الزي السعودي التراثي من أكثر الأزياء العربية أصالةً كونه يعكس الزي العربي الأصيل ويُظهر تمسك الشعب السعودي بالعادات والتقاليد العربية، إذ يتميز الشعب السعودي بحبه لجميع ما يخص بيئة وثقافة المملكة، الأمر الذي ينعكس على زيهم التراثي التقليدي أيضاً، وعلى الرغم من ذلك لم يمنعهم حب زيهم التراثي من دمجه بالأزياء الرائجة العربية والغربية.
يتكون الزي السعودي التراثي من الثوب أو الدشداشة، وهو قطعة من الثياب التراثية المنتشرة في العديد من البلدان العربية، وهي فضفاضة وواسعة لسهولة الحركة، خفيفة الوزن، وناعمة، أغلبها لونه أبيض ناصع، ويلبس فوقه المشلح ويربط بزر واحد، أو يلف حول الجسم بطريقة فضفاضة.
ويعد الثوب من الملابس اليومية للرجال في العديد من الدول العربية، ويُلبس في الاجتماعات الرسمية وفي الأيام العادية، ويختلف من بلد لآخر إلا أن ما يجمعه في كل البلدان التي تعتمده كزي هو الراحة والأناقة في نفس الوقت.
وللثوب أشكال منها الثوب السعودي الشعبي الأبيض الناصع، والثوب السعودي المزخرف الذي يدخل فيه بعض التطريزات، إضافةً إلى اختلاف أشكال الياقات، ومنها التي تصل إلى عظم الرقبة وتُقفل بزرين، ويتميز الثوب بوجود جيوب مخفية على الجانبين، وجيب ظاهر على الجهة اليسرى من الثوب.
أما الشماغ فهو قطعة قماش مصنوعة من الحرير او القطن، مربعة الشكل، تلف حول الرقبة أو تُوضع فوق الرأس، حسب عادات كل بلد، إلا أنه في السعودية يكون لونه غامق ويوضع فوق الرأس، ويتفنن السعوديون في طرق ترتيبه فوق الرأس بحسب المناسبات، ويعد الشماغ من أساسيات الزي السعودي العربي الءي لا يتم الاستغناء عنه.
بينما يعد العقال أيضاً جزء من الهوية الأصيلة للزي العربي عامةً والزي السعودي التراثي خاصةً، وهو عبارة عن قطعة مستطيلة الشكل، تُلف فوق الرأس، وتُنسق مع الشماغ والثوب بطريقة أنيقة.
وعلى الرغم من اتجاه معظم السعوديين إلى تفصيل أثوابهم، إلا أن أشهر ماركات الثوب السعودي في الدفة، والأصيل، وثوب النشل السعودي المشهور خارج السعودية أيضاً كالإمارات، وقطر، والبحرين، والكويت.
يمكن إضافة بعض الإكسسوارت على الزي السعودي التراثي مثل البشت، العصا، الساعة، العصا، العقال، الشماغ، الغترة، الخاتم، وكبك الرسمي.
اقرأ أيضاً: إلزام الموظفين الحكوميين في السعودية بارتداء الزي الوطني خلال ساعات العمل!
الزي السعودي التراثي النسائي
أما بالنسبة إلى الزي السعودي التراثي للنساء يختلف باختلاف مناطق المملكة، إذ تشتهر أزياء النساء في المناطق الشمالية بثوب المحوثل وهو عبارة عن ثوب واسع وطويل يصل إلى الكاحلين ويتميز بألوانه الزاهية، ونقوشاته العديدة والمتنوعة، وسُمي بالمحوثل نسبةً إلى الحثل وهو ثني الثوب، إذ تقوم النساء بثني الثوب عند الخصر وربطه بحزام من القطن أو الصوف، كما ترتدي النساء الشوش والمدرقة والدراعة، وفي الأعراس الزبون المزخرف.
أما في المناطق الجنوبية، الزي النسائي السعودي التراثي متأثر بالحضارة اليمنية، إذ ترتدي النساء السدرة وهو ثوب طويل وواسع، له فتحة أمامية تُغلق بأزرار، ويتم صنعه من الحرير أو القطن، ويتميز بألوانه الزاهية، كما ترتدي النساء في تلك المنطقة الثوب العسيري و المنجب، المقبل والدقلة والمخنق.
فيما يتميز الزي السعودي النسائي في المنطقة الوسطى بالتنوع، تبعاً للتنوع الثقافي، إذ ارتدت النساء في بداية تأسيس الدولة لباس يدعى الكرباس بألوان زاهية كالأخضر، والمرصع بالخلي والمجوهرات، كما ترتدي النساء البشت والدراعة.
ويتشابه الزي السعودي النسائي في المنطقة الشرقية مع المنطقة الوسطى نظراً لقربهما من بعضهما، بينما هناك أزياء خاصة للمناسبات منها ثوب المسرح، وثوب الثريا، وثوب المنثور، معظمها عليها نقوشات ورد وورق أشجار، ومصنوعة من الحرير الأسود الناعم.
وتستطيع المرأة السعودية تزيين نفسها وملابسها بالخلخال الذي يوضع في القدم، وحزام جديل هو شريط من القماش المرصع بالياقوت والخرز الملون، والبناقر أو الغوايش المصنوعة من الذهب أو الفضة وتُلبس في اليد، إضافةً إلى البربوش المصنوع من الفضة وهو سناسل فضية طويلة تنحدر بشكل متوازي مع الشعر، وغيرها من الأكسسوارات التي تخص المرأة السعودية.
ختاماً، تعتز المملكة العربية السعودية بأزيائها، إذ فرضت ارتداء الزي السعودي التقليدي في مقر العمل وداخل المؤسسات الحكومية، كما قامت في الاحتفال بيوم التأسيس لعام 2023 بإنشاء دليل خاص بالأزياء الوطنية السعودية، وأطلقت عليه اسم لبسنا يوم بدينا.
اقرأ أيضاً: تصميم الأزياء بجلد الإبل إبداعٌ يتناغم مع الأصالة