تحوّل عالم الموضة والجمال في السعودية إلى مشهد نابض بالحياة والإبداع، تقوده مجموعة من المؤثرات السعوديات اللواتي تجاوزن حدود الشهرة ليصبحن رموزاً للذوق والهوية العصرية. لم يعد تأثيرهن مقتصراً على استعراض الأزياء ومستحضرات التجميل، بل أصبح صوتاً يعكس ثقافة الجمال السعودي برؤى عصرية تمزج بين الأصالة والحداثة. من خلال محتواهن المُلهِم على منصات التواصل الاجتماعي، أسهمت هؤلاء الرائداتُ في تشكيل توجهات السوق، وتحفيز العلامات التجارية المحلية والعالمية على تبنّي معايير جديدة تراعي الذوق السعودي وتحتفي بالمرأة بثقتها وفرادتها.
تأثير المؤثرات السعوديات في المجتمع
ساهمت المؤثرات السعوديات في تعزيز الوعي وتمكين المرأة في المملكة، محققات تقدماً في مجالات عدة من بينها الأزياء والموضة. صرن يعرضن أفكارهن الجديدة والمبتكرة في هذا المجال، كما ساهمن في تشجيع النساء على الاهتمام باللياقة البدنية وتناول الوجبات الصحية، ما أدى إلى زيادة الوعي بأهمية الصحة والرياضة في المجتمع.
بالفعل، كسرت المرأة السعودية في السنوات الماضية الصورة النمطية التي عرفها العالم من خلالها، واقتحمت مجال الأعمال والعقارات والتسويق، وبرزت بروحها التنافسية محققة شهرة كبيرة ونجاحات مميّزة، وأثبتت أنها لا تقل أهمية عن أي امرأة في العالم وتمتلك القدرة على الإنجاز والمنافسة.
اقرأ أيضاً: فوربس الشرق الأوسط للنساء: تأثير القيادات النسائية الناجحة
كيف يؤثرن على سوق الموضة والجمال
تعتبر المؤثرات السعوديات اليوم من أبرز العناصر التي تشكل ملامح سوق الموضة والجمال في السعودية. لقد تجاوزن في تأثيرهن الحدود المحلية وصولاً إلى الأسواق العالمية. عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل “إنستغرام وتيك توك وسناب شات”، قدمن أساليب جديدة جمعت بين الأصالة والحداثة، فجذبن اهتمام العلامات التجارية العالمية الساعية للتواصل مع الجمهور السعودي والعربي، فكنّ بوابة المجتمع السعودي وسفيراته إلى العالم.
كذلك ساهم حضورهن القوي وذوقهن الرفيع في تعزيز مكانة الموضة السعودية، ودفع العديد من الماركات إلى التعاون معهن في حملات دعائية تستهدف الشرق الأوسط. بهذا، أصبحن جسراً يربط بين الذوق المحلي والعالمي، وساهمن في تصدير صورة معاصرة للمرأة السعودية القادرة على التأثير والإبداع في عالم الموضة والجمال.
في السنوات الأخيرة، أعادت المؤثرات السعوديات تشكيل مفاهيم الموضة والجمال لدى المرأة السعودية. فبفضل حضورهن القوي على وسائل التواصل الاجتماعي، استطعن بناء علاقة ثقة مع جمهور واسع من المتابعات، مما جعل آرائهن وتوصياتهن حول مستحضرات التجميل والأزياء ذات تأثير مباشر على قرارات الشراء. ما ساهم في ازدهار سوق الموضة المحلي وزيادة الإقبال على العلامات التجارية السعودية المحلية والعالمية على حدّ سواء.
كما عملت المؤثرات السعوديات على دعم وتشجيع المصممات المحليّات والمنتجات الوطنية، ما أدى إلى ظهور علامات تجارية سعودية جديدة في الأزياء والتجميل في الأسواق الإقليمية والعالمية. فكان تأثيرهن متوازياً مع رؤية 2030 في المملكة الداعمة لتمكين المرأة وريادتها في المجتمع، فعبرنّ بظهورهن هوية المرأة السعودية وقدّمنها بصورة سليمة وصحيحة.
اقرأ أيضاً: السعودية تدعم المرأة في يومها العالمي ضد العنف
أبرز المؤثرات السعوديات في المملكة
هناك العديد من المؤثرات السعوديات على مواقع التواصل، تتفرد كل منهن بشخصية مختلفة عن الأخرى، وبمحتوى متنوع وهادف، يتنافسن فيما بينهن على إبراز هوية المرأة السعودية، فضلاً عن تأثيرهن في سوق الموضة والجمال. إليك أبرزهن:
-
لما العقيل
المؤثرة السعودية لما العقيل، مالكة بوتيك أونلاين على منصة “بوتيكات”، تعرض من خلاله مجموعة من مستحضرات التجميل والعطور والهدايا التي تختارها بنفسها. وشاركت كشريك مؤسس في العديد من العلامات التجارية المميزة، وتطمح إلى تحقيق حلمها وتأسيس ماركة (Brand) خاصة بها. تتميز لما بأفكارها عن الموضة وتطوير مضمونها ،إضافةً إلى نشر أحدث صيحات الموضة وأجدد الإطلالات. فباتت الموضة جزءاً لا يتجزأ من شخصيتها المميزة والمُحبّبة للآلاف من السيدات.

-
بيان لنجاوي
من المؤثرات السعوديات النشيطات على السوشيال ميديا، تعتبر مؤثرة سعودية شغوفة في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، من أفضل المؤثرات على السوشيال ميديا في السعودية، كما عُرفت في مجال التنمية البشرية وحققت مقاطعها المصورة وعباراتها التحفيزية شهرةً واسعة بين متابعيها.
أسست بيان لنجاوي متجر الأزياء “31 ستور”، وهو منصة إلكترونية تسوق لمنتجات أسلوب الحياة اليومي والأزياء الفريدة من نوعها. وهي تحقق نجاحاً كبيراً بين المتابعين، وتشغل منصب المديرة التنفيذية للمنصة، التي تشتهر بالمنتجات التي تقدمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

-
نجود الرميحي
بدأت مسيرتها كناشطة اجتماعية وعارضة أزياء، واشتهرت عبر تطبيق “سناب شات” بفضل شخصيتها المرِحة وأسلوبها المميز والكاريزما العالية التي تتمتع بها. في عام 2017، باتت شريكة في Upbeat KSA، وهي شركة تسويق متخصصة في تنظيم المعارض وإدارة الأحداث المبتكرة والتسويق الرقمي، وتركّز على ربط العلامات التجارية العالمية الفاخرة بسوق دول مجلس التعاون الخليجي، وتستضيف فعاليات العلاقات العامة والعملاء للعلامات التجارية التي تتعاون معها.
بناءً على إحصائيات عام 2024، صنفت من أغنى مشاهير السوشيال ميديا في المملكة. أما عام 2023، أصبحت فيه “نجود” أول سفيرة سعودية للاتحاد الفرنسي للأزياء الراقية والموضة Fédération de la Haute Couture ، وهي من أكثر النساء السعوديات أناقة.


