تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية على مستوى الشرق الأوسط والسابعة على مستوى العالم في معدل الإصابة بمرض السكري، وسط تقديرات بإصابة 3 ملايين و700 ألف شخص، وهو ما دفع بالمملكة إلى تكثيف الجهود للتوعية بمخاطره وكيفية الوقاية منه، وخفض معدلات الإصابة، وتقديم الدعم اللازم للمرضى للوصول إلى نمط حياة صحي يتناسب وحالتهم.
وفي هذا الإطار تنظم الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء المؤتمر الدولي الرابع “Saudi Endo” حول مستجدات مرض السكري، في فندق المريديان بالخبر خلال المدة (17 _ 19) أيلول الجاري.
ويناقش المؤتمر قضايا السكري والسمنة واضطرابات الغدة الدرقية والتناسلية والكظرية، إضافة إلى أمراض العظام والغدد الصم العصبية وأورام الغدد الصماء، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والمحاضرين والأطباء المتخصصين في أمراض السكري والغدد الصماء من داخل المملكة وخارجها.
ويوفر المؤتمر منصة لتبادل العلماء والباحثين والمتخصصين المعرفة ومناقشة أحدث الإنجازات العلمية والسريرية، والاطلاع على أحدث التطورات في مجال أمراض الغدد الصماء، وهو معتمد من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بواقع 24 ساعة تعليم طبي.
الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء تسعى إلى تثقيف وتوعية المجتمع بأهمية مكافحة الإصابة بالسمنة والسكري، وطرق الوقاية ونشر الوعي الصحي في المجتمع والمساعدة على تغيير نمط الحياة لنمط أكثر صحة، إضافة إلى تمكين الأشخاص المصابين بالسكري وأمراض الغدد الصماء الأخرى من تبني سلوكيات صحية سليمة، ودعم تطبيق أفضل الممارسات الصحية في هذا المجال.
وبلغ عدد مصابي السكري المسجلين في الجمعية 41 ألف مصاب لغاية عام 2020، فيما وصل مبلغ الإعانة ودعم المرضى لعام 2023 إلى 865 ألف ريال، وقدمت الجمعية ما يقارب 482 فعالية و254 برنامجاً في مجال السكري والغدد الصماء.
وتستمر جهود المملكة العربية السعودية لمحاولة التوعية بمرض السكري، من خلال إطلاق المؤتمرات المتخصصة بهذا المجال، إذ أطلقت خلال شهر أيار من العام الجاري القمة السعودية لمرض السكري في مدينة الرياض، تحت شعار “الابتكار في رعاية مرضى السكري: نحو مملكة صحية”، والتي شكلت منصة لمتخصصي الرعاية الصحية وجمعيات مرض السكري وأخصائيي التغذية ومتخصصي رعاية مرضى السكري لاستكشاف التقنيات المتطورة في الوقاية من مرض السكري وتشخيصه وعلاجه.
اقرأ أيضاً: الصحة السعودية: من حقوق المرضى معرفة فريق علاجهم الطبي
كما دخل مركز ديابيتر المتخصص في علاج مرضى السكري من النوع الأول بمحافظة الأحساء، موسوعة غينيس للأرقام القياسية بوصفه أكبر تجمع بشري بالعالم لتوعية وتثقيف مرضى السكري بعدد بلغ 752 مستفيداً، إذ أسهم المركز في إحداث نقلة نوعية في التحكم بمرض السكري من خلال استحداث برنامج المدرب الصحي ومنسق الحالة وتطبيقات متابعة المرضى، وتكوين 123 من الفريق الطبي متكامل التخصصات، ليرتفع معها نسبة المتحكمين بمرض السكري من 37% عام 2021 إلى 70% خلال عام 2023.
المركز الوطني للسكري التابع للمجلس الصحي السعودي أطلق الاستراتيجية الوطنية لداء السكري، والتي تهدف إلى وضع الأسس العلمية للتوعية والوقاية من داء السكري، ومتابعة معدلات الإصابة بالمرض لدى مختلف شرائح المجتمع والتقليل منها، ووضع خطط لعلاج المصابين، وإعادة تأهيلهم بعد انتهاء مرحلة العلاج، إضافة إلى تنفيذ الخطط والأهداف التي تضمنتها الاستراتيجية ومتابعة سيرها على المستوى الوطني.
كما أطلق العام الماضي وضمن هذه الاستراتيجية برنامج داء السكري التدريبي الوطني لأطباء الرعاية الصحية الأولية في السعودية ضمن الاستراتيجية الوطنية لداء السكري. ويستهدف البرنامج تدريب الأطباء في مجال إدارة مرض السكري والوقاية منه، وتعزيز المعرفة والمهارات للممارسين الصحيين للجوانب الرئيسة لمرض السكري وكيفية إدارة مضاعفاته.
ويعتبر داء السكري من النوع الثاني من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في السعودية، إذ تجاوز عدد المصابين به عام 2022 مليوني مصاب، ومثلهم ممن هم في مرحلة ما قبل السكر، وتبلغ زيادة الإصابة به سنوياً نحو 1%. وتحتل السعودية مرتبة متقدمة من حيث الإصابة بالنوع الأول من السكرى لدى الأطفال واليافعين تحت سن العشرين من العمر.
كما نشرت بعض الدراسات المذكورة في وثيقة الاستراتيجية الوطنية لداء السكري نسباً عن الإصابة بمضاعفات داء السكري، وتشمل: الاعتلال العصبي بنسبة 82% من المصابين، واعتلال الشبكية 31%، واعتلال الكلية 32%، ومضاعفات القدم 3.30%، وقرح قدم داء السكري بنسبة 2.05%، وبتر الأطراف 1.06%، إضافة إلى الغرغرينا بنسبة 0.19% من المصابين.
اقرأ أيضاً: ملاك الثقفي طبيبة سعودية أسهمت في تطوير فهم الأمراض الوراثية وتطبيقات الطب الجينومي