في عصرٍ تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي، أصبحت التهديدات السيبرانية تحدياً عالمياً يتطلب تضافر الجهود لمواجهتها، والمنطقة العربية ليست بمنأى عن هذه التحديات بطبيعة الحال؛ إذ شهدت دول الخليج، مثل الإمارات والسعودية، هجمات سيبرانية استهدفت منشآت حيوية، ما أبرز وجود حاجة الملحة لتعزيز الأمن السيبراني… فما الجديد في هذا الأمر اليوم؟ وكيف تحاول الدول العربية التصدي لهذا التحدي؟
ضمن هذا الإطار، تستضيف المملكة العربية السعودية، ممثلةً بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني، اليوم الاثنين 23/12/2024، الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، ويشارك في هذا الاجتماع المسؤولون المختصون بالأمن السيبراني من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، سيتناول الاجتماع عدة موضوعات ذات اهتمام مشترك بين الدول العربية، من بينها إعداد استراتيجية عربية موحدة للأمن السيبراني، وتنظيم تمارين سيبرانية مشتركة، ومناقشة مجموعة من أوراق العمل التي قدمتها الدول الأعضاء، ويهدف الاجتماع إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الأمن السيبراني على كافة المستويات.
ويُعد مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب أحد الهياكل التي أُنشئت بناءً على مقترح من السعودية، والذي حظي بموافقة جميع الدول الأعضاء. يركز المجلس على رسم السياسات العامة وتحديد الاستراتيجيات والأولويات لتطوير العمل العربي المشترك في مجال الأمن السيبراني.
اقرا أيضاً: الجريمة الإلكترونية في السعودية: الأنواع والعقوبات
ومن بين أهداف المجلس، تعزيز التعاون وتنسيق الجهود بين الدول العربية في هذا المجال، وتبادل الخبرات والدراسات المتعلقة بالأمن السيبراني، كما يعمل المجلس على حماية مصالح الدول الأعضاء في المحافل الدولية، من خلال توحيد الموقف العربي والتنسيق المشترك، بما يسهم في تحقيق فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق يدعم النمو والازدهار.
واعتمد قادة الدول العربية النظام الأساسي للمجلس خلال القمة الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية، التي انعقدت في العاصمة البحرينية المنامة في أيار/مايو الماضي، فيما رحب مجلس الجامعة بالمقترح السعودي لتأسيس هذا المجلس، الذي سيكون مقره الدائم في مدينة الرياض، كما يتضمن النظام الأساسي للمجلس إنشاء أمانة عامة ومكتب تنفيذي في دولة المقر تحت مظلة مجلس الجامعة.
يشار إلى أن الأمن السيبراني يُعنى بحماية الأنظمة والشبكات والبرمجيات من الهجمات الرقمية التي تهدف إلى الوصول غير المصرح به أو التدمير أو الابتزاز، وتتعدد أنواع التهديدات، بدءاً من البرمجيات الخبيثة وهجمات التصيد الاحتيالي، وصولاً إلى هجمات حجب الخدمة، وتُعد حماية البيانات الحساسة وضمان استمرارية الأعمال والحفاظ على الخصوصية من أبرز أهداف الأمن السيبراني.
وفي هذا السياق، تتزايد الجهود العربية لتعزيز الأمن السيبراني، حيث أطلقت المملكة العربية السعودية، ضمن رؤية 2030، مبادرات تهدف إلى حماية بنيتها التحتية الرقمية، وتمكين الابتكار، وتعزيز الثقة الرقمية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، كما أنشأت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وأصدرت استراتيجية وطنية للأمن السيبراني، ورفعت مستوى الوعي بأهمية هذا المجال.
اقرأ أيضاً: المملكة تتفوّق بالأمن السيبراني وتستضيف منتدى دولي قريباً
وعلى الصعيد الإقليمي، جرى اعتماد النظام الأساسي لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب خلال القمة العربية الثالثة والثلاثين في المنامة، أيار/مايو الماضي، ويهدف هذا المجلس إلى تنسيق الجهود بين الدول العربية، وتبادل الخبرات، وحماية المصالح المشتركة في المحافل الدولية، وصولاً إلى فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق.
ختاماً، تُعد هذه الخطوات مؤشراً على الوعي المتزايد بأهمية الأمن السيبراني في العالم العربي، ورغبة الدول في التعاون لمواجهة التحديات الرقمية المتنامية، بما يضمن حماية المصالح الوطنية وتحقيق النمو والازدهار في العصر الرقمي.
اقرأ أيضاً: وزير الاتصالات يبحث مع ماسك الشراكة في الذكاء الاصطناعي