في عهد المدرب روبيرتو مانشيني مع المنتخب السعودي لكرة القدم، تراجع تصنيف المنتخب 3 مراكز كاملة، تولى مانشيني تدريب المنتخب في أغسطس آب العام الماضي 2023، لكن ليست المرة الأولي التي يتراجع فيها ترتيب وتصنيف المنتخب السعودي، فمنذ تولي الإيطالي مانشيني تدريب المنتخب السعودي، شهد ترتيب الصقور عالمياً سعوداً وهبوطاً غير مسبوق في تاريخ الكرة السعودية، غير أن ترتيب المنتخب لم يشهد قفزات كبير بحكم المدة التي قضاها مع المنتخب، ومنذ تولي المدرب الإيطالي المهمة، ارتقى الأخضر في التصنيف مرتين، الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من المرتبة الـ57 عالميا إلى الـ56 بتقدم مركز وحيد، ثم في شباط الماضي، والوصول إلى أفضل تصنيف في عهده.
لكن بعد إقالة مانشيني من تدريب المنتخب السعودي قبل أقل من إسبوع من اليوم، قلة الانسجام بين المدرب واللاعبين هذه كانت مشكلة مانشيني عندما تولى تدريب المنتخب السعودي مؤخراً، مما قد يعني قلة الانسجام بينه وبين اللاعبين، خاصة أن فريق المنتخب يتطلب معرفة عميقة باللاعبين وأسلوب اللعب الأنسب لهم، كما أن صعوبة التكيف مع البيئة الجديدة كانت حاجزاً أمام الإيطالي ربما، مانشيني لم يعمل سابقاً في بيئات خارج أوروبا، مما قد يصعب عليه التكيف مع بيئة كرة القدم السعودية وتحدياتها، بالإضافة إلى قلة المعرفة بمستوى الكرة الآسيوية بشكل عام، بالإضافة لضغط النتائج السريعة، فـ منصب المدير الفني للمنتخب السعودي يأتي بمطالب تحقيق نتائج سريعة، خاصة بعد الأداء الجيد في كأس العالم 2022، مما قد يضغط على مانشيني ويقلل من صبر الأطراف المختلفة معه للحصول على نتائج إيجابية.
اقرأ أيضاً: حسام عوار.. سر تألق الجزائري مع الاتحاد
بالإضافة لعدم وجود وقت كافٍ، فـ مانشيني كان يحتاج وقتاً كافياً لبناء فريق وتطبيق فلسفته بشكل فعال، لكن المباريات الرسمية وعدم توفر المعسكرات الطويلة ربما تحد من قدرته على تطبيق رؤيته بسرعة، مع التحديات التكتيكية فـ الكرة السعودية تعتمد على أسلوب لعب معين يناسب اللاعبين المحليين، وقد يكون صعباً على مانشيني تغيير التكتيك بشكل كبير خاصة في ظل قلة الاحتكاك مع الخصوم العالميين، من المهم الإشارة إلى أن هذه العوامل هي مجرد تحليلات عامة بناءً على الخبرات السابقة لمدربين أجانب في مناطق جديدة، وقد تتضح النتائج على مدى فترات أطول مع استمرار عمل مانشيني، روبرتو يتميز بأسلوب تدريبي يعتمد على التكتيكات الهجومية المنظمة والتحكم باللعب عبر الاستحواذ، ويعتمد على إعداد فريق متماسك ودفاع صلب يشارك في بناء اللعب من الخلف. بالإضافة إلى الاستحواذ على الكرة فـ مانشيني يركز على بقاء الفريق في حالة استحواذ عالي على الكرة، مما يتيح السيطرة على مجريات المباراة والتحكم بإيقاع اللعب.
اقرأ أيضاً: بايرن ميونخ يخسر أحد نجومه لصالح الهلال
التنظيم الدفاعي المتماسك حيث يهتتم مانشيني بتنظيم دفاعي قوي، حيث يقوم بتنظيم خطوطه الدفاعية بشكل متقارب، مما يتيح فرصة العودة السريعة إلى الوضع الدفاعي عند فقدان الكرة، التنويع الهجومي حيث يعتمد مانشيني على تنويع الطرق الهجومية، سواء من خلال الأجنحة أو عبر الوسط، وهو ما يجعل هجوم الفريق غير متوقع ويسبب إرباك للخصوم، اللعب الجماعي واحد من أبرز صفات فرق مانشيني، يشجع على التمرير السريع والبناء من الخلف، مع التركيز على تمرير الكرة بشكل فعال للحفاظ على تماسك الفريق وتوجيه الهجمات، كما أن استغلال العرضيات في بعض الحالات تعد نقطة قوة في إسلوب مانشيني، يستخدم مانشيني الأطراف بشكل فعال من أجل إرسال العرضيات الدقيقة للمهاجمين، مستفيداً من تحركات اللاعبين داخل منطقة الجزاء، كل تلك الخصائص كانت جزءاً من نجاحاته السابقة، وخاصة مع المنتخب الإيطالي في الفوز ببطولة يورو 2020.
اقرأ أيضاً: أهلي جدة يسابق أندية للتعاقد مع رينارد!
لكن كل هذه الخبرات التدريبية لم تشفع للإيطالي المخضرم حتى يستمر على دكة البدلاء لمنتخب الصقور السعودي، التعادلات المستمرة والهزائم أيضاً في التصفيات الحالية لكأس العالم 2026، بالإضافة لخسارته فرصة الفوز بكأس آسيا نسخة 2023، كل هذه النتاءج السيئة أثرت على منصب الإيطالي كمدرب للمنتخب، ومع كل هذه التراكمات كانت النهاية بمفترق طرق بين الاتحاد السعودي لكرة القدم ومانشيني، وكانت الإقالة.
اقرأ أيضاً: ملعب الهلال أكبر ملعب مغلق يدخل موسوعة غينيس