يعتاد الناس في كل صباح تناول فنجان قهوة لما يحتويه من مواد تساعد على التنبيه وتنشيط الذهن. وتتعدد أنواع البن وإضافاته، وغالباً ما يُضاف إليه الهيل تحديداً، إلا أن الطعم يبقى متقارباً في أغلب الأحيان، بخلاف القهوة السعودية الشقراء التي تمنحك عند تذوقها انتعاشاً خاصاً للعقل وتميزاً في النكهة.
إنها عاصفة من النكهات تتذوقها مع كل رشفة من فنجان القهوة السعودية الشقراء، المميزة بلونها الذهبي وتنوع مكوناتها، فالبعض يفضلها بالهيل، وآخرون بالقرنفل أو الزعفران. ومهما اختلفت الإضافات، فإن تميزها يبقى في عنصرين أساسيين: لونها ونكهاتها.
سبب تسميتها وفوائدها
عندما نسمع كلمة “قهوة”، يتبادر إلى أذهاننا اللون الأسود الداكن، فالقهوة في معظم أنحاء العالم تُعرف بلونها الأسود.
لكن القهوة السعودية الشقراء جاءت مختلفة، بلونها الفاتح الذي يميل إلى الكريمي، ويعود السبب في ذلك إلى درجة تحميصها المتوسطة، مما يمنحها لوناً أشقر غير داكن. فحبوب البن تكون خضراء عند قطافها، ويتغير لونها تبعاً لدرجة التحميص، فإن كانت درجة التحميص متوسطة حصلنا على قهوة شقراء، وإن زادت أصبحت داكنة اللون.
ويضاف إلى القهوة الشقراء مجموعة من التوابل والنكهات مثل: الهيل، الزعفران، القرنفل، القرفة، الزنجبيل وغيرها. إلا أن توقيت إضافة هذه التوابل يختلف من منطقة إلى أخرى داخل المملكة، ويُقال إن هذا التوقيت يؤثر على طعم القهوة وجودتها.
ففي المنطقة الشرقية، يُضاف الزعفران إلى القهوة وتُغلى على النار، ثم يُضاف الهيل بعد نحو ثلاث دقائق.
أما في المنطقة الوسطى، فيُغلى الماء أولاً، ثم تُضاف التوابل ما عدا الهيل، وبعد غليها يُضاف الهيل في النهاية.
بينما يفضل أهل المنطقة الشمالية الاكتفاء بالهيل فقط دون أي إضافات أخرى، حفاظاً على طعم القهوة الأصيل.
فوائد القهوة السعودية الشقراء
مع هذا التنوع في النكهات، تبرز فوائد عديدة لعشاق القهوة السعودية الشقراء، فهي تمد الجسم بفيتامين B2، ومعادن مهمة مثل الكالسيوم بنسبة تصل إلى نحو 160 ملغ لكل فنجان، إضافة إلى الصوديوم.
ونظراً لأن حبوبها لا تتعرض لتحميص زائد، فإن نسبة الكافيين فيها منخفضة مقارنة بالقهوة السوداء، مما يجعلها مناسبة لمرضى الضغط والحموضة، ولمن يعانون من القلق أو الأرق، إذ تساعد على توازن هرمون الأدرينالين داخل الجسم.
أما لمتّبعي الأنظمة الغذائية والراغبين في إنقاص الوزن، فهي خيار مثالي، إذ تساهم في حرق الدهون الزائدة وتساعد في التخلص من الوزن الزائد، بل وتُستخدم أحياناً كمكمل غذائي في حالات فقدان الوزن.
ومن جانب آخر، تساهم القهوة السعودية الشقراء في تجديد خلايا الدم وزيادة مضادات الأكسدة بفضل احتوائها على أحماض الكلوروجينيك، كما تعمل على تحسين المزاج، وتعزيز التركيز، ومنح الشعور بالاسترخاء والراحة.
تاريخ القهوة السعودية الشقراء
تعددت الروايات حول أصل القهوة الشقراء، واختلفت مصادرها بين تركيا واليمن.
وتشير إحدى الروايات إلى أن ظهورها في المملكة يعود إلى عام 1500 ميلادي، حينما جاءت من اليمن إلى مكة المكرمة ثم المدينة المنورة، فيما تفيد رواية أخرى بأن التجار العثمانيين حملوها معهم خلال تجارتهم إلى مدينة جدة.
وفي عام 2015، تم تسجيل القهوة السعودية الشقراء ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي في اليونسكو، وكانت تُعرف حينها باسم القهوة العربية. وفي عام القهوة السعودية 2022، قررت وزارة التجارة اعتماد اسم القهوة السعودية بدلاً من القهوة العربية، تأكيداً لهويتها الوطنية وأصالتها الثقافية.
ومهما اختلفت القصص والروايات، تبقى القهوة السعودية الشقراء حالة من التميز والاختلاف لعشاق النكهات الأصيلة.
فما إن ترتشف منها أول جرعة، حتى تأخذك في رحلة من عبق التوابل وانتعاش الحواس، لتعيش لحظة لا تُنسى مع فنجانٍ من الأصالة والدفء.
اقرأ أيضاً: ما تأثير 3 أكواب من القهوة على الصحة؟ وكم استهلاك السعودية منها؟

