تواصل السعودية العمل على تحقيق مشروع الطاقة النووية، ضمن “رؤية 2030” التنموية، حيث تسعى المملكة إلى تنويع مصادر الدخل، عبر تطوير مصادر الطاقة المتجددة، مع التوجه نحو تقليل الانبعاثات الناتجة عن استخدامات النفط.
مؤخراً، أجرى وزير الطاقة الأميركي كريس رايت – Chris Wright، زيارة إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها نظيره السعودي عبد العزيز بن سلمان، حيث تم الاتفاق بين الطرفين على توقيع اتفاقية بشأن التعاون طويل الأمد في مجال الطاقة والتكنولوجيا النووية المدنية.
وفي أولى زياراته للمملكة منذ توليه منصبه، قال رايت إنه من المقرر إعلان المزيد من التفاصيل المتعلقة بمذكرة التفاهم حول التعاون في مجال الطاقة النووية بين الرياض وواشنطن في وقت لاحق من العام الجاري.
الطاقة النووية في السعودية
تسعى المملكة لاستكمال خطط وطنية لتمكين الطاقة النووية في الاقتصاد، بهدف الاستفادة من كافة الوسائل العلمية لتنويع مصادر الاقتصاد، وتنمية القطاعات الحيوية الأخرى مثل الكهرباء وتحلية مياه البحر.
وفي أيلول الماضي، أعلن الوزير عبد العزيز بن سلمان أن المملكة تتجه نحو الاستفادة من الطاقة النووية، وتطبيقاتها الإشعاعية للأغراض السلمية، كما تواصل تنفيذ مشروعها الوطني للطاقة النووية بجميع مكوناته، ومن ذلك مشروع بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة.
وأوضح وزير الطاقة حينها، أن السعودية استكملت مقومات الاستعداد الإداري الأساسية المتعلقة بالعمل الرقابي النووي، ومتطلبات تحقيق الالتزامات في اتفاق الضمانات الشاملة، وتقدمت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بطلب إيقاف بروتوكول الكميات الصغيرة والتحول إلى التطبيق الكامل لاتفاق الضمانات.
وأعلنت السعودية عام 2019 عزمها تخصيب اليورانيوم من أجل مشروعها لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية.
كما أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في العام 2018 أن المملكة ستطور أسلحة نووية إذا أقدمت إيران على ذلك.
الحلم السعودي
عام 1988، وقّعت السعودية على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية منذ عام 1988، وطالبت بإبقاء الشرق الأوسط منطقة منزوعة الأسلحة النووية.
وفي العام 2008، وقّعت السعودية أول مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لبناء برنامج نووي مدني سعودي، كجزء من البرنامج المعروف باسم “الذرة من أجل السلام”، إلا أن تلك المذكرة لم تبصر النور.
إلا أن التوجه السعودي نحو الطاقة النووية ظهر جلياً في العام 2010، عندما أعلنت الرياض عن تأسيس “مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة”، بهدف ضمان مستقبل مستدام للطاقة في المملكة، وهذه الخطوة كانت بمثابة أولى الخطوات التي وضعت الحلم النووي السعودي على المسار الصحيح.
وتبع ذلك في العام 2011 إعلان السعودية عن الاستثمار في بناء 16 مفاعلاً نووياً على مدار عقدين بمبلغ قدره 80 مليار دولار.
في العام 2017، أنشأت السعودية “المشروع الوطني للطاقة الذرية”، كما وقّعت المؤسسة النووية الوطنية الصينية مذكرة تفاهم مع هيئة المسح الجيولوجي السعودية، بهدف إجراء مسح عن رواسب اليورانيوم، وتبع ذلك تعاون سعودي – صيني في التنقيب عن اليورانيوم في ثمانية مواقع داخل المملكة.
وفي كانون الأول من العام 2017 أيضاً، وقّعت شركة “روستاوم – Rosatom” الروسية للطاقة النووية، ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، على خارطة طريق للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بهدف تجهيز مشروع محطة الطاقة النووية السعودية، كترجمة لاتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية بين البلدين تم إبرامها في العام 2015.
ولم تخفِ المملكة منذ سنوات رغبتها في امتلاك الطاقة النووية لأهداف سلمية، إلا أن مشروعها يواجه جملة من التحديات، أبرزها الموقف الإسرائيلي الضاغط على الولايات المتحدة لمنع حصول المملكة على المفاعل النووي، لكن الرياض أكدت أكثر من مرة أن برنامجها سيكون لأغراض اقتصادية وسلمية بحتة، فهل تنجح المملكة في تحقيق حلمها النووي قريباً؟
اقرأ أيضاً: وزير الطاقة السعودي: نخطط لتخصيب اليورانيوم وبيعه