يتنوع مناخ المملكة العربية السعودية بين الصحراء والجبال، وبين الحرارة والبرودة، وعلى الرغم من غلبة الجو الحار على معظم مناطق المملكة، إلا أن هناك مناطق يكسوها الثلوج لتكون وجهة سياحية لمحبي الشتاء القارس.
تعد تبوك من المدن الأكثر تعرضاً لتساقط الثلوج، إذ تغطي الثلوج مساحات كبيرة من أراضيها الزراعية وجبالها، كجبل اللوز إضافة إلى علقان والظهر ونيوم وغيرها من المناطق التي تكسوها الثلوج، وتصل درجة الحراراة في مناطقها إلى 7 درجات تحت الصفر، مما يضفي عليها جمالاً.
إذ يعد جبل اللوز من أعلى القمم الجبلية في السعودية، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 2600 متر فوق سطح البحر، ويعد أعلى القمم الجبلية في جبال حسمي التي تعد امتداداً لجبال السروات، ويعد من الوجهات السياحية الجاذبة لما يحتويه من هضاب جرانيتية ورسوم صخرية ترجع إلى 10 آلاف عام.
كما تشهد عسير في الشتاء تساقط الثلوج بغزارة عليها، وخاصة محافظة بللسم، وأبها ومرتفعاتها التي تتجاوز 3 آلاف متر عن سطح البحر، وبالتالي تحول جبالها إلى واحة ثلجية بديعة.
بينما تشهد حائل درجات حرارة دون الصفر مترافقة مع سقوط الثلوج في فصل الشتاء وتقع المدينة على ارتفاع يقدر بنحو 915م ومن جبالها الشهيرة جبلا أجا وسلمى، إضافة إلى أنها من المدن السياحية الجاذبة للسياح تحديداً في فصل الشتاء، وأجزاء من مدينة الباحة، ومحافظة طريف بالحدود الشمالية، ومحافظة القريات بمنطقة الجوف، كما تتساقط على حرة الرأس الأبيض بالمدينة المنورة وعرعر بمنطقة حزم الجلاميد.
ويعد موسم تساقط الثلوج من المواسم الجاذبة للسياح المحليين والعالميين، إذ يقومون بالعديد من الأنشطة والفعاليات، منها: التخييم أو ما يعرف محليا بـ”الكشتة”، إضافة إلى المشي لمسافات طويلة، وتجربة تسلق الجبال، كما يزداد الإقبال على تزلج المنحدرات الثلجية والقيادة بسيارات الدفع الرباعي في المناطق الوعرة، إلى جانب ركوب الجمال بين الثلوج.
اقرأ أيضاً: افتتاح جزيرة سندالة أولى وجهات نيوم للسياحة البحرية
وتشهد المناطق السعودية الثلوج بين يناير وفبراير، وفي سياق آخر التقط المصور الضوئي مشير البلوي الملقب بـ”مارشال”، عددا من الصور البديعية السنة الماضية أظهر فيها مناطر الثلوج وهي تغطي جبال اللوز، والتي جذبت حماس الأهالي والزوار لتجربة العيش في المناطق الثلجية والكشتات الثلجية والاستمتاع بها، إذ يتسابق المصورون لالتقاط الصور الطبيعية لمنظر الثلوج في مناطق المملكة.
والجدير بالذكر أنه يمكن لمحبي التزلج على الجليد وعيش تجربة المدن الثلجية زيارة مدن الثلج الصناعية التي تنتشر في أرجاء المملكة كمدينة الثلج في الرياض، إذ من أهم المناطق الترفيهية والسياحية في الرياض التي تستقطب سنوياً عدداً كبيراً من السياح الذين يتطلعون للهروب من حرارة الأجواء والقيام بتجارب وأنشطة فريدة من نوعها، وقد أصبحت منذ أن تم افتتاح مدينة الثلج في عام 2016 واحدةً من أهم الوجهات الترفيهية العائلية، التي تناسب الكبار والصغار.
وتحاكي مدينة الثلج أجواء المدن الباردة بكافة تفاصيلها بسبب المساحات الضخمة المغطاة بالثلوج، كما يشتمل مركز الثلج الداخلي هذا على أنشطة مثل التزلج بقارب مطاطي وأنابيب الجليد وكوخ الإسكيمو وحديقة المغامرات ومزلجة متحركة وسيارات متصادمة وسلالم وحبال تضمن المتعة والترفيه.
وافتتحت مؤخراً مدرسة لمدينة الثلج داخل أبواب مركز الثلج لتعليم المتفرجين المبتدئين كيفية التدرب على الأنشطة، حيث يعد التزلج على الجليد نشاطاً بارزاً يمكن اكتشافه مع مدربين ذوي خبرة في مدينة الثلج بالرياض.
بينما تعبر حديقة المنحوتات الثلجية في مدينة الثلج عن مفهوم رجل الثلج لدى الأطفال الذين لطالما انبهرو بشخصيته الكرتونية، هذا وتنتشر مدن الثلج في المدن السعودية كالخبر، الدمام، جدة وغيرها.
كما كشفت السعودية عن عزمها على بناء قرية ثلجية توفر لزوارها التزلج من فوق مرتفع جبلي يطل على الصحراء المعروفة بدرجة حرارتها العالية من جهة والبحر الأحمر في أقصى شمال غرب البلاد من جهة ثانية.
وتحمل القرية الثلجية اسم “تروجينا” وهي جزء من مشروع سياحي يقع في مدينة “نيوم” العصرية، التي تبنيها السعودية في مثلث جغرافي يجمعها مع الأردن ومصر المجاورتين، وتتواجد في “تروجينا” بجانب قرية التزلج والمنحدر الخاص بها مجموعة من الفنادق والمنتجعات الصحية والعائلية، ومجموعة من محلات التجزئة والمطاعم، إلى جانب الألعاب الرياضية مثل الرياضات المائية وركوب الدراجات، ومحمية ذات طابع تفاعلي.
وتنخفض درجات الحرارة في منطقة المشروع السياحي إلى ما دون الصفر في الشتاء، في حين يظل معدل درجة الحرارة على مدار العام أقل بنسبة 10 درجات مئوية عن بقية مدن المنطقة.
اقرأ أيضاً: ممشى الضباب تجربة ساحرة بين الجبال والسحاب