أطلقت في السعودية استثمارات طبية بنحو 50 مليار ريال تضمنت توسعات لمستشفيات محلية كبرى في عدد من مناطق السعودية، على هامش ملتقى الصحة العالمي في الرياض أمس.
يأتي ذلك استجابة للطلب المحلي المتزايد على خدمات الصحية ومواكبة خطط تقديم رعاية طبية للمستفيدين، تزامناً مع زيادة الإنفاق الحكومي على القطاع.
وأعلنت شركات طبية سعودية خلال الملتقى استثمارات توسعية لدعم القطاع الصحي بـ 15 مليار ريال في مناطق السعودية، حيث كشفت مجموعة الحبيب الطبية عن توسعة كبرى لمستشفياتها بـ 10 مليارات ريال فيما أعلنت مجموعة فقيه الصحية التزامها باستثمار 5 مليارات ريال في الشأن ذاته.
كذلك، شهد المنتدى إطلاق برنامج لتقديم النصائح الطبية وتطوير الرعاية الصحية يعتمد على حلول الذكاء الاصطناعي باسم “التوأم الرقمي“. وكشف وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل “قبل عامين أطلقنا مستشفى صحة الافتراضي واليوم هو مسجل باعتباره أكبر مستشفى افتراضي في العالم.
وأشار إلى أن نموذج الرعاية الصحية الحديث، يخدم اليوم 28 مليون مستفيد ضعف ما كان يخدم العام الماضي وبذراعه الرقمي قدم أكثر من 50 مليون موعد واستشارة افتراضية وتخطينا 30 مليون مستفيد مرتبط بالملف الصحي الموحد “نفيس”.
قطاع التأمين الصحي الخاص في السعودية يشهد نمواً كبيراً، ووفقاً لوزير الصحة فهد الجلاجل كان عدد المؤمن لهم في 2011 فقط 3 ملايين شخص وبنهاية 2023 ارتفع الرقم لأكثر من 12 مليون وبحجم سوق يصل إلى 40 مليار ريال ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم بحلول 2030.
وقال الجلاجل: إن السعودية لـ 16 مدينة صحية استوفت 80 معياراً صحياً وبيئياً وحضرياً ورياضياً وترفيهياً وتعليمياً وبذلك تكون الأعلى إقليميا بعدد المدن الصحية، وجدة هي أول مدينة صحية مليونية اقليمياً. وفي قطاع الأدوية أوضح الجلاجل أن النمو السنوي يقارب 10% إذ تشير التوقعات إلى أنه سيصل إلى أكثر من 72 مليار ريال في 2030 وهو الأسرع نمواً بين مجموعة العشرين.
من جهته، أوضح وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح خلال الملتقى أن الإنفاق العالمي على القطاع الصحي يبلغ 10 تريليونات دولار سنويا، متوقعاً زيادة عدد سكان السعودية إلى 50 مليون نسمة خلال العقد المقبل مع تكاثر أعداد المسنين وزيادة الطلب على الرعاية الصحية.
وأكد الفالح ارتفاع مساهمة القطاع الخاص في تقديم الخدمات الطبية إلى 22 %، متوقعاً أن تكون الرياض مركزاً عالمياً للصناعات البيولوجية. واعتبر أن المملكة تتمتع بميزة تنافسية مهمة، وهي أنها دولة عالية الموثوقية بالنسبة لملياري مسلم حول العالم وبالتالي أي دواء أو غذاء حلال ينتج في المملكة سيكون واعداً وله سوق واسعة وجاذبية.
وضرب الفالح مثالاً بمستثمرين من باكستان يتطلعون للحصول على ترخيص في السعودية واعتماد من هيئة الغذاء والدواء لينقلوا صناعاتهم إلى المملكة بهدف التصدير إلى مختلف الدول.
بدوره، وزير الموارد البشرية السعودي أحمد الراجحي، قال خلال الملتقى إن 364 ألف شاب وشابة سعودية دخلوا سوق العمل لأول مرة خلال العام الحالي 2024، منهم من تخرج العام الجاري ومنهم من تخرج في أعوام سابقة.
وأكد أن السعوديين الآن في قطاعات عديدة مثل طب الأسنان والصيدلة والأشعة وغيرها، مشيراً إلى أن نسبة البطالة الكلية بلغت 3 %، والبطالة بين السعوديين نزلت من 12.5 إلى 7.1% وهذا يعد إنجازاً تاريخياً.
اقرأ أيضاً: مؤتمر الاستثمار التعليمي السعودي 2024
3 شركات كندية تستثمر في القطاع الصحي السعودي
في السياق، بدأت 3 شركات كندية صحية، إجراءات فتح مكاتب إقليمية لها في السعودية، للاستفادة من الفرص الاستثمارية في القطاع الصحي السعودي.
جاء إعلان ذلك خلال إقامة ملتقى الشركات الكندية المتخصصة في مجال الرعاية الصحي، بمقر اتحاد الغرف السعودية بمشاركة 26 شركة كندية، أول أمس الأحد.
رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن الحويزي، أكد أن فتح المكاتب يأتي ضمن تفعيل مجلس الأعمال السعودي الكندي، الذي أصبح منصة لرجال الأعمال السعوديين والكنديين للترويج لأنشطتهم وإقامة شراكات تجارية.
سفير كندا في السعودية جان فيليب لينتو، أشار إلى اهتمام ورغبة الشركات الصحية الكندية للاستثمار في السعودية والتعاون القائم في القطاع، حيث يدرس ويتدرب كثير من الأطباء السعوديين بكندا.
والسعودية التي كانت قد وضعت مستهدفاً لجذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية عند 500 شركة بحلول 2030، تخطط لرفع المستهدف إلى أكثر من ذلك، وفقا لما ذكره خالد الفالح وزير الاستثمار.
حيث بلغ عدد الشركات العالمية التي أصدرت تراخيصها لإنشاء مقرات إقليمية في الرياض 517 حتى نهاية النصف الأول من 2024، متجاوزة مستهدف 2030، وفقاً للبيان التمهيدي للميزانية السعودية 2025.
الفالح أكد أن القطاع الخاص السعودي أسهم في جذب أفضل الشركات العالمية، مبيناً أن وزارة الاستثمار استطاعت تحقيق عدد من مستهدفاتها مع مرور منتصف الطريق على رحلة رؤية 2030. ويتوقع أن يصل حجم الفرص الاستثمارية في القطاع السعودي إلى 330 مليار ريال بحلول 2030.
اقرأ أيضاً: شركة رضا للاستثمار المحدودة واحدة من أقدم العلامات التجارية