بمبادرة رائدة من المملكة العربية السعودية، عبر اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، تنظم المجموعة العربية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» الأسبوع العربي في اليونسكو، وذلك في الفترة من 4 إلى 5 نوفمبر المقبل، ويُعقد هذا الحدث التاريخي لأول مرة منذ أكثر من خمسين عاماً من التعاون بين الدول العربية و«اليونسكو»، في قلب العاصمة الفرنسية باريس.
المبادرة الثقافية الجديدة ستجمع الدول العربية، وستسلط الضوء على الثراء الثقافي والحضاري العربي وتنوعهما، بهدف تعزيز الحوار بين الثقافات والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية الثقافية.
وتجسد مبادرة «الأسبوع العربي في اليونسكو» الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، مستندة إلى رؤية قيادتها الرشيدة في تعزيز التعاون مع المنظمات العالمية، وتهدف إلى دعم المبادرات التي تعزز التواصل الحضاري بين الدول العربية وبقية دول العالم، وقد حظيت بمباركة واسعة من الدول العربية، ففي اجتماع المؤتمر العام لمنظمة الألكسو الذي عُقد في مايو 2024 في جدة، أبدى وزراء الثقافة العرب تأييدهم الكامل لتنظيم هذه المبادرة، ما جعلها تتحول من حلم إلى واقع ملموس.
اقرأ أيضاً: الصالونات الثقافية إطلالات متجددة لإحياء أيام المملكة ولياليها
يأتي «الأسبوع العربي في اليونسكو» في ظل دعم الأمير بدر بن فرحان، وزير الثقافة ورئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، الذي دعا إلى تعزيز التنسيق والتفاهم بين الدول لإقامة أرضية مشتركة لتنفيذ مبادرات تنموية متعددة، وقد أصبحت اللجنة الوطنية اليوم لاعباً رئيسياً في تعزيز العمل الثقافي والحضاري على المستويين العربي والدولي.
وتشكل المبادرة نقطة ضوء زمنية مهمة تلفت الأنظار إلى ثراء الثقافة العربية وتنوعها، وعراقة تراثها وغزارة إسهاماتها الإنسانية والحضارية عبر العصور، وتعكس قصة نجاح فريدة، كونها أول تجمع عربي تقوده السعودية في اليونسكو، وتطمح إلى تجاوز الحدود الجغرافية لتحقيق أهداف طموحة.
اقرأ أيضاً: حكايات ثقافية مُبهرة ترويها متاحف مكة المكرمة
فعاليات الأسبوع العربي في اليونسكو ستكون متنوعة، من المعارض الثقافية والفنية، وسوق للمنتجات الثقافية العربية، إلى جانب معرض مخصص للخط العربي وآخر يبرز الصور المميزة للمواقع التراثية في العالم العربي المسجلة ضمن قائمة اليونسكو، كما يشمل البرنامج جناحاً للموسيقى العربية، وفعالية تذوق للطهي العربي، إضافة إلى عرض للحرف اليدوية والأزياء التقليدية.
وفي إطار الأنشطة الفكرية، يتضمن الأسبوع ندوة حول الرواية العربية، وأخرى تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي، وندوة مخصصة للخط العربي وأدب الأطفال، كما ستُعقد ندوة عن الشيلة الجنبية، تليها مجموعة من العروض المصاحبة، منها مسابقة للخط العربي وعرض لأعمال فنانين ومصممين، وعرض فني يجسد فن الرسم بالرمل.
ومن المتوقع أن تسفر المبادرة عن نتائج إيجابية ملموسة، بما في ذلك تعزيز دور الثقافة العربية داخل «اليونسكو» وتطوير شراكات جديدة بين الدول العربية والمنظمة والدول الأعضاء الأخرى، كما سيسهم الحدث في تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل، وتحفيز الشباب على الانخراط في الثقافة العربية، ما يشكل خطوة مهمة نحو بناء جيل واعٍ ومهتم بتراثه الثقافي.
اقرأ أيضاً: فوهة الوعبة تتألق بين أفضل المعالم الجيولوجية العالمية
جدير بالإشارة إلى أن اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، تُعنى بتمثيل المملكة في المنظمات الإقليمية والدولية، إذ تركز على مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصالات والمعلومات، وتسعى إلى توفير الدعم اللازم وتنسيق الجهود مع الجهات الحكومية، إضافة إلى تعزيز سبل التعاون مع المنظمات الدولية وغير الربحية.
يرأس اللجنة صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، وتعمل على الإشراف على أنشطة مندوبيات السعودية في المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو».
وتسعى اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم إلى تعزيز تمثيل المملكة ودعم حضورها الفاعل في المنظمات الإقليمية والدولية، وتعمل على البحث عن وسائل فعالة لتنفيذ قرارات المؤتمرات العامة والاجتماعات الدولية، وتقديم الدعم للجهات الحكومية في طرح مرئياتها المتعلقة بالموضوعات ذات الصلة.
كما تهدف اللجنة إلى إشراك المملكة في اللجان العليا والتنفيذية للمنظمات ذات العلاقة، مع التركيز على دراسة الموضوعات والتقارير الواردة من هذه المنظمات، فضلاً عن دورها المهم في دعم القطاع غير الربحي في السعودية، وتعزيز بناء علاقات دائمة مع المنظمات الإقليمية والدولية.
اقرأ أيضاً: مواقع سعودية مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو..اكتشف أشهر 5 منها