اختتم المؤتمر الوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، أعماله بـ إعلان جدة الذي يعتبر خطوة لتعزيز جهود مقاومة مضادات الميكروبات عالمياً.
المؤتمر الذي شهدته مدينة جدة خلال الفترة من 14-16 نوفمبر الجاري، تحت شعار “من البيان إلى التطبيق”، ضم وزراء وخبراء والزراعة من57 دولة في قطاعات الصحة والبيئة، فضلاً عن 450 مشاركاً من منظمات الأمم المتحدة، وذلك بهدف اتخاذ إجراءات منسقة لمقاومة مضادات الميكروبات التي تعتبر تشكل تهديداً خطيراً للصحة العامة والأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وشهد المؤتمر الوزاري إعلان إنشاء مركز تعلم الصحة الواحدة لمقاومة مضادات الميكروبات، ومركز إقليمي للوصول إلى المضادات الحيوية والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية، يهدفان لتعزيز التعاون العالمي وتحسين الوصول للمضادات الحيوية الأساسية والتشخيص، إضافة لإطلاق جسر التقنيات الحيوية لدعم البحث والتطوير والابتكار في الحلول البيوتكنولوجية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات.
ودعا إعلان جدة جميع الدول الأعضاء إلى الالتزام بتعهداتها والعمل على تحقيق الأهداف المحددة في الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030، والتي يأتي في مقدمتها: زيادة التمويل المستدام من المصادر المحلية والدولية، والبحث والتطوير لمعالجة نقص إمدادات مضادات الميكروبات، وتفعيل الوصول العادل إلى مضادات الميكروبات عالية الجودة والاستخدام المناسب لها.
اقرأ أيضاً: رسمياً: جدة أول مدينة مليونية صحية بالشرق الأوسط
وزير الصحة فهد بن عبد الرحمن الجلاجل أكد أن الالتزامات التي يتضمنها إعلان جدة تمكّن الدول الأعضاء والهيئات الدولية من اتخاذ خطوات جادة لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، كما أنها تترجم الإرادة الدولية في هذا المجال إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ، إضافة إلى تعزيز الحوكمة وتحسين آليات المراقبة والإشراف وبناء القدرات وتشجيع المبادرات التعليمية والبحث والتطوير، وإبراز دور المنظمات الرباعية (منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان) في تقديم الدعم اللازم للحكومات.
وشدد وزير الصحة على أهمية مواصلة توسيع المشاركة الدولية في المؤتمر الوزاري العالمي، ليضن عدداً أكبر من المنظمات والأفراد الذين يعملون بحزم ضد مقاومة مضادات الميكروبات، والعمل على نظام الترويكا لدفع العمل قدماً خلال العامين القادمين، إذ تمثل آلية الترويكا تعاون الدولة المستضيفة السابقة والحالية والمستقبلية، لضمان استمرارية الزخم، وتشكيل دافع رئيسي للعمل والتنفيذ حتى المؤتمر الوزاري الخامس في 2026.
واعتبر الوزير الجلاجل أن مقاومة مضادات الميكروبات تؤثر بشكل عميق على كل جوانب الحياة، وأن فقدان السيطرة عليها يشكل تهديداً مباشراً على الصحة العامة والاستقرار الاقتصادي والأمن العالمي، مما يؤدي إلى تغيير مسار قرون من التقدم الصحي والاجتماعي.
اقرأ أيضاً:إلى أين وصلت السعودية في توطين صناعة الأدوية؟
بدوره بين المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن مقاومة مضادات الميكروبات لا تهدد فقط بجعل الأدوية التي نعتمد عليها أقل فعالية، بل إنها مشكلة تؤدي إلى وفاة 1.3 مليون شخص كل عام، داعياً أصحاب المصلحة لاغتنام الفرصة التي يوفرها مؤتمر جدة لتسريع العمل بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، والالتزام بتعاون أقوى، وحماية الأدوية التي تحمينا.
الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أكدت أهمية هذه الفعاليات الدولية للفت انتباه الذين يعملون على أهداف التنمية المستدامة بضرورة عدم نسيان مقاومة مضادات الميكروبات، لافتة إلى أن مؤتمر جدة يدور حول الشراكات وتبادل الخبرات لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات، خصوصاً في ظل افتقار الناس لأدوات النظافة والصحة المناسبة للحفاظ على سلامتهم، وتجنب خلق أرض خصبة لمقاومة مضادات الميكروبات.
مقاومة مضادات الميكروبات هي عملية تحدث عندما تتوقف البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات عن التفاعل مع الأدوية المضادة لها، إذ تعمل مقاومة الأدوية على جعل المضادات الحيوية غير فعالة، وتطوير جراثيم لا يمكن إيقافها عن طريق الأدوية، وهو ما يزيد خطر انتقال المرض والإصابة بالمرض الشديد أو الإعاقة أو الوفاة.
ودعا قادة العالم أثناء الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات سبتمبر الماضي إلى تمويل وطني مستدام وتمويل تحفيزي بقيمة 100 مليون دولار، للمساعدة في تحقيق هدف تمويل 60 % على الأقل من البلدان لخطط عمل وطنية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030، من خلال تنويع مصادر التمويل وتأمين المزيد من المساهمين في صندوق الثقة متعدد الشركاء لمقاومة مضادات الميكروبات.