أطلقت الشركة السعودية للكهرباء بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” أول مشروع بحثي حول احتجاز الكربون والملوثات على مستوى العالم، وذلك في محطة رابغ لتوليد الكهرباء.
وتسهم التقنية الجديدة بتقليل الانبعاثات الناتجة عن احتراق الوقود وبنسبة نقاء تصل إلى 99%، بما يتماشى مع الجهود الرامية للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام2050، وفي مقدمة هذه الانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين، إضافة الى الجزيئات الدقيقة.
كما تتضمن تقنية احتجاز الكربون والملوثات تفعيل منصة متنقلة لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون بسعة يومية تصل إلى ربع طن، وهو ما يجعلها نموذجاً عالمياً مستقبلياً لتطبيق احتجاز الكربون ضمن قطاع توليد الطاقة.
المهندس خالد بن سالم الغامدي، الرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للكهرباء، أكد أن المشروع البحثي الجديد يأتي في إطار الشراكات التقنية المبتكرة التي تحرص عليها المؤسسة لدعم أهداف المبادرات البيئية للمملكة، وجهودها للوصول إلى صافي انبعاثات صفري، وتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة، مثمناً التعاون البحثي مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في تطوير وتطبيق حلول تقنية تخدم بيئة المملكة والتوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة.
اقرأ أيضاً: مستقبل مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: توقعات العام 2024
المملكة وخلال رئاستها لمجموعة العشرين أطلقت مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون لمعالجة التحديات المترتبة على انبعاثات الغازات الدفيئة وإدارتها باستخدام استراتيجيات التخفيض وإعادة الاستخدام والتدوير والإزالة، إذ يؤدي الاقتصاد الدائري للكربون لإعادة استخدام الانبعاثات الكربونية لإنشاء منتجات جديدة، وإزالة الانبعاثات الكربونية من الغلاف الجوي.
كما أطلقت المملكة البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون لصياغة آليات تنفيذية مشتركة تشمل جميع النواحي الفنية والإدارية والهندسية والمعيارية لإحلال وتوطين التقنيات المتقدمة في مجال إدارة الكربون، وضمان القيادة في هذا المجال عالمياً وتعزيز الحلول المتكاملة لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، كما تلتزم المملكة بعدد من البرامج والمشاريع الطَموحة لتقليل الانبعاثات، وتشمل الاستثمار في مصادر الطاقة الجديدة وتعزيز كفاءة الطاقة والارتقاء ببرامج احتجاز الكربون وتخزينه.
ومع كل هذه المشاريع بلغت السعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة المستخدمة4.1 جيجا وات، وسعة مشاريع الطاقة المتجددة قيد الإنشاء8.2 جيجا وات، وسعة مشاريع الطاقة المتجددة قيد التطوير10.7 جيجا وات، أما مشاريع الطاقة المتجددة المقرر ترسية عقودها عام 2030 فقد بلغت100-130 جيجا وات، كما بلغ عدد المنازل التي يمكن تزويدها بالطاقة الكهربائية من خلال مشاريع الطاقة المتجدّدة الحالية 790 ألف منزل.
وتتبنى المملكة العربية السعودية نهجاً يشمل جميع فئات المجتمع لتحقيق أهدافها في خفض الانبعاثات، يأتي في مقدمتها إعادة استخدام الكربون المحتجز في إنجاز المواد الكيماوية والوقود الاصطناعي، وتعزيز استدامة مزيج الطاقة الحالي في المملكة لتشكل الطاقة المتجددة نسبة 50% منه، وإرساء مكانة عالمية رائدة في إنتاج وتصدير الهيدروجين النظيف، فضلاً عن تحسين البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، وإطلاق مشروع طموح للارتقاء بأساليب إدارة النفايات في الرياض.
اقرأ أيضاً: المعرض الدولي لتكنولوجيا المركبات الكهربائية 2024: خطوة نحو عالم خالٍ من الانبعاثات
جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تبنت أيضاً برنامج اقتصاد الكربون الدائري (CCE)، إذ وجهت أبحاثها بما يتماشى مع جهود المملكة لتحقيق الحياد الصفري من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060، وإزالة الكربون في قطاع النقل وخارجه وقيادة ابتكارات الهيدروجين، وخاصة فيما يتعلق بتصميم خلايا الوقود لتتناسب مع الظروف البيئية الفريدة للمنطقة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 .
كاوست التي تبنت منذ تأسيسها عام 2009 استثمارات استراتيجية في البنية التحتية لمراكز الأبحاث والمختبرات الأساسية، وتلقفت عدداً كبيرً من الموهوبين، أطلقت محفظة الجامعة الخاصة بحلول الاقتصاد الدائري للكربون بعناصره الأربعة، والتي تشمل حلولاً طبيعية وتقنيات لفصل واحتجاز ثاني أكسيد الكربون، وتوليد الطاقة المتجددة واستخدامها واستغلال ثاني أكسيد الكربون في المحروقات والمواد الجديدة.
ومن المهم معرفة أن غاز ثاني أكسيد الكربون ضروري ولازم لاستدامة الحياة على سطح الأرض، إلا أن النهضة الصناعية التي شهدتها العقود الأخيرة سببت تجمع كميات كبيرة من هذا الغاز المسبب للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، ومن هنا تبرز أهمية الجهود العالمية الرامية لإدارة الانبعاثات الفائضة من ثاني أكسيد الكربون في العالم، عبر التقليل من انبعاثات الكربون، وإعادة استخدامها، وإعادة تدويرها، والتخلص منها.
يذكر أن البيان الختامي للقادة في قمة الرياض لمجموعة العشرين عام2020، اعترف بمنصة الاقتصاد الدائري للكربون التي أطلقتها كاوست باعتبارها “نهجاً شاملاً ومتكاملاً وعملياً”، لإدارة الانبعاثات وتحسين الريادة البيئية، وتقديم مسارات جديدة تفضي إلى التنوع والنمو الاقتصادي.