في لحظة حرجة من تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تستمر المملكة العربية السعودية في لعب دور محوري في دعم القضية الفلسطينية إلى جانب القضايا الإنسانية والسياسية في المنطقة، فمن خلال إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية والمطالبة العاجلة بوقف إطلاق النار في غزة، تؤكد السعودية على التزامها الثابت بالعدالة والسلام…
فمن جديد، دعت المملكة العربية السعودية، إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع تأكيدها على الترحيب بوقف إطلاق النار في لبنان، مستنكرةً الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وجاءت هذه المطالبة في كلمة ألقاها المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة، السفير عبد العزيز الواصل، أمام الجمعية العامة في دورتها الاستثنائية العاشرة الخاصة بفلسطين، حيث جرى طرح مشروعين يتعلقان بدعم وكالة الأونروا والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وأعرب الواصل عن استياء السعودية من استخدام حق النقض بشكل تعسفي والانتقائية في تطبيق القانون الدولي، الأمر الذي ساهم في استمرار ما وصفه بحرب الإبادة الجماعية والجرائم الإسرائيلية في غزة، وزيادة العدوان، كما جدد دعوته لإنهاء إطلاق النار في القطاع، مع الإشادة بوقفه في لبنان، ورفض الخروقات الإسرائيلية المستمرة.
وفي البيان، شدد الواصل على الدور الحيوي لوكالة الأونروا وأدان التشريعات الإسرائيلية التي تستهدفها بشكل منهجي، داعياً إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي الذي سيُعقد في نيويورك في يونيو المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، من أجل تسوية القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: بن فرحان: لن نتوانى عن وقف النار بغزة ولبنان
كما أكد الدعم الثابت للسعودية للشعب الفلسطيني وحقوقه، مشيراً إلى أن السلام يبقى الخيار الاستراتيجي على أساس حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وفقاً للقرارات الدولية.
فيما يخص الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، عبر الواصل عن إدانته لهذا التصعيد الذي يشكل انتهاكاً للقانون الدولي، ويهدد استقرار سورية ووحدتها. كما شدد على أن الجولان السوري المحتل هو جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.
وقد صوت الوفد السعودي لصالح القرارين، حيث حصل قرار دعم الأونروا على 159 صوتاً مؤيداً، مقابل 9 أصوات معارضة، وامتناع 11 دولة عن التصويت، أما قرار وقف إطلاق النار في غزة، فقد نال 158 صوتاً مؤيداً، مقابل 9 أصوات معارضة، وامتناع 13 دولة.
ها وكان قد أجرى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، لقاءً مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون، لمناقشة آخر المستجدات بشأن الأوضاع في سورية.
وأوضحت وزارة الخارجية السعودية أن التصرفات التي أقدمت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مثل السيطرة على المنطقة العازلة في هضبة الجولان وقصف الأراضي السورية، تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتعكس نية الكيان الإسرائيلي في تقويض جهود سورية لاستعادة أمنها واستقرارها والحفاظ على وحدة أراضيها.
اقرأ أيضاً: التطورات السورية محور لقاء السعودية مع بيدرسون
ودعت المملكة المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدّة على ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، مشددة على أن الجولان هو جزء من الأراضي السورية المحتلة.
وفي هذا السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتوثيق حوالي 400 غارة جوية إسرائيلية على الأراضي السورية منذ انهيار السلطة السياسية في سورية، ووفقاً لمصادر أمنية، فإن هذه العمليات شملت توغلاً إسرائيلياً حتى مسافة 25 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة دمشق.
كما وثق المرصد أكثر من 320 غارة إسرائيلية أسفرت عن تدمير مواقع عسكرية هامة، بما في ذلك مطارات ومستودعات أسلحة وأنظمة دفاع جوي، بالإضافة إلى منشآت عسكرية أخرى في مختلف أنحاء سورية، مثل ميناء اللاذقية، فضلاً عن استهداف مراكز أبحاث علمية ومواقع حرب إلكترونية بالقرب من دمشق.
وفي تأكيد من مصادر أمنية سورية وإقليمية، جرى استهداف قواعد جوية رئيسية في سورية من قبل القوات الإسرائيلية، ما أدى إلى تدمير طائرات ومعدات عسكرية في أكبر حملة قصف على هذه القواعد، كما استهدف الكيان الإسرائيلي مراكز أبحاث علمية ومواقع عسكرية في المنطقة القريبة من السيدة زينب.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية بعد سقوط السلطة السورية، جددت المملكة دعمها لاستقرار سورية وسيادتها، مؤكدة ضرورة تحقيق مصالح الشعب السوري وتوحيد صفوفه، ودعت إلى تنسيق الجهود الدولية لمساعدة سورية في تجاوز أزماتها، مع ضرورة منع التدخلات الخارجية التي تسببت في معاناة الشعب السوري.