إلى المجتمع السعودي ككل، ما منح المعرض حضوراً لافتاً في مجال الفنون التشكيلية والحرف اليدوية.
ومع ختام المعرض الذي كان قد انطلق برعاية كريمة من سمو أمير منطقة القصيم، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، عبر الحاضرون والمشاركون عن مدى سعادتهم بإقامة معرض آرت نهيل والذي اعتبروه بمثابة تكريم وإشادة بالجهود المبذولة وخطوة عملية في مسار دعم الحرفيين والفنانين.
اقرأ أيضاً: جامعة القصيم في المملكة العربية السعودية نموذج رائد ومتطور في التعليم الأكاديمي
وفي السياق شهد المعرض مشاركة اثنين وثمانين حرفياً وحرفية، بالإضافة إلى حضور رسمي لحوالي سبع جهات حكومية وأهلية، الأمر الذي عكس عمق التعاون بين القطاعات الحكومية والأهلية لدعم إقامة هذا الحدث الثقافي المميز وتشجيع الفنانين على تفعيل إبداعهم واستعراض مواهبهم على نطاق واسع.
وبينما تجاوز عدد المشاركين والعارضين الثمانين فناناً وفنانة، تجاوز عدد الزوار خلال أيام معرض آرت نهيل الستة آلاف زائر، والذين جاؤوا من مختلف أنحاء القصيم للاستمتاع بالعروض الفنية المتنوعة، والورش التفاعلية التي منحتهم الفرصة للتعلم وإشباع حواسهم الإبداعية، والتعبير عنها.
اقرأ أيضاً: عيون الجواء في السعودية: وجهة تاريخية عريقة في القصيم
وفي السياق قدم المنظمون والفنانون المشاركون بمعرض آرت نهيل بمنطقة القصيم، خمسة وخمسين ورشة عمل إلى جانب ثمانية عشرة ورشة تدريبية، حصل من خلالها المشاركون على أكثر من 300 ساعة تدريب على مختلف المجالات الحرفية.
أيضاً عبر الحاضرون لورش العمل والتدريبات عن مدى الفائدة التي حصلوا عليها من خلال مشاركتهم في هذه الأنشطة، وأنها لم تكن مجرد فرصة للتعلم، بل إنها كانت منصة لنقل وتبادل الخبرات والمعارف بين الحرفيين وأصحاب الموهبة من المبتدئين أو مجرد المهتمين، ما منح المشاركين فرصة لتطوير رؤاهم الإبداعية في فضاء داعم يزخر بالفنون، الأمر الذي ينعكس على جودة المخرجات الفنية للمشاركين والمتدربين، ويسهم في صقل مهاراتهم الإبداعية وتوجيهها نحو القنوات المناسبة.
اقرأ أيضاً: اعتباراً من الجمعة.. مهرجان الكليجا يبدأ باستقبال زواره
أيضاً قدمت مجموعة من المتطوعين خلال مشاركتها في معرض آرت نهيل أربعة عروض علمية، بواقع أكثر من 500 ساعة تدريب عكست روح التعاون المجتمعي بين مختلف المكونات في منطقة القصيم التي احتضنت المعرض، ولكن البعض وجد في المعرض حالة فريدة عبرت عن نفسها ومنحت هوية المواطنة لجميع المشاركين فيها، فالجميع أطلق العنان لإبداعه حتى يصل إلى أكبر عدد ممكن من المشاركين.
وفي سياق منفصل لم يقتصر معرض آرت نهيل على استعراض الجوانب الفنية والثقافية عند المشاركين بل أسهم أيضاً في خلق وتأمين أكثر من خمسين فرصة عمل، الأمر الذي أبرز الدور الفعال للمعرض في تعزيز الاقتصاد المحلي، وهو ما يتفق إلى حد بعيد مع رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تقديم الدعم للقطاعات غير النفطية بما يخلق فرص عمل أكثر استدامة، لا سيما في المجالات التي تعتمد على المهارات الفنية والإبداعية واليدوية.
اقرأ أيضاً: مصانع المستقبل قريباً في الجامعات السعودية
بالتوازي يعمل معرض آرت نهيل على رفع مستوى الوعي الثقافي تجاه الفنون التشكيلية والحرف اليدوية، من خلال تشجيع إطلاق المواهب ودعم الفنانين والحرفيين، كما يسعى المعرض إلى تعزيز الاستدامة في قطاع الأعمال الفنية والحرفية، بما يضمن استمرارية هذه المهن التقليدية التي تشكل جزءاً مهماً وحاضنة من التراث الثقافي السعودي.
ويأتي المعرض ليكون جسراً ثقافياً بين الأصالة والمعاصرة بفضل ما يعكسه من تزاوج بين ما هو تراثي وما هو حديث، فبين جنبات المعرض هناك لوحات التصوير الزيتي الانطباعية إلى جانب التجريدية، ولوحات الخط العربي متجاورة مع إنتاجات “البوب آرت” بالإضافة إلى فناني النحت والحفر على الخشب بمجسماتهم المليئة بالإبداع والنابضة بالحياة والفن.
وفي الختام لابد من التأكيد على أن معرض آرت نهيل للفنون الحرفية لا يقتصر على كونه مجرد حدث فني بل هو إنجاز ثقافي واقتصادي يعكس التزام المملكة العربية السعودية بدعم التراث والابتكار والفنون.