إنجازٌ استثنائي لافت حققته المملكة العربية السعودية مؤخراً يعكس قوة الجذب السياحي وتطورات مهمة في قطاع السياحة، فقد سجلت رقماً قياسياً جديداً في عدد الزوار، واستقبلت 115.9 مليون سائح خلال العام، متجاوزةً حاجز المئة مليون للعام الثاني على التوالي!
تابع معنا في هذا المقال لنعرفك على تفاصيل تقرير وزارة السياحة الإحصائي السنوي لعام 2024، وأهمية رؤية 2030 في دفع قطاع السياحة بسرعة هائلة.
شهد قطاع السياحة في المملكة خلال عام 2024 نمواً ملحوظاً من كل النواحي، إذ تجاوز إجمالي الإنفاق السياحي -من السياح المحليين والوافدين- حاجز 283 مليار ريال، بنسبة نمو 11% مقارنة بعام 2023… وسجّل الإنفاق على السياحة الداخلية وحده 115.3 مليار ريال، في مؤشر واضح على تزايد إقبال المواطنين والمقيمين على استكشاف الوجهات السياحية داخل المملكة.
أما الإنفاق السياحي من الزوار من خارج المملكة فقد بلغ نحو 169 مليار ريال، بزيادة بلغت 19% عن العام السابق، وجذبت رحلات الترفيه وقضاء العطلات هؤلاء السياح بشكل كبير، إذ سجلت نمواً بنسبة 20% مقارنة بعام 2023، وقفزت بنسبة لافتة وصلت إلى 565% مقارنة بعام 2019.
أكد وزير السياحة أحمد الخطيب أن النتائج القوية لعام 2024 جاءت بفضل دعم وتوجيهات القيادة، لافتاً إلى أن السياحة تعدّ عنصراً أساسياً في تحقيق أهداف رؤية 2030.
وتؤكد هذه الأرقام المسجلة في عام 2024 أن قطاع السياحة يواصل ترسيخ مكانته باعتباره ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني، مدعوماً بنمو مستدام يتناغم مع رؤية المملكة 2030، كما تشير البيانات إلى أن هذا النمو كان نتيجة لتحسينات كبيرة في البنية التحتية، وتطوير المرافق السياحية، ووجود حملات ترويجية ذكية استهدفت جذب الزوار من مختلف دول العالم، ما جعل من المملكة وجهة مفضلة على خريطة السياحة الدولية.
السياحة في قلب الرؤية
تسعى رؤية السعودية 2030 إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام يرتكز على استثمار طاقات المجتمع وموارده الطبيعية، وتنويع مصادر الدخل إلى جانب النفط… وعلى الرغم من أن السياحة ليست هدفاً مستقلاً ضمن الأهداف الـ24 المعلنة للرؤية، إلا أنها تعدّ الأهم في تحقيق عدد من هذه الأهداف بشكل مباشر، كيف ذلك؟
تلعب السياحة دوراً أساسياً في تحويل بعض الأهداف من طموحات إلى واقع ملموس… فمن تعزيز إنفاق الأسر على الترفيه والثقافة، إلى إدراج مدن سعودية ضمن قائمة الأفضل عالمياً، وزيادة المواقع المسجلة في اليونسكو -ثماني مواقع حتى الآن-، إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز دور القطاع الخاص، كل هذا يتجسد في جهود المملكة لتحويل نفسها إلى وجهة عالمية رائدة، عبر تطوير بنية تحتية سياحية متكاملة، وإطلاق مشاريع ضخمة مثل العلا، القدية، البحر الأحمر، والدرعية، إلى جانب تسهيل إجراءات الدخول، مثل وجود التأشيرة السياحية الإلكترونية التي انطلقت في 2019، والتي فتحت الأبواب أمام ملايين الزوار.
كل هذا جعل المملكة متفوقة على نفسها وعلى غيرها في القطاع السياحي فكانت من الدول الرائدة بين معظم دول مجموعة العشرين، فقد ارتفع عدد السياح الدوليين العام الماضي بنسبة 69% مقارنة بعام 2019، بينما نمت إيرادات السياحة الدولية بنسبة مذهلة بلغت 148%، كما احتلت المركز الثاني عالمياً من حيث نمو أعداد السياح.
وكانت خطة الرؤية الأصلية تستهدف وصول المملكة إلى 100 مليون زائر محلي ودولي بحلول 2030، لكن هذا الهدف تحقق قبل موعده بسبع سنوات، ما أدى إلى رفع سقف الطموحات إلى 150 مليون سائح بحلول 2030.
هذه الرؤية تمثل خارطة طريق إستراتيجية لتحويل السعودية إلى وجهة سياحية عالمية، والإنجاز الذي رأيناه في تقرير عام 2024 هو مجرد بداية لمسيرة طموحة، حيث تواصل المملكة رسم مستقبل سياحي مشرق يتخطى التوقعات، ويضعها في صدارة وجهات العالم، مشرعةً أبوابها لكل من يبحث عن تجارب مميزة وفرص استثمارية واعدة.
اقرأ أيضاً: القدية للاستثمار: تشييد أول منتزه ترفيهي للألعاب المائية في المملكة