أقامت سفارة السعودية في دمشق، الإثنين 19 أغسطس الجاري، حفل استقبال بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني وذلك في فندق الشيراتون في العاصمة السورية، حضره عدد من السفراء.
وخلال حفل الاستقبال، قال عبدالله الحريص القائم بأعمال السفارة السعودية في سوريا، إن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، يأتي تقديراً وعرفاناً وامتناناً للعاملين في المجال الإنساني والذين ضحوا بحياتهم من أجل خدمة الإنسان ومساعدة المحتاجين واللاجئين في مختلف بقاع العالم.
وبيّن الحريص أن العمل الإنساني يعد من أولويات اهتمامات المملكة، التي كانت ولا تزال من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في دول العالم المختلفة ، إذ دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها، جراء الكوارث الطبيعية، أو بسبب الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظماتٍ عالمية.
وأشار الحريص إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، البوابة التي من خلالها تمارس السعودية دورها التاريخي في العمل الإنساني الرائد لخدمة المجتمع الدولي في أنحاء العالم المختلفة ، ومساهمة المملكة في تخفيف المعاناة الإنسانية على مستوى العالم، وضمان حصول جميع المتضررين على فرصة العيش بصحة وكرامة.
وأكد الحريص على أن هذه المساهمات الإنسانية عززت تفاني المملكة في خدمة كل المحتاجين، وتقديم كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية لكل محتاج، حتى بات المركز أحد أهم المنظمات الدولية المهمة، رغم أنه لم يكمل سنواته العشر منذ افتتاحه في عام 2015 برعاية وتوجيه الملك سلمان بن عبد العزيز.
وشدد الحريص على أن سوريا بلد شقيق وتحتاج للوقوف معها، مبيناً أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بدأ نشاطه في سوريا بعد الزلزال الذي تعرضت له قبل عام وقدم الاحتياجات الطبية أم الغذائية اللازمة لمساعدة الأهالي وغيرها من الاحتياجات الإنسانية وعمل هذا المركز لايزال مستمراً.
اقرأ أيضًا: مركز الملك سلمان للإغاثة ينشر البهجة في العيد بتوزيع الأضاحي والمساعدات الغذائية في 3 دول
ونفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه 3,009 مشروع في مختلف القطاعات الحيوية، شملت 100 دولة حول العالم بقيمة تجاوزت 6 مليارات و940 مليون دولار، استفاد منها الملايين من الفئات الأضعف و الأكثر احتياجاً في الدول المستهدفة دون تمييز.
وتعد السعودية من أكثر الدول استقبالاً للاجئين “الزائرين”، إذ تتيح لهم فرصة العلاج والتعليم مجاناً، وتحرص على اندماجهم في المجتمع، وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة، وإتاحة فرص العمل والتعليم في المدارس العامة.
كما سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة جسراً جوياً مكوناً من 54 طائرة وجسراً آخر بحرياً مؤلفاً من 8 سفن كبيرة تشتمل على مواد غذائية وإيوائية وطبية تزن 6,600 طن، لإغاثة سكان قطاع غزة.
ويأتي ذلك إلى جانب تعاون المركز مع الأردن للقيام بعملية الإسقاط الجوي لإيصال المساعدات الغذائية النوعية للمتضررين في القطاع، بهدف كسر إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلية المعابر الحدودية.
كما قدّم المركز الدعم المالي لعلاج مرضى السرطان من أهالي قطاع غزة في الأردن، يستفيد منها 150 فرداً، بقيمة تبلغ 3 ملايين و615 ألف دولار.
وضمن الإنجازات الإنسانية الكبرى للسعودية اعتمدت الأمم المتحدة مؤخراً وبمبادرة من المملكة يوم 24 من نوفمبر يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة، وسينظم مركز الملك سلمان للإغاثة تزامناً مع هذا اليوم مؤتمراً دولياً في مدينة الرياض بمناسبة مرور 30 عاماً على بدء البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، فضلاً عن تنظيم المركز في شهر فبراير 2025 منتدى الرياض الدولي الإنساني في نسخته الرابعة.
وحرصت السعودية منذ نشأتها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وصولاً لعهد الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، على رعاية وتنمية العمل الخيري والإنساني وتنميته وتطويره على أسس سليمة وقواعد راسخة، إدراكاً منها لأهمية هذا العمل في تلبية الاحتياجات الملحة للشعوب التي تعاني من أزمات إنسانية وكوارث طبيعية في أنحاء العالم.
اقرأ أيضًا: آفاق منفتحة في العلاقات الخليجية الروسية وتقارب موسكو والرياض نحو المزيد من الاستراتيجية
وقدّمت السعودية منذ عام 1975 إلى عام 2024 مساعدات إنمائية تقارب نصف تريليون ريال سعودي “131 مليار دولار”، غطت 171 دولة حول العالم والتي نفذ بها أكثر من 7,090 مشروعاً إنسانياً وإغاثياً وتنموياً.
وحققت السعودية في نهاية عام 2023، المرتبة الرابعة بين كبرى الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإغاثية في العالم، وذلك بحسب منصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة، إذ قدمت مساعدات بما يفوق المليار و200 مليون دولار، أي ما نسبته 3.6% من المساعدات التي قدمتها الدول المانحة للدول النامية والدول التي تعاني من الكوارث والأزمات.
اقرأ أيضًا: عودة التواصل: رحلات جوية منتظمة تربط بين سوريا وثلاث مدن سعودية