استطاعت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية أن تحول المستفيدين من الضمان الاجتماعي إلى عناصر فاعلة ومنتجة، من خلال برنامج التحول الوطني، وذراعه التنفيذي وكالة الضمان الاجتماعي والتمكين.
البداية كانت مع تشريح المستفيدين من البرنامج إلى ثلاث فئات، بين قابل للتأهيل وغير قابل وقادر على العمل، استناداً إلى البيانات الخاصة بكل مستفيد والتي توضح الحالة الصحية والبدنية والاجتماعية لكل منهم، ومن ثم يتوجه المستفيد إلى البرنامج أو المبادرة المناسبة.
الجدير بالذكر أن هذه البرامج والمبادرات، استطاعت تحقيق الغايات المرجوة منها بنسبة تجاوزت الـ (100%)، إذ كان من المرجو أن يحقق برنامج التحول الوطني (30%) من أهدافه مع حلول العام 2025، لكنه بلغ نسبة (32%) مع نهاية العام 2023.
واستطاعت برامج التمكين الموجهة لمتلقي الضمان الاجتماعي من الفئة القابلة للتأهيل والقادرة على العمل، أن تزيد عدد المستفيدين منها بنسبة ملحوظة، إذ كان المرسوم أن يستفيد من هذه البرامج حوالي 102 ألف شخصاً، لكن العدد الفعلي وصل إلى أكثر من 110 آلاف مستفيد، ويكون التمكين ضمن مسارات مرتبطة بسوق العمل وهي، التدريب والتأهيل، والمشاريع الريادية، والإنتاجية والتوظيف، بما يدعم اعتمادهم على أنفسهم، ويزيد من فاعليتهم في سوق العمل، ويرفع جودة الحياة لديهم ويؤهلهم لتحسين مستواهم الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: زيادة معاش الضمان الاجتماعي في السعودية.. ماذا تعني للمستفيدين؟
وفي السياق، تعمل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على الربط ما بين القطاع العام والخاص وغير الربحي، لتأمين فرص العمل لمتبعي برامج التمكين، عبر تشجيعهم على بدأ مشاريعهم الخاصة، بعد تلقيهم الإرشاد المهني اللازم الذي يمكنهم من تجاوز المقابلات الشخصية ويمنحهم مهارات القيادة اللازمة، التي تسمح لهم بالاندماج بسلاسة في بيئة الأعمال حتى يتحولوا من مستهلكين إلى منتجين.
وبينما يشكل الاستقلال المادي الهدف النهائي لملتقيات التمكين، فإنّ مراحل أخرى تسبق هذا الهدف، لعلّ أبرزها العناية بالجانب النفسي والاجتماعي عبر توفير تدريب خاص بهذه المهارات، إضافة إلى الاستشارات الشخصية التي تعزز الاستجابة عند متبعي البرامج والملتقيات، لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتتيح الوزارة أمام مستفيدي الضمان الاجتماعي ضمن برنامج التحول الاختيار بين عدد من المسارات، وذلك بما يتناسب مع اهتماماتهم ومؤهلاتهم، فهناك مسار للتدريب والتأهيل، ومسار للتوظيف، ومسار لتمكين الأعمال.
ويتم في المسار الأول بناء خطة تدريب للمستفيدين بالتعاون مع الجهات المعنية، حتى يحصل الملتحق بالمسار على التأهيل الصحي والجسدي والنفسي والاجتماعي اللازم للمرحلة القادمة.
وفي مسار التوظيف، يتم تمكين المستفيد من الأدوات اللازمة للبحث عن عمل، من خلال استيفاء الشروط والربط مع الشركاء الذين تتوفر لديهم فرص العمل.
أمّا المسار الثالث فهو لتمكين الأعمال، من خلال دفع المستفيدين لبدأ مشاريعهم الخاصة، سواءً أكانت إنتاجية أم خدمية، ويتم في هذا المسار تقديم الدعم المالي اللازم للمستفيدين، حتى يتمكنوا من بدأ مشاريعهم الفردية أو الجماعية.
وتسعى الوزارة من خلال هذه البرامج والمبادرات إلى تسهيل الربط بين المستفيدين والجهات الداعمة، سواءً كانوا من الممولين أو من مسرعي حاضنات الأعمال، في إطار من الدعم الواعي، الذي يعتمد التفكير بالمشكلات وتقديم الحلول الإبداعية لها، وتندرج الحلول المالية والاستشارية والإدارية على قائمة البرامج.
ومن الجدير بالذكر، أنّ التحاق مستفيدي الضمان الاجتماعي بمسارات التمكين ليس مسألة اختيارية، ففي حال تم تصنيف الشخص ضمن الفئة القادرة على تلقي التأهيل اللازم، سيكون مجبراً على تلقي التدريب والانخراط في سوق العمل، ويعفى من هذا الإلزام، من هو معيل لأسرته لناحية الرعاية، كالاهتمام بالأطفال والمسنين والمرضى وذوي الإعاقة، أو الطالب الجامعي بين سن 18 إلى الـ25، وهؤلاء يضافون إلى مستفيد الضمان الاجتماعي غير القابل للتأهيل.
وعلى المستفيد الباحث عن عمل أن يلتزم بمجموعة الشروط الخاصة بالتقديم على العمل، مثل المرتب والمسافة بين العمل والمنزل وملائمة العمل للمؤهل العلمي، والالتزام بموعد المقابلة الشخصية، وألا يرفض فرص العمل المطروحة عليه أكثر من 3 مرات.
وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن القطاع التنموي في المملكة شهد تطوراً ملحوظاً منذ إطلاق رؤية 2030، وتمكنت وزارة الموارد البشرية من خلال برنامج التحول دعم العديد من فئات المجتمع الغير قادرة على النمو، من خلال تمكينها ودفعها للنهوض بمستواها الاقتصادي والاجتماعي عبر الاعتماد على الذات وهي أعلى قيمة يمكن منحها للإنسان.
اقرأ أيضاً: ترميم المنازل في السعودية حراك اجتماعي فعال