المدينة المنورة 2025 ما زالت تفتح أبوابها لنهضة التطور والتنمية التي بدأت بها منذ وضع الرؤية في العام 2016، حيث تشهد المدينة تقدماً مذهلاً وإنجازات ملموسة في العام 2025، تعكس روح المدينة النابضة بالتاريخ والمتجددة بالتطور، وتبرز جماليتها كجسر عبور يختزل عبق الماضي ويطل على حداثة المستقبل.
تندمج بالمدينة التقاليد القديمة مع التحديثات المتطورة والمبتكرة بطريقة جادة تعكس مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتسعى لتحقيقها، فهذه المدينة دائماً تعلن جاهزيتها لمواجهة التحديات والمضي نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
حيث تعمل المدينة المنورة بالوقت الحالي على تنفيذ مشاريع تنموية كبرى تصل إلى 213 مشروع بقيمة تقدر بنحو 210 مليار ريال.
تعزيز القطاعات الاقتصادية في المدينة المنورة 2025
تستهدف تلك المشاريع تعزيز البنية التحتية، مع دعم القطاعات الاقتصادية بما يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030، حسب التقرير الاقتصادي الذي أصدرته غرفة المنطقة في شهر مايو المنصرم عن الربع الأول من العام الماضي.
قطاعات السياحة، والتجارة، والجملة والتجزئة، والنقل والخدمات اللوجستية، وقطاع التشييد والبناء، القطاع العقاري، قطاع الصناعة التحويلية، وغيرها، هي القطاعات الاقتصادية التي ستساهم المشاريع في تعزيزها.
ونهضة المدينة 2025 تحوي المشاريع التنموية الكبرى من: مشاريع تطوير البنى التحتية، وتأهيل الطرق، إلى أنسنة الشوارع والميادين، مع تطوير الحدائق العامة، إضافة إلى زيادة المسطحات الخضراء.
وصولاً لتنفيذ مشاريع استثمارية عديدة في قطاعات الإسكان، وتحسين خدمات الضيافة والإيواء، والمشاريع التجارية، والسياحية، والترفيهية، والحضرية، والثقافية، والأهم تطوير المواقع التاريخية وإعادة تأهيلها، وجعلها مستعدة للزوار لإغناء تجربتهم.
اقرأ أيضاً: تكاليف المعيشة في المدينة المنورة: كل ما تحتاج معرفته للتخطيط المالي والاستقرار
عدد المشاريع والفرص المعلن عنها في المدينة
يتم تنفيذ نحو 213 مشروعاً في المدينة منها 15 مشروع حكومي، و10 مشاريع شبه حكومية، و188 مشروع خاص.
ضخامة تلك المشاريع وتأثيرها الإيجابي سينعكس على الاقتصاد، حيث تبلغ مساحات الاستثمار في الأراضي للمشاريع الكبرى أكثر من 15 مليون متر مربع، ما يشير إلى التوسع العمراني والاستثماري الكبير في المنطقة.
أما عدد الفرص الوظيفية المتوقع توفيرها حسب البيانات المعلنة ارتفع إلى نحو 119,2 ألف فرصة وظيفية، ما سيساهم في خفض معدلات البطالة، وتحفيز القوى العاملة.
وبلغ عدد الغرف الفندقية المخطط إنشاؤها حسب البيانات المعلنة أكثر من 50 ألف غرفة، مما يعزز الطاقة الاستيعابية للزوار والمعتمرين.
كما تساهم عدة جهات حكومية وخاصة في تنفيذ هذه المشاريع الكبرى، على رأسها هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، وشركة رؤى المدينة القابضة التابعة لصندوق الاستثمارات السعودية، وشركة المقر الذراع الاستثماري لأمانة منطقة المدينة المنورة، والهيئة الملكية لمحافظة العلا، وغيرهم.
إضافة إلى استحواذ القطاع التجاري على العدد الأكبر من المشاريع بنحو 153 مشروع، يتبعه القطاع السكني التجاري بـ 27 مشروع، ثم القطاع الصحي 11 مشروع، ثم القطاع التعليمي 7 مشاريع، ثم القطاعين السياحي والديني بـ 5 مشاريع لكل منهما.
اقرأ أيضاً: هل سيتم فتح أبواب الاستثمار الأجنبي في مكة والمدينة المنورة؟
نمو قطاع النقل والخدمات اللوجستية في الربع الأول من 2025 في المدينة المنورة
حسب ما أظهره التقرير القطاعي للربع الأول 2025 الصادر عن غرفة التجارة والصناعة بالمدينة المنورة، سجّل قطاع النقل والخدمات اللوجستية في منطقة المدينة المنورة نمو متسارع خلال الربع الأول من العام الحالي، ولوحظ ارتفاع الطلب على الخدمات اللوجستية والنقل الذكي.
وبين التقرير أن مشاريع البنية التحتية في قطاع الطرق شهدت توسعاً لافتاً، حيث تم تنفيذ 12 مشروعاً رئيسياً بين عامي 2023 و2024، بإجمالي استثمارات تجاوزت 1,6 مليار ريال.
كما أشار التقرير إلى أن مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي استقبل نحو 10 ملايين مسافر خلال عام 2024، وهذا يدل على دوره الحيوي في دعم السياحة الدينية وإسهامه في تسهيل حركة الحجاج والمعتمرين بين المدينة المنورة ومكة المكرمة.
وأسهمت مبادرات دعم سلاسل الإمداد والتخزين ومراكز الخدمات اللوجستية في تعزيز التجارة الإلكترونية في المنطقة، إلى جانب زيادة معدلات الاستثمار في وسائل النقل الذكية والحلول التقنية المرتبطة بالحج والعمرة.
من جانبها غرفة المدينة المنورة دعت المهتمين والجهات الاستثمارية إلى الاطلاع على التقرير القطاعي للربع الأول من عام 2025.
وكانت قد أصدرت تقريراً، في وقت سابق، عن التوزيع النسبي لمصانع المنطقة بحسب نشاطها، بين أن 34,9% من المصانع تعمل ضمن قطاع المعادن اللافلزية، ويعمل 15,1% من المصانع في إنتاج المواد الغذائية، مقابل 14,5% من المصانع تمارس نشاطها ضمن منتجات المطاط، إلى جانب 13,4% في مجال المواد الكيميائية، و8,6% بمنتجات المعادن، و6,2% في إنتاج المشروبات، و4,6% في إنتاج الفلزات القاعدية، فيما تعمل 2,7% من المصانع بالمدينة المنورة في إنتاج الورق ومنتجاته.
ختاماً، تلعب المدينة المنورة دوراً حيوياً في الاقتصاد الوطني السعودي ليس فقط بسبب ثقلها الديني وجذبها للسياحة الدينية، بل بفعل المشاريع التنموية الهائلة التي أقيمت وتقام فيها، مما يرفد الاقتصاد بالطاقات الإنتاجية الضخمة وينوع من مصادره.
اقرأ أيضاً: تدشين مشروع بوابة المدينة في مدينة المعرفة الاقتصادية

