أُتيحت مهنة الإرشاد السياحي أمام الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد لفتة إنسانية من نائبة وزير السياحة الأميرة هيفاء آل سعود، ذلك عند لقاءها بطلاب كلية السياحة في جامعة الملك سعود.
إذ تقدم شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بالكلام، موجهاً رسالة إلى وزارة السياحة بإلغاء شرط سلامة الحواس للتقدم للإرشاد السياحي، مؤكداً أن هذا الشرط يعيق ذوي الاحتياجات الخاصة من تحقيق أحلامهم، ويقلل من فرص عملهم في مجال الإرشاد السياحي.
ويقول الطالب في كلية السياحة والفندقة ياسر الخيواني أنه سعيد لأنه حقق حلم الكثير من الصم الراغبين في دراسة الإرشاد السياحي، كما أنه متخصص في إدارة السياحة التي أعطه دافع للدخول في مجال الإرشاد السياحي الذي يعد من أهم الاختصاصات في العالم، وأكد أنه نقل مشكلته ومشكلة أصدقائه الذين يريدون دخول مجال الإرشاد السياحي، لكن يمنعهم من ذلك شرط ألا يكون هناك عائق صحي.
جاء رد نائبة وزير السياحة هيفاء آل سعود مباشرة، إذ طلبت من مرافقيها أن يعطوها جوالها، لتقوم بالاتصال بوزارة السياحة وتطلب إلغاء شرط سلامة الحواس الخمس للإرشاد السياحي، واعتبرت أن هذا الشرط يعد تمييزاً ضد ذوي الاحتياجات الخاصة.
والملفت أنها لم تؤجل هذا الطلب أو تدرجه على قائمة الأعمال، إنما قامت بالاستجابة فوراً، ولاقى هذا التصرف منها استحسان الجمهور في الجامعة، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تداول رواد هذه المواقع مقطع الفيديو مؤكدين أنها الإنسان المناسب في المكان المناسب.
إذ تصدر هاشتاغ “ممكن جوالي” صفحات السوشل ميديا في السعودية في الساعات الماضية، مؤكدين أن هذه الكلمات ستبقى محفورة في ذاكرة كلية السياحة والآثار مدى الحياة، ومقدرين تصرف النائبة هيفاء آل سعود الإنساني والنبيل.
اقرأ أيضاً: وزارة السياحة تطلق الحملة العالمية لروح السعودية
يتطلب دراسة الإرشاد السياحي عدة شروط منها أن يكون الشخص سعودي الجنسية، وألا يقل عمره عن 18 عام، وأن يجتاز الدورات والاختبارات والمقابلات التي تعتمدها الوزارة للترخيص حسب الفئة المطلوبة، إضافةً إلى الشرط الملغى وهو ألا يكون هناك أي عائق صحي يمنعه من تقديم الخدمة، كما يتنوع الإرشاد السياحي بين مرشد مسار، ومرشد متخصص، ومرشد موقع.
مما لا شك فيه أن السعودية تسعى إلى التحول من الاعتماد على النفط إلى الاعتماد على عدة قطاعات في دخلها، ومنها القطاع السياحي الذي لاقى اهتماماً كبيراً من قبل الحكومة السعودية، إذ تسعى إلى تطويره بكافة السبل ومنها الإرشاد السياحي الذي يحتاجه هذا القطاع.
ويعكس قرار الأميرة هيفاء آل سعود توجهات المملكة الجديدة في زيادة التنوع البشري قي قطاع الساحة، وإتاحة الفرص أمام جميع المواطنين بالتساوي، مما يحقق العدالة الاجتماعية، ويحقق نقلة نوعية في مجال الإرشاد السياحي، ويساعد في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي طرحها ولي العهد السعودي.
ومن الخطوات الإنسانية، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، ليستطيعو إدارة قضاياهم ومساعدتهم على تحسين حياتهم.
إذ نص قانون التمكين إلى تكافؤ الفرص وعدم التمييز، إضافة إلى صرف مبلغ 150 ألف ريال لذوي الاحتياجات الخاصة المطبق عليهم الشروط لتأمين سيارة خاصة لنقلهم، وإعانة مالية قدرها عشرون ألف ريال تصرف شهرياً.
اقرأ أيضاً: المعرض السعودي الدولي لمستلزمات الإعاقة والتأهيل.. منصة رائدة لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة
كما أطلقت المملكة ضمن رؤية 2030 مبادرات التحول الوطني لتمكين اندماج ذوي الإعاقة في سوق العمل، مما يحقق لذوي الاحتياجات الخاصة الكثير من متطلباتهم في كافة قطاعات الدولة.