أطلقت الخطوط الحديدية السعودية (سار) برنامج (أساسات) بالتعاون مع هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، بهدف توطين صناعة الخطوط الحديدية، حيث يقدم البرنامج فرصاً استثمارية للموردين والمصنعين المحليين، للمساهمة في تعزيز المحتوى المحلي والتنوع الاقتصادي.
أطلق البرنامج وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، المهندس صالح الجاسر خلال انطلاق فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر والمعرض السعودي للخطوط الحديدية في الرياض.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود (سار) في تعزيز الصناعة الوطنية والمحتوى المحلي، عبر التزامها بتمكين الشركات السعودية الصغيرة والمتوسطة لتحقيق تنافسية رائدة في قطاع الخطوط الحديدية.
وأشارت (سار) إلى أن برنامج (أساسات) يفتح الباب أمام مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية في قطاع السكك الحديدية، تشمل تصنيع وإعادة تأهيل عربات القطار وإنتاج قطع غيار ميكانيكية وكهربائية، بالإضافة إلى بناء وصيانة البنية التحتية للسكك الحديدية وتطوير التقنيات الذكية، كما تشمل خدمات دعم التشغيل مثل النقل والخدمات اللوجستية وتقنيات التحليل والمحاكاة، والاستثمار في مجال الاستدامة عبر القطارات الكهربائية وتقنيات الطاقة النظيفة.
يتوقع أن تشمل العوائد الرئيسية من برنامج (أساسات): تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في المحتوى المحلي، وتوطين الصناعة في الخطوط الحديدية بالمملكة، إضافة إلى تطوير رأس المال البشري المحلي، حيث سيسهم في خلق فرص عمل للمواطنين تصل إلى 3 آلاف وظيفة من خلال الفرص الاستثمارية.
يذكر أن (سار) تسهم في تعزيز المحتوى المحلي وتلتزم بتحقيق الريادة في قطاع الخطوط الحديدية، حيث تسعى للوصول إلى نسبة 60% من المحتوى المحلي بحلول عام 2025، فيما يأتي برنامج (أساسات) محققاً لذلك الهدف تماشياً مع الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية المنبثقة من رؤية 2030.
من جهته، أكد الجاسر أن البرنامج يأتي في ظل الشراكة التي تجمع الخطوط الحديدية السعودية (سار) مع القطاع الخاص وبالتكامل مع هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية ليوفر فرصاً استثمارية تتجاوز قيمتها خمسة عشر مليار ريال بحلول العام 2030.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية قادمة على طفرة في نمو وزيادة أطوال شبكات السكك الحديدية تقدر بنحو 8 آلاف كيلومتر خلال السنوات المقبلة، ما يعزز مكانتها بوصفها مركزاً لوجستياً قادماً، موضحاً أن هذه المعالم تبرز من خلال اثنين من أكبر المشروعات في المرحلة المقبلة، وهي مشروع “الجسر البري” الذي سيربط الخليج العربي بالبحر الأحمر، ومشروع “الربط الخليجي”، الذي سيربط دول مجلس التعاون ببعضها عبر شبكة قطارات حديثة ومتنوعة.
وأشار الجاسر إلى أن شبكات القطار تلعب دوراً بارزاً في دعم حركة التنقل للأفراد والبضائع والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وخفض الانبعاثات الكربونية.
وأفاد الجاسر بأن منظومة النقل والخدمات اللوجستية ستواصل تعزيز الترابط بين كل أنماط النقل والعمل اللوجستي، من خلال ربط الموانئ والمناجم والمنافذ بعضها ببعض، وكذلك نقل البضائع من الموانئ على الساحل الشرقي، وصولاً إلى الميناء الجاف بالرياض، الذي يعد شرياناً اقتصادياً مهماً، وذا دور فعال في تنشيط الحركة التجارية.
وكشف أن للشراكة مع القطاع الخاص أدواراً مهمة ومؤثرة في هذا القطاع الحيوي، مضيفاً: “نجد عدداً من العقود والاتفاقيات التي تمت خلال السنوات الأخيرة تهدف إلى التكامل مع القطاع الخاص، سواء في الجانب الصناعي أو اللوجستي”.
اقرأ أيضاً: السعودية تطلق أول مشروع بحثي حول احتجاز الكربون عالمياً
نموذج عالمي للابتكار في النقل
في السياق، أشار الرئيس التنفيذي لـ (سار)، الدكتور بشار المالك، إلى أن السعودية تعد نموذجاً عالمياً للابتكار والاستدامة في النقل، ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية المنبثقة من رؤية 2030 تواصل المملكة ريادتها في القطاع، حيث تشرف شركة (سار) على واحدة من كبرى البنى التحتية للسكك الحديدية في المنطقة، مع استمرار خطط التوسع والاستثمار، وصولاً إلى عام 2030، بأكثر من 220 مليار ريال (59 مليار دولار)، لتعزيز التكامل بين أنظمة النقل المختلفة ودعم سلاسل الإمداد بين القارات.
وأوضح المالك أن هذه الجهود تجعل المملكة والمنطقة بوابة عالمية للتجارة والخدمات اللوجستية، كما تعكس هذه الاستراتيجية التزام السعودية بتطوير بنية تحتية متقدمة تدعم الاستدامة والكفاءة الاقتصادية.
ونوّه إلى أن الابتكار والتحول الرقمي هما مفتاح المستقبل، ويعد هذا الحدث فرصة مثالية لتبادل الخبرات وتسليط الضوء على التحديات وفرص العمل في قطاع النقل السككي.
وأشار إلى أن (سار) تتوسع في اعتماد الحلول الرقمية المتقدمة ونماذج العمل المبتكرة، والاستفادة من التقنيات والذكاء الاصطناعي لضمان تجربة سفر ثرية وسلاسل إمداد مستدامة.
وأضاف المالك أن نسبة المحتوى المحلي لدى (سار) ستصل العام المقبل إلى 60 في المائة، من خلال خطط وبرامج مختلفة، ومن بينها برنامج (أساسات).
الجدير ذكره أن السعودية كانت السباقة في المنطقة بتبني القطارات الكهربائية السريعة التي لا تصدر أي انبعاثات كربونية، ومن أبرزها قطار الحرمين السريع، كما أجرت الخطوط الحديدية السعودية تجارب القطار الهيدروجيني لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك ضمن التزامها بتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، بهدف إجراء التجارب التشغيلية والدراسات اللازمة للعمل على تجهيز هذا النوع من القطارات ليتلاءم مع بيئة المملكة وأجوائها، وذلك تمهيداً لدخولها الخدمة مستقبلاً.
اقرأ أيضاً: بأكثر من 9000 ميغاواط: خمسة مشاريع سعودية جديدة للطاقة