كانت ومازالت المملكة العربية السعودية في المقدمة بدعم الشعب الفلسطيني والدفاع عنه وعن أرضه وشعبه منذ النكبة وحتى اليوم، ولعل ما قام به جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خير دليل على ذلك سواء سياسياً أو اجتماعياً أو إغاثياً أو صحياً، أو مالياً، حيث كان للأيادي البيضاء لجلالة الملك وولي عهده أثر كبير في ذلك، من خلال إطلاق حملة شعبية عبر منصة “ساهم” التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذلك لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
دور تاريخي بدعم الشعب الفلسطيني
الحملة الشعبية التي أطلقها جلالة الملك سلمان تأتي في إطار دور المملكة التاريخي في الوقوف مع الشعب الفلسطيني في مختلف الأزمات والمحن، التي مرت به، حيث لم يتوقف الدعم الإنساني والتنموي السعودي عن الشعب الفلسطيني، وعكس اهتمامها البالغ بالوضع الإنساني ورفع المُعاناة عن المدنيين، وبذل كل ما من شأنه تخفيف التداعيات المأساوية التي يُعانيها سكّان غزة، كما يعظّم القدوة الحسنة في العمل الخيري والعطاء الإنساني، ويحفّز على تكاتف القطاعات الداعمة وكبار المانحين وجميع أفراد المجتمع تجاه الحملة التي تلقّت نحو 125 مليون ريال خلال سبع ساعات فقط من إطلاقها.
اقرأ أيضاً: السعودية تطلب الاعتراف الدولي بإقامة دولة فلسطين
منصة ساهم
ومع توجيه جلالة الملك بإطلاق الحملة عبر منصة ساهم كان أول الداعمين لهذه الحملة بمبلغ وقدره 30 مليون ريال، كما أعلن تبرع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمبلغ 20 مليون ريال.
فيما توالت الأرقام التي تم جمعها عبر منصات ساهم لتتجاوز قيمة التبرعات حتى 15 من الجاري أذار/مارس إلى 673 مليون ريال.
هذا ويجري جمع التبرعات عبر منصة “ساهم” التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة، وكذلك من خلال تطبيق “ساهم” أو الحساب البنكي الموحد المخصص للحملة أو عبر قنوات التبرع المتعددة الموجودة على موقع المركز، حيث أكد المشرفين على المنصة أنها لا تقتطع من التبرعات أي رسوم إدارية وتصل لمستحقيها كاملة.
ويعد هذا الدعم ضمن سلسلة طويلة قدمتها المملكة وقيادتها على مر الأعوام نصرة للحق العربي والفلسطيني، حيث ساهمت على مدار عقود في رفع المعاناة وتضميد الجراح وإعمار الأرض وتعزيز الصمود، من خلال مشاركة أبنائها في حرب 48 وصد العدوان الثلاثي 1956 وحرب 1967 (حرب الاستنزاف) وحرب أكتوبر 1973 وقراراتها التاريخية ومبادراتها السياسية ذات الصلة.
أكبر داعم مالي
وعلى صعيد الدعم المالي، تعد المملكة أكبر داعم تاريخي للقضية الفلسطينية عربياً وعالمياً، حيث تجاوز إجمالي ما قدمته من مساعدات ومعونات مالية خمسة مليارات دولار خلال العقود الثلاثة الماضية، في التزام تاريخي ثابت وراسخ تجاه تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعمه مالياً وسياسياً وإنسانياً.
اقرأ أيضاً: الخارجية السعودية: حان الوقت للاعتراف بالدولة الفلسطينية ونرفض أي تهجير من غزة
زخم سياسي يوازي الإغاثي
يأتي ذلك في وقتٍ تبذل فيه الدبلوماسية السعودية زخماً فوق العادة، بُغية حشد موقف عربي وإقليمي ودولي تجاه وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ حيث استضافت العاصمة السعودية الرياض.
في هذا الإطار، 4 قمم في غضون 48 ساعة مطلع الأسبوع المقبل، انطلاقاً من قمة عربية طارئة لمناقشة الأوضاع في غزة، فضلاً عن قمتين سعودية وعربية مع أفريقيا، وقمة تجمع دول منظمة التعاون الإسلامي.
وفي أهم المواقف السعودية ما ذكره ولي العهد في مقابلته مع قناة FOX News، والتي ذكر فيها أن القضية الفلسطينية أمر مهم لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، وتشديده على ضرورة أن ينعم الفلسطينيون بحياة كريمة وجيدة.
كما طالبت الرياض المجتمع الدولي ممثّلاً بمجلس الأمن في أكثر من مرة خلال الأحداث الجارية، بالاضطلاع بمسؤولياته لوقف التصعيد، ومنع التهجير القسري لسكان غزة، والعمل على إيجاد حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يحقق الأمن والسلم الدوليين.
كما رفضت الخارجية السعودية في بيان أنه لا يوجد أي مساومة على حقوق الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية في إقامة دولة مستقلة على حدود الـ 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن دون ذلك لن يكون هناك أي تطبيع أو علاقات مع إسرائيل.