مساء اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر تتجه أنظار جماهير كرة القدم نحو مدينة جدة السعودية الحاضنة لمواجهة السعودية والعراق، حيث يحتضن ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية، واحدة من أشرس المواجهات وأكثرها تشويقاً في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026 الذي سيقام في أميركا وكندا والمكسيك.
المباراة لا تقبل القسمة على اثنين، فالفائز سيحجز بطاقة التأهل المباشر إلى المونديال، والخاسر سيغادر الحلم وسط حسرة جماهيره. يقف التاريخ والجغرافيا شاهدين على صراع كروي ممتدٍ منذ عقود بين “الأخضر” السعودي و”أسود الرافدين” العراقي.
الجماهير في كلا البلدين في حالة ترقب، إذ يتساوى الفريقان برصيد 3 نقاط لكل منهما بعد فوزهما على إندونيسيا، لكن الفارق أن السعودية تتفوق بفارق الأهداف، ما يجعل التعادل كافياً للأخضر لبلوغ النهائيات، بينما لا بديل عن الفوز للعراق.
تاريخ المواجهات .. تفوق العراق ورغبة السعودية بكسر العقدة
تاريخياً، التقى المنتخبان في 37 مواجهة رسمية وودية، يميل فيها الميزان بوضوح لمصلحة العراق الذي فاز في 17 مباراة مقابل 11 انتصاراً للسعودية، فيما انتهت 9 لقاءات بالتعادل. على مرّ تلك المواجهات سجل أسود الرافدين 56 هدفاً في الشباك السعودية، بينما أحرز الأخضر 34 هدفاً في مرمى العراق، ما يعكس التفوق التاريخي الواضح للعراقيين.
ليبقى أبرز فصول هذه المواجهات نهائي كأس آسيا 2007 عندما قاد “يونس محمود” العراق للفوز بهدف تاريخي على السعودية، مانحاً بلاده أول لقب قاري في تاريخها، ومع ذلك، فإن آخر لقاء جمع المنتخبين في كأس الخليج 2024 انتهى بفوز سعودي بثلاثة أهداف لهدف، مما يعكس تقارب المستوى بين الجانبين في السنوات الأخيرة، وما يشعل اللقاء أكثر.
المنتخب السعودي ومن خلفه الفرنسي رينار
المنتخب السعودي بقيادة مدربه الفرنسي هيرفي رينار يرنو للفوز، فهو الآن يخوض واحدة من أهم المباريات في مسيرته التدريبية، كما وصفها المدرب بنفسه، يراهن الفرنسي على الثنائي “فراس البريكان” و”صالح أبو الشامات” كأوراق قوة لمنتخب السعودية بعد تألقهما اللافت في مواجهة إندونيسيا، فيما ما تزال الشكوك تحيط بمستوى النجم “سالم الدوسري” الذي يعاني من تراجع في الأداء، ومن ينساه في مباراة السعودية أمام الأرجنتين المونديال الماضي حين خطفت السعودية الفوز.
وسط غيابات للأخضر، إذ يغيب لاعب الوسط “محمد كنو” بداعي الإيقاف، والجناح “”عبد الرحمن العبود للإصابة، ما يزيد من صعوبة المهمة.
المنتخب السعودي معروف بانضباطه التكتيكي، وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب، والانتقال السريع من الدفاع للهجوم، إضافة إلى جماعية الأداء وروح الانتصار التي بثها “رينار” في صفوف لاعبيه منذ توليه القيادة، إذ يعتمد المدرب الفرنسي على دعم الجماهير في مدينة جدة، حيث حثّ في مؤتمره الصحفي الأخير المشجعين على “الزحف إلى المدرجات”، مؤكداً أن وجودهم “ليس مجرد دعم، بل شراكة في تحقيق الحلم”. فالأخضر بين جماهيره سيقاتل حتى الرمق الأخير.
اقرأ أيضاً: بطولتان تشعلان قلوب عشاق الكرة الخليجية قريباً والمنتخب السعودي يستعد

المنتخب العراقي وإصرار غراهام أرنولد
يدخل المنتخب العراقي بقيادة الأسترالي غراهام أرنولد المباراة بشعار “الفرصة لا تتكرر”، مدفوعاً بآمال الملايين في تحقيق إنجاز طال انتظاره. في ظل استعادة أسود الرافدين لخدمات المهاجم “أيمن حسين” بعد تعافيه من الإصابة، إلى جانب “زيدان إقبال” صاحب هدف الفوز على إندونيسيا، فيما يعتمد المدرب الاسترالي على ديناميكية وسرعة كل من “إبراهيم بايش” و”علي جاسم” في صناعة الهجمات وتنويع الخيارات الهجومية.
تكتيك الجهاز الفني العراقي يتركز على السيطرة على وسط الميدان وتحديداً الاعتماد على الكرات الثابتة كسلاح حاسم، مع اللعب بحذر دفاعي وسط تنظيم جماعي يحد من خطورة هجوم السعودية الذي يتميز بجماعيته.
الدعم الحكومي للعراق كان لافتاً، إذ وجه رئيس الوزراء “محمد شياع السوداني” رسالة إلى اللاعبين أكد فيها ثقته بقدرتهم على (كتابة فصل جديد في تاريخ الكرة العراقية)، داعياً إياهم إلى القتال بروح وطنية عالية لتحقيق الحلم. أما رئيس الاتحاد “عدنان درجال”، فأكد أن الجماهير العراقية تستحق لحظة فرح كبرى كتلك، في إشارة إلى الأمل الكبير المعلّق على هذه المواجهة المصيرية.
اقرأ أيضاً: المنتخب السعودي يواجه المنتخب العراقي في خليجي 26

صافرة أردنية وعيون عربية
الجماهير العربية عاشقة لكرة القدم حتى ولو لم تكن منتخباتها في خضم المواجهة، والمونديال تحديداً يسجل فيه التفاف عربي حول المنتخبات العربية المشاركة وتشجيع واسع النطاق للمنتخب العربي المشارك بالمونديال. وحتى المباريات المؤهلة له بصورة مباشرة تلقى اهتماماً عربياً واسعاً، فاليوم الوطن العربي كله سيحضر هذه القمة الكروية بين العراق والسعودية.
يقود اللقاء الحكم الدولي الأردني “أدهم مخادمة”، أحد أبرز حكام القارة الآسيوية، في تعيين أثار نقاشات واسعة في الإعلام العربي بفعل حساسية المباراة، ورأى المحلل الأردني “عوني فريج” أن المخادمة: “يمتاز بالحزم والجرأة في اتخاذ القرارات المصيرية”، مؤكداً أن الثقة به في محلها وأن اختياره سيضيف بعداً إيجابياً للمباراة. حسب تعبيره. لقاء ناري الليلة بين الأخضر وأسود الرافدين… تفصلنا عن إجابة الحسم فيه ساعات قليلة.

