شهدت السعودية اهتماماً متزايداً بالعلاجات الجينية، التي تهدف إلى تعديل الجينات المسؤولة عن الأمراض الوراثية والمزمنة. وتعكس هذه الجهود حرص المملكة على الاستفادة من أحدث التقنيات الطبية لتحسين حياة المرضى، بما يتماشى مع رؤية 2030 ويعزز مكانتها في مجال الطب الحديث. في ها المقال سنتعرف على المنشأة الأولى لهذه العلاجات.
ما هي العلاجات الجينية التي تطمح لها السعودية
هذه العلاجات تعتمد على العلاج بالخلايا التائية المعدلة، والتي تعتبر أحد أحدث أنواع العلاجات الجينية الموجهة للأورام المستعصية، ويستهدف المرضى الذين فشلت معهم العلاجات التقليدية مثل سرطان الدم والأورام اللمفاوية، من خلال تعزيز قدرة جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها.
يمضي “المشفى التخصصي” بخطى متسارعة نحو توسيع قدراته الإنتاجية لتصل إلى 100 علاج جيني سنوياً، في خطوة تتقاطع مع الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية.
أسهم التصنيع المحلي للعلاج في خفض التكلفة من 1.3 مليون ريال إلى نحو 250 ألف ريال للحالة العلاجية الواحدة، وتقليص فترة الإنتاج من 28 يوماً إلى ما بين 12 و14 يوماً فقط، بعد أن كانت تصنع في الخارج. نُفذت هذه الدراسة في وحدة تصنيع متقدمة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، باستخدام نظام نقل مغلق يضمن أعلى درجات الدقة والجودة، تحت إشراف الهيئة العامة للغذاء والدواء.
اقرأ أيضاً: المملكة تحقق إنجازات علمية لافتة في أسبوع واحد فقط!
حول المشروع المطلق وما يوفر
ينفذ مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أول منشأة لتصنيع العلاجات الجينية والخلوية بالبلاد، الهدف منها توفير العلاج المتقدم لآلاف المرضى داخل السعودية، وتحقيق وفورات تقدّر بنحو 8 مليارات ريال سعودي من تكاليف العلاج بحلول عام 2030، وتغطية ما يقارب 9% من الطلب المحلي على هذه العلاجات المتقدمة، من خلال توطين تقنيات تصنيع العلاجات المناعية والخلوية.
أولى مراحل التشغيل وعمل المنشأة
ستبدأ أول مراحل التشغيل للمنشأة، على مساحة تتجاوز خمسة آلاف متر مربع داخل حرم المستشفى بالرياض، في نهاية عام 2025. تشمل هذه المرحلة إنتاج علاجات مناعية متقدمة تعتمد على الخلايا التائية والخلايا الجذعية وتقنيات النواقل الفيروسية، ومن المقرر أن تتوسع فيما بعد لتشمل تقنيات تحرير الجينات وإنتاج خلايا الكبد والجزر البنكرياسية لعلاج الأمراض الوراثية والمناعية المعقدة، على أن تصل الطاقة الإنتاجية بحلول عام 2030 إلى نحو 2,400 جرعة علاجية سنوياً.
المنشأة تعمل وفق معايير ممارسات التصنيع الجيد (GMP)، التي تعد المعيار الذهبي عالمياً لضمان إنتاج العلاجات في بيئة محكمة الرقابة ودقيقة الضبط، تتم فيها مراجعة كل خطوة وتُوثق كل عملية، لكي يصل العلاج إلى المريض في أعلى درجات الأمان والجودة. من مميزات هذه المنشأة أيضاً، دمجها لتقنيات التصنيع الذكي والذكاء الاصطناعي في مراقبة الجودة وسير العمليات الإنتاجية، بما يضمن أعلى درجات الدقة والموثوقية ويتيح قابلية التوسع السريع في المستقبل.

