يعتبر مشروع المأكولات الشعبية الذي أطلقته هيئة فنون الطهي إحدى الهيئات التابعة لوزارة الثقافة السعودية، من المشاريع الاستثمارية الواعدة، نظراً لما يقدمه من أصالة المنتج بقالب من الترفيه والتفاعل، سواءاً للعارضين أم الزوار على حد سواء.
وتقوم فكرة المشروع على مبدأ أساسي وهو توفير أماكن تدعم الاستدامة لأصحاب المشاريع المتخصصة بتقديم المأكولات الشعبية السعودية، بما يدعم أعمالهم ويتيح لهم الفرصة للاحتكاك الفاعل مع الزوار من مواطنين ومقيمين إلى جانب السياح.
ويستطيع أصحاب مشاريع المأكولات الشعبية أن يبيعوا منتجاتهم على اختلاف أنواعها، الأمر الذي يسهم في تعزيز الهوية الثقافية لأطعمة المملكة، ويوفر للزوار تجربة تفاعلية غنية.
ويأتي التوجه الحالي لهيئة فنون الطهي بغرض جذب المستثمرين وأصحاب المواهب، ومنحهم رخصة مزاولة العمل عبر منصة التراخيص الثقافية أبدع، بما يدعم بناء مستقبل مدعوم بالإبداع الثقافي والتعبير السعودي المميز.
اقرأ أيضاً: كيفية إصدار تراخيص وجهات ترفيهية في السعودية
ويأتي تدشين المشروع الحالي في مكة المكرمة، بوصفه الموقع الرابع الذي يتم فيه افتتاح مشروع المأكولات الشعبية الذي يهدف إلى تعزيز وجود مقدمي الطعام الشعبي في الأماكن السياحية.
والمواقع السابقة كانت في كل من الرياض وأبها وجدة واليوم تأتي مكة المكرمة لتكون الموقع الرابع، الذي تدشته هيئة فنون الطهي السعودية، انطلاقاً من حرصها على تقديم تجارب مميزة وفريدة لزوار المملكة، عبر إتاحة الفرصة لهم ليتذوقوا أشهى الأطعمة والمذاقات السعودية الخاصة من سائر مناطق المملكة.
من جانب آخر يحظى رواد الأعمال بفرصة فريدة من الدعم الذي نادراً ما يحصل عليه رواد مجالات الطهي التقليدي، كما أن تحويل المأكولات الشعبية إلى مشروع استثماري، يعطي الفرصة لأصحاب الموهبة حتى يبتكروا ويسعوا لتطوير المجال، بالإضافة إلى تحفيز الأفراد والأسر المنتجة في المجال.
اقرأ أيضاً: جنوب المملكة يناديك: أكلات تراثية وطعوم تجتذب السياح من أقاصي الأرض
ويعتبر إطلاق النسخة الرابعة من المشروع في مكة المكرمة شاهداً إضافياً على التعاون المثمر بين، هيئة فنون الطهي، وأمانة العاصمة المقدسة فيما يخص دعم وتنمية المشاريع الصغيرة، وإمداد العاملين في مجال المأكولات الشعبية بكل ما يلزم نموهم وازدهارهم.
وفي السياق تعتبر المأكولات الشعبية في المملكة العربية السعودية جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتراثية للبلاد، وذلك بفضل تنوع المناطق الجغرافية بالمملكة، الأمر الذي ينعكس على تنوع الأطباق الشعبية فيها، لتشمل مجموعة واسعة من النكهات والمكونات التي تعكس تاريخاً غنياً وتقاليد عريقة، ومن جملة المأكولات الشعبية المعروفة في المنطقة الغربية، وتحديداً في مكة المكرمة والمدينة المنورة، هناك أطباق مثل الكبسة والمندي والتي تعتمد بشكل كبير على الأرز واللحم والتوابل المميزة.
اقرأ أيضاً: كيف يساهم سوق المخواة الشعبي في ازدهار المنطقة؟
ولهذا تنشط هيئة فنون الطهي في الحفاظ على التراث الغذائي السعودي وتعزيزه، عبر إطلاق مشاريع طموحة تهدف إلى توثيق المأكولات الشعبية ونشرها على نطاق واسع، لاسيما أنها تأسست بهدف تطوير قطاع الطهي بالمملكة، ودعم الابتكار في هذا المجال، مع الحفاظ على الأصالة والتراث.
وتعمل الهيئة لتحقيق استراتيجيتها على عدة محاور، منها توثيق الوصفات التقليدية، وتدريب الطهاة على إعدادها بطرق عصرية، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات والمهرجانات التي تعرض المأكولات الشعبية، كما تسعى الهيئة إلى تعزيز السياحة الغذائية، حتى أصبحت المأكولات الشعبية عامل جذب للسياح الذين يرغبون في تجربة الأطباق المحلية الأصلية.
في الختام لابد من الإشارة إلى أن المأكولات الشعبية في المملكة العربية السعودية لا تقتصر على كونها مجرد أطباق تقدم على المائدة، بل هي جزء من تاريخ وثقافة الشعب السعودي، وإحدى العناصر الرئيسة في تشكيل الهوية الحضارية للمملكة ومن خلال مشروع المأكولات الشعبية الذي تقدمه هيئة فنون الطهي، يتم الحفاظ على هذا التراث الغني ونقله إلى الأجيال القادمة، مما يضمن استمرارية هذه التقاليد الغذائية الفريدة، والحفاظ على تطويرها.
اقرأ أيضاً: المرقوق على الطريقة النجدية نكهة أصيلة بالتراث سعودي