التوعية بأمراض الكلى في السعودية: مبادرات طبية وحملات توعوية مستمرة

تعدّ الكلى من أهم أعضاء جسم الإنسان، بسبب دورها الحيوي في تصفية الدم والحفاظ على توازن المعادن والسوائل، ومن هنا تأتي أهمية الاهتمام بصحتها، خصوصاً في ظل تزايد الحالات المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري التي تؤثر سلباً على عملها.

لذا، تنطلق في المملكة العربية السعودية حملات توعوية مستمرة بهذا الخصوص، بهدف نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول كيفية الوقاية من أمراض الكلية، كان آخر هذه الحملات حملة مستشفى النور التخصصي التي انطلقت تحت عنوان “الكلى لا تعوّض… فحافظ عليها“.

ركزت الحملة على تقديم مجموعة من النصائح الطبية التي من شأنها حماية الكلية وتعزيز صحتها، وهي عبارة عن ممارسات يومية بسيطة ولكنها تسهم في حماية الكلى بشكل كبير، منها ضرورة التحكم الجيد بالأمراض المزمنة، وممارسة النشاط البدني بانتظام والحفاظ على وزن صحي.

كما نبه المستشفى إلى مخاطر الإفراط في تناول الأدوية دون وصفة طبية، إذ تتسبب بأضرار كبيرة لوظائف الكلية، وأكد على أهمية الامتناع عن التدخين، لما له من تأثير مباشر على تدهور أداء هذا العضو المهم مع مرور الوقت.

اقرأ أيضاً: دعامة محلية الصنع لتسهيل علاج أمراض فقرات الرقبة

أمراض الكلى

يوجد العديد من الأمراض التي تصيب الكلية والمسالك البولية، وتختلف حسب المسبب وفترة الإصابة، منها تكيسات الكلى التي تعدّ من الأمراض الوراثية وقد تكون خطيرة في حال تعددت التكيسات، وكذلك الحصوات التي تسبب ألماً شديداً للمريض.

كما تحدث التهابات الكبيبات -الكبيبات هي الوحدات الترشيحية الصغيرة في الكلية المسؤولة عن تنقية الدم- نتيجة العدوى أو استخدام بعض الأدوية، إضافة إلى التهابات المسالك البولية التي تستدعي علاجاً سريعاً لتجنب المضاعفات.

أما الفشل الكلوي، فهو من أخطر أنواع أمراض الكلى وأكثرها شيوعاً، وعند الإصابة به تفقد الكلى قدرتها على أداء وظائفها الحيوية في تنقية الدم والحفاظ على توازن المعادن، ما يؤدي إلى تراكم الفضلات في الجسم وارتفاع مؤشرات وظائف الكلى عند قياسها.

وينقسم الفشل الكلوي إلى نوعين: الحاد الذي يحدث فجأة ويتطور سريعاً خلال ساعات أو أيام، وغالباً ما يكون قابلاً للعلاج إذا تم الكشف عنه مبكراً والتدخل بسرعة، والمزمن الذي يتطور تدريجياً على مدار أشهر أو سنوات ويتميز بارتفاع دائم في وظائف الكلى، وعادةً ما يكون غير قابل للشفاء.

اقرأ أيضاً: ما هو برنامج «الجينوم» الطبي السعودي؟

واقع أمراض الكلى ونصائح الصحة السعودية

هناك أعداد متزايدة للمصابين بمرض الفشل الكلوي في المملكة، ففي عام 2024، أعلن الدكتور أمين أبوالرحي، استشاري أمراض الباطنية والكلى ورئيس وحدة الكلى في مستشفى القطيف المركزي، عن وجود نحو 20 ألف حالة مصابة بالفشل الكلوي داخل المملكة، لافتاً إلى أن حوالي 30% من هؤلاء المرضى مؤهلون للاستفادة من الغسيل البريتوني كبديل فعال للغسيل الدموي التقليدي.

الغسيل البريتوني هو عملية تنظيف الدم وإزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم باستخدام الغشاء البريتوني -وهو الغشاء المبطن لتجويف البطن- كمرشح طبيعي لتصفية الدم.

وفي فبراير من العام الجاري، شهدت مدينة الخُبر افتتاح المؤتمر الثاني والثلاثين لمستجدات الطب الباطني وأمراض الكلى والغسيل البريتوني، والذي نظمته وحدة الكلى والغسيل البريتوني التابعة لقسم الباطنية بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل.

خلال المؤتمر، بيّن رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، الأستاذ الدكتور عبدالله الهويش، أن أمراض الكلية تمثل أكثر من 10% من الأمراض التي تصيب البشر على مستوى العالم، إذ يعاني أكثر من 700 مليون شخص منها، وفي السعودية، تشكّل نسبة 5% من إجمالي الأمراض بين السكان، ما يشكل عبئاً ثقيلاً على ميزانية وزارة الصحة.

وأفاد الهويش بأن عدد المصابين بالفشل الكلوي المزمن في المملكة تجاوز 30 ألف شخص، يحتاج معظمهم إلى الغسيل الدموي أو الغسيل البريتوني.

وجاء اليوم العالمي للكلى في 11 مارس الماضي، والذي تحتفي به المملكة مع العالم في كل عام بهدف تعزيز الوعي بأهمية الكلية، والتشجيع على اتباع سلوكيات وقائية، وإجراء الفحوصات الدورية، خاصةً مع ارتباط أمراضها المزمنة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم… وهذا العام، تم تسليط الضوء على أفضل علاج للفشل الكلوي، وهو زراعة الكلى، مع التأكيد على أهمية التبرع بالأعضاء لأنها خطوة إنسانية تنقذ حياة الكثيرين.

من جانبه، أكد الدكتور سعيد بن محمد الغامدي، أستاذ أمراض الباطنة والكلى بجامعة الملك عبد العزيز ورئيس مركز غسيل الكلى بمستشفى السلامة، أن التشخيص المبكر يلعب دوراً حاسماً في اكتشاف أمراض الكلية في مراحلها الأولى واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية والعلاج.

وأوضح الغامدي أن المركز يوفر مجموعة متطورة من طرق العلاج، بما في ذلك غسيل الكلى المستمر، خدمات العناية المركزة، وتقنيات متقدمة مثل فصل البلازما وأخذ الخزعات للفحص، في إطار حرصه على تقديم رعاية طبية إنسانية وعالية الجودة تضمن تجربة علاجية مريحة وفعالة للمرضى.

ختاماً، صحة الكلى نعمة لا تقدّر بثمن، والعناية بها تبدأ بخطوات يومية بسيطة لا تكلّفنا شيء، فبالالتزام بنمط حياة صحي والابتعاد عن التدخين والتحكم بالأمراض المزمنة، نستطيع أن نحميها ونساعدها على العمل بكفاءة تدوم معنا طول العمر.

اقرأ أيضاً: سبعة مستشفيات سعودية في قائمة الأفضل عالمياً