ستة جولات قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفي كل زيارة كانت المملكة العربية السعودية محطة رئيسية في الحوار والنقاش الهادف إلى إيقاف الحرب وتبعاتها، وسبل إحلال السلام في المنطقة والعالم.
فما يحدث ليس بجديد على المملكة وقياداتها، التي تضطلع بدور محوري وحاسم في حلحلة وتفكيك أزمات المنطقة.
ففي فلسطين، رعت المملكة العديد من المبادرات لإصلاح ذات بين الفلسطينيين أنفسهم، مثل “اتفاق مكة”.
كما سعت المملكة لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية، بدءًا من بوابة المبادرة العربية في بيروت، وصولاً إلى موقفها الواضح والصريح في أعقاب الحرب على غزة، ورفضها القاطع تصفية القضية الفلسطينية.
وعلى الصعيد العربي، اتخذت المملكة موقفًا واضحًا من تحالف الإزدهار، مؤكدة على ضرورة البحث عن المسببات قبل الخوض في تحالفات عسكرية قد تُفجر الوضع في المنطقة بأكملها.
وينطبق الأمر نفسه على رعاية المملكة للمصالحات بين الأطراف المتنازعة في السودان.
وعلى الصعيد الدولي، اتخذت المملكة موقفًا حاسمًا من قضايا الطاقة والأمن العالميين.
طبعًا موقف المملكة الثابت والراسخ، حاول البعض في المنطقة التشويش عليه والترويج بأن الرياض لم تلعب دورًا في حلحلة الوضع في القطاع، بينما تستضيف عواصمهم اجتماعات ومباحثات ومفاوضات للتوصل إلى اتفاق تهدئة لما يجري.
هذه الأفعال، مهما بلغ مستوى الترويج الإعلامي الهابط لها، لن تنال من موقع المملكة العربية السعودية ودورها المحوري والبناء في أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وعندما تترفع المملكة عن الرد على هذا الإعلام المسموم، فإنما تترفع في المحن والحروب عن المهاترات وتلتفت لما هو مهم وحاسم في هذه اللحظات، وهو إيقاف حمام الدم في غزة وضمان التوصل إلى تسوية عادلة وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرات ذات الصلة.
لقد استطاعت المملكة العربية السعودية القيام بدورٍ هامٍّ على الساحة الدولية، سياسياً واقتصادياً، ممّا مكّنها من الانضمام إلى أهم المجموعات والتكتلات الدولية، مثل مجموعة العشرين ومجموعة بريكس.
هذا النجاح يُحسب لقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، اللذان وضعا الرؤى والبرامج التطويرية للنهوض بالمملكة والحفاظ على مكانتها في مقدمة الدول بالعالم.
واليوم الرياض في كونها قبلة دولية للإيجاد حل لما يجري في فلسطين ثابتة على مواقفها ومبادئها وهي لن تتنازل عن أي من حقوق الفلسطينيين، والأيام ستثبت ذلك.