كشف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، عبد الله السواحة، أن السعودية تسعى إلى التحول لتصنيع التقنية وتصديرها في المرحلة المقبلة بينما تُسخر جميع إمكانياتها وطاقاتها لتكون قوة رائدة في مجالات التقنية المختلفة، وذلك خلال “ملتقى ميزانية 2025” بالرياض، الأربعاء.
وأوضح الوزير أن مؤتمر ليب للتقنية الذي تستضيفه الرياض سنوياً سيشهد الكشف عن فرصة جرى عرضها على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدعم هذا الاتجاه بالمملكة.
السواحة نوّه بأن “البرنامج الوطني لتنمية التقنية” الذي جرى اعتماده بالشراكة مع وزارة المالية باستثمارات حوالي 2.6 مليار ريال نجح في جذب استثمارات رأس المال الجريء والصناعة والتصدير بما يفوق 13 مليار ريال حتى الآن.
وتتطلع السعودية إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، في وقت تستعد فيه لإطلاق مشروع جديد بدعم يصل إلى 100 مليار دولار، في إطار سعيها لتطوير مركز تكنولوجي يعزز قدراتها التنافسية، وفقاً لما أوردته “بلومبيرغ” في وقت سابق.
وجهود المملكة في هذا الاتجاه تمتد إلى مختلف التكنولوجيات، ففي مجال الذكاء الاصطناعي، أشار الوزير إلى شراء المملكة حصة في شركة “xAI” وإطلاق منصة للحوسبة السحابية، مبنية على الجيل القادم من مسرعات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع غوغل خلال “مبادرة مستقبل الاستثمار”.
والمبادرة التي أطلق عليها اسم “مشروع التفوق” (Project Transcendence) سيتم بموجبها الاستثمار في مراكز البيانات والشركات الناشئة وغيرها من البنية التحتية لتطوير الذكاء الاصطناعي إلى جانب جذب مواهب جديدة إلى المملكة، وتطوير البيئة التكنولوجية المحلية، وتشجيع شركات التقنية على استثمار الموارد في البلاد.
وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وقع اتفاقية شراكة مع غوغل خلال مبادرة مستقبل الاستثمار في أكتوبر الماضي لإطلاق مركز عالمي للذكاء الاصطناعي قرب مدينة الدمام، متوقعاً أن تضيف 71 مليار دولار تقريباً إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في 8 سنوات.
الوزير كشف عن قفزة كبيرة في قطاع الحوسبة السحابية في المملكة لتتجاوز قدرة مراكز البيانات مستوى 90 ميغاواط المستهدف في رؤية المملكة 2030 إلى 200 ميغاواط حالياً باستثمارات فاقت 10 مليارات ريال.
وبحسب الوزير، ساعد على هذه القفزة التقدم الذي تحرزه المملكة في البنية التحتية الرقمية حيث بلغ عدد المنازل المُجهزة باتصالات البيانات من مليون منزل إلى 4 ملايين خلال سبع سنوات.
إلى ذلك، خصص صندوق واعد فنتشرز للاستثمار في رأس المال الجريء، المملوك بالكامل لشركة أرامكو السعودية، 100 مليون دولار للاستثمار في الشركات العالمية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وللمساعدة في تحديد تلك الاستثمارات الاستراتيجيية، عيّن الصندوق البالغ حجمه 500 مليون دولار، مجلساً استشارياً يضم خبراء عالميين ومستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي والبحث والتطوير وريادة الأعمال، شغل بعضهم مناصب في شركات مثل “ميتا” و”أمازون”، وكذلك في “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” و”أوكسفورد”، بحسب بيان صندوق “واعد”، الأربعاء، وسيجري توزيع مبلغ الاستثمار على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
أنس القحطاني، الرئيس التنفيذي المكلف لصندوق “واعد فنتشرز”، اعتبر أن القرار الاستراتيجي لتخصيص نسبة من استثمارات “واعد” للذكاء الاصطناعي يهدف إلى تسريع تطوير التقنيات المتقدمة للمساهمة بتحفيز النمو الاقتصادي في السعودية، إلى جانب “تحفيز رواد الأعمال المحليين، وتوطين الكفاءات العالمية، مما يفتح المجال للإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي” في المملكة.
من المتوقع أن تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي بمبلغ 135.2 مليار دولار سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بحلول 2030، بما يناهز 12% من الناتج، وفقاً لتقرير حديث صادر عن شركة “بي دبليو سي” (PWC).
وحلّت السعودية في المرتبة الثانية من حيث تمويل رأس المال الجريء على مستوى الأسواق الناشئة، بعد سنغافورة، خلال النصف الأول من العام الجاري، استناداً لشركة بيانات رأس المال الجريء “ماغنيت” (Magnitt).
كان فهد العيدي، المدير الإداري في “واعد فنتشرز“، ذكر في تصريحات صحافية سابقة أن بوصلة استثمارات الصندوق تتجه بشكل أساسي إلى التركيز على قطاعات أشباه الموصلات، وتقنيات الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والاستدامة، والتكنولوجيا الحيوية، مضيفاً أن نحو 40% من إجمالي مخصصات الصندوق يتم توجيهها للاستثمار في الأسواق العالمية بالمجالات القابلة للتوطين غير المخدومة محلياً.
صندوق “واعد فينتشرز” عزز استثماراته في الذكاء الاصطناعي منذ بداية العام الجاري، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتصبح من بين أكبر 15 دولة على مستوى العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث استثمر خلال الأشهر القليلة الماضية 15 مليون دولار في شركة “ريبيليونز” الكورية الجنوبية لصناعة رقائق الذكاء الاصطناعي، كما انضم إلى جولات تمويلية لشركة “إيه آي اكسبلين” (AiXplain) الأميركية العاملة في توفير البنية التحتية الأساسية لتسريع عمليات تطوير حلول الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: السعودية تتحول إلى مركز رقمي رائد في منطقة الشرق الأوسط