وسط الأزمات والصراعات العالمية المتصاعدة، يتصدر اسم السعودية كقوة إقليمية تسعى إلى تقريب وجهات النظر وإحلال السلام في مناطق النزاع، وكان من اللافت ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا السياق مؤخراً، فقد عبّر عن ثقته في دور السعودية كوسيط نزيه، كاشفاً جوانب من العلاقة التي تربطه بالمملكة وقيادتها.
وبينما تمتد يد الدبلوماسية السعودية لإيجاد حلول سلمية في الصراع الأوكراني، تتزايد المخاوف من احتمالات التصعيد بين الكيان الإسرائيلي وإيران، ما يثير التساؤلات حول فرص التوصل إلى تسوية تعيد الاستقرار في المنطقة.. في هذا المقال، نستعرض تصريحات بوتين حول الأزمات الراهنة ودور السعودية الحيوي في مساعي السلام، مع إلقاء الضوء على التحديات التي تواجه الأطراف المعنية.
في سياق الحديث عن السعودية، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رده على سؤال من صحيفة «عرب نيوز» حول المحادثات المحتملة للسلام مع أوكرانيا في السعودية: «نحن نعتبر السعودية بلداً صديقاً، وأنا أتمتع بعلاقة طيبة مع الملك سلمان، كما تربطني علاقة شخصية وثيقة مع ولي العهد. وأنا واثق من صدق نوايا السعودية في الوساطة مع أوكرانيا، وإذا ما عُقد مؤتمر في السعودية، فالمكان سيكون مريحاً بالنسبة لنا».
وأضاف بوتين أنه من الضروري على كييف إنهاء الحظر المفروض على إجراء محادثات مع موسكو، مشيراً إلى استعداد روسيا للدخول في حوار مع أوكرانيا بناءً على الاتفاقات السابقة، مثنياً في الوقت ذاته على الجهود السعودية المستمرة لحلّ الأزمة الروسية الأوكرانية.
اقرأ أيضاً: مباحثات سعودية روسية تجمع لافروف مع بن سلمان
وخلال لقائه بوسائل الإعلام في قمة «بريكس»، أكّد بوتين أن روسيا تسعى لتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، لكنه شدد قائلاً: «سنواصل الحرب لتحقيق النصر» محذراً من أن أي تحرك لإنشاء سلاح نووي في أوكرانيا سيقابل «برد فعل حاسم»، ومشيراً إلى أن «هذا يعد استفزازاً خطيراً، وأي خطوة في هذا الاتجاه ستواجه برد فعل مناسب».
وفي حديثه تطرّق الرئيس الروسي بوتين إلى الصراع الجاري مع الكيان الإسرائيلي في المنطقة، وأكّد أنه «يمكن التوصل إلى حلول بين إسرائيل وإيران، لكن هذا سيظل صعب المنال» في إشارة إلى المخاوف المتزايدة بشأن احتمال نشوب صراع مسلح بين البلدين.
اقرأ أيضاً: ماذا وراء غياب بن سلمان عن قمة البريكس المقبلة؟
ويأتي هذا الكلام للرئيس بوتين بظل وجود العديد من الأحاديث والتحليلات حول عدم حضور الأمير محمد بن سلمان قمة «بريكس»، وأن وفد المملكة سوف يترأسه وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، وذلك رغم أن مسألة الحضور من عدمها لم يتم نفيها او إثباتها بصورة رسمية حتى الآن، إذ يستند أصحاب القول هذا إلى تصريح للكرملين قال فيه إنه «من غير المتوقع» أن يحضر ولي العهد القمة.
اقرا أيضاً: تحالف بريكس الاقتصادي وتطلعات المملكة العربية السعودية.. الرهانات الصعبة والحلول البديلة!
يذكر أن السعودية لم تفعل انضمامها بصورة رسمية إلى مجموعة «بريكس» حتى الآن، لكن دعيت للانضمام إلى المجموعة خلال القمة التي عُقدت في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا في 22-24 آب/أغسطس من العام الفائت 2023.
وأعلن رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوزا، خلال القمة، عن انضمام ست دول جديدة إلى المجموعة التي تضم في عضويتها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، مؤكداً الموافقة على انضمام السعودية إلى جانب خمس دول أخرى، وهي الإمارات، إيران، مصر، الأرجنتين، وإثيوبيا إلى المجموعة.
وكان من المفترض بدء انضمام هذه الدول بشكل رسمي اعتباراً من 1 كانون الثاني/يناير 2024، لكن السعودية لا تزال تدرس التفاصيل المتعلقة بعضويتها للتأكد من طبيعتها والفوائد المحتملة.
هذا وشارك الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية، في جلسة تواصل وزارية لمجموعة «بريكس» في يونيو/حزيران من العام الجاري، تحت عنوان «حوار بريكس مع الدول النامية»، وكانت مشاركة المملكة في هذا الاجتماع بصفتها دولة مدعوة للانضمام إلى المجموعة.
اقرا أيضاً: القمة الأوروبية الخليجية الأولى في بروكسل وأزمة الشرق الأوسط