تعتبر الهيئة السعودية للألعاب والرياضات الإلكترونية، من الركائز الأساسية في مسيرة السعودية نحو الريادة الرقمية والترفيهية، حيث تسعى المملكة إلى تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية ودعم المواهب المحلية وتحويل البلاد إلى مركز عالمي للابتكار والإبداع في هذا المجال. من خلال العمل على تنظيم البطولات، واستقطاب الاستثمارات، وتمكين الشباب.
بناءً عليه تواصل الهيئة دورها في تعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في تنويع الاقتصاد وبناء مجتمع معرفي مزدهر. سنتعرف في هذا المقال على الهيئة وأبرز انجازاتها.
ماهي الهيئة السعودية للألعاب والرياضات الإلكترونية
الهيئة السعودية للألعاب والرياضات الإلكترونية هي هيئة حكومية سعودية مستقلة مالياً وإدارياً، تأسست بقرار مجلس الوزراء في 19 ديسمبر 2023 بهدف تنظيم قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في المملكة، وتطويره، وتعزيز مكانته لتصبح السعودية مركزاً عالمياً فيه. وتعمل الهيئة على تحقيق ذلك من خلال تطوير المواهب، ورعاية اللاعبين المحترفين، وتنظيم البطولات المحلية والدولية، وجذب الاستثمارات.
اقرأ أيضاً: Team Spirit يتوج ببطولة Dota 2 ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
استراتيجية الهيئة السعودية للألعاب والرياضات الإلكترونية
تتمثل إنجازات الهيئة السعودية للألعاب والرياضات الإلكترونية في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، وتنظيم الأحداث الكبرى مثل موسم الجيمرز، وكأس العالم للرياضات الإلكترونية، بالإضافة إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية في القطاع، ودعم تطوير المواهب المحلية. كما حققت مبادرات مثل “تحرك والعب” نجاحات ملموسة في تحفيز المجتمع على ممارسة الأنشطة البدنية الافتراضية والميدانية.
تضم الاستراتيجية ثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في رفع جودة الحياة عبر تحسين تجربة اللاعبين وتوفير فرص ترفيهية جديدة لهم وللمشاركين، فضلاً عن تحقيق أثر اقتصادي عبر المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 50 مليار ريال بشكل مباشر وغير مباشر، إلى جانب استحداث فرص عمل جديدة تصل إلى أكثر من 39 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2030.
تعتزم السعودية تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال 86 مبادرة تغطي كافة المسارات، تشرف عليها وتديرها نحو 20 جهة حكومية وخاصة. تشمل هذه الاستراتيجية، (إطلاق حاضنات أعمال واستضافة فعاليات كبرى للألعاب والرياضات الإلكترونية وتأسيس أكاديميات تعليمية) إلى جانب تطوير اللوائح التنظيمية المحفزة التي تضمن مواكبة وتيرة النمو المتسارعة في هذا القطاع.
هذه المبادرات متوزعة ضمن ثمانية محاور، تشمل هذه المحاور تطوير التقنية والأجهزة، وإنتاج الألعاب، والرياضات الإلكترونية، والخدمات الإضافية، وترتبط مع محاور تمكينية أخرى تشمل البنية التحتية، واللوائح التنظيمية، والتعليم واستقطاب المواهب، بالإضافة إلى التمويل والدعم المالي.
نمو سوق الرياضات والألعاب الإلكترونية في السعودية
يشهد سوق الألعاب الإلكترونية في السعودية منذ الاهتمام بهذا المجال، نمواً سريعاً، إذ بلغ حجمه 3.75 مليار ريال في 2023، فيما يتوقع وصوله إلى 10 مليارات ريال بحلول 2026، فضلاً عن أن السعودية باتت الآن موطناً لـ 23.5 مليون شخص من عشاق ألعاب الفيديو، إذ يمثلون نسبة 67% من إجمالي عدد السكان.
كشف تقرير نشره معهد دول الخليج العربية في واشنطن، خلال شهر مارس 2022، تقدماً في قطاع الرياضات الإلكترونية ونمواً لها في السوق السعودية، مشيراً إلى بلوغ حجم سوق الألعاب السعودية إلى مليار دولار أميركي في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى 6.8 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030.
في ضوء ذلك، باتت المملكة اليوم وجهة لصناع الألعاب الإلكترونية ومطوريها، إذ ثَبتت دورها كلاعب رئيسي في هذا القطاع، ودعمت ذلك عبر تخصيص مجموعة “Savvy Games Group” السعودية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، لنحو 8 مليارات دولار للاستحواذ على علامات تجارية عالمية لألعاب الفيديو، كذلك تمتلك البلاد صندوقاً هائلاً بقيمة 38 مليار دولار يستثمر في هذا القطاع.
اقرأ أيضاً: كأس العالم للرياضات الالكترونية في ضيافة المملكة وإنجاز “ورث”
أهم إنجازات الهيئة في مجال الرياضات الإلكترونية
أطلق ولي العهد السعودي، بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، في حدث صُنف على أنه الأكبر في العالم. تنظم المملكة هذا الحدث النوعي في الرياض من كل عام بدءاً من صيف 2024. تزامن هذا الإطلاق مع إحداث “مؤسسة كأس العالم للرياضيات الإلكترونية“، وهي مؤسسة غير ربحية تتولى تنظيم البطولة، وتعتبر المحرّك الذي ينقل هذا القطاع إلى مرحلة جديدة من التعاون بين جميع الشركاء والجهات المعنية بمنظومة الألعاب والرياضات الإلكترونية، للاستفادة من إمكاناتها الحقيقية وتعزيز نموّ واستدامة القطاع.
يعتبر كأس العالم للرياضات الإلكترونية المنافسة الأقوى والأكبر في العالم، بجوائز تقدر قيمتها بـ 225مليون ريال سعودي، وهذه الألعاب ليست مجرد ألعاب للتسلية، بل رياضات تعتمد على المهارة والاستراتيجية والتفكير السريع. كما يحصل الفائزون فيها على مزايا إضافية خارج إطار المنافسات، من أبرزها الانضمام إلى نادي الأبطال.
أعلن عن البطولة للمرة الأولى في عام 2023، خلال مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة. انطلقت النسخة الأولى منها في صيف 2024، وهذه البطولة ماهي إلا امتداد لاستضافات السعودية للبطولات العالمية للرياضات الإلكترونية التي سبقتها مثل (بطولة لاعبون بلا حدود، موسم الجيمرز).
تستمر فعاليات الكأس على مدى سبعة أسابيع، متضمنةً أنشطة متنوعة هادفة إلى جذب أكبر شريحة من المهتمين من أنحاء العالم. تبعاً لبطولة الكأس تم التعاون بين وزارة الخارجية ووزارة السياحة من أجل إتاحة التأشيرة الإلكترونية لحاملي تذاكر كأس العالم للرياضات الإلكترونية لتسهيل إجراءات زيارة السعودية لحضور البطولة.
تشكل بطولة الكأس عاملاً هاماً في تنويع الاقتصاد المحلي، وتعزيز قطاع السياحة في البلاد، فضلاً عن توفير 39 ألف فرصة عمل، إضافةً إلى دعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 من تحسين جودة الحياة ودعم الابتكار والتطور، ناهيك عن ما تحققه البطولة من زيادة في الناتج المحلي يقدر بنحو 50 مليار ريال عند حلول عام 2030، ولا ننسى الهدف الرئيسي من هذه البطولة ألا وهو تحويل الرياض إلى عاصمة عالمية للألعاب الإلكترونية.

