تعتبر تربية الصقور في السعودية من أقدم الهوايات وأجملها، فهي جزء مهم من تراث البلاد وتعبّر عن الشجاعة والمهارة وحب الصحراء. كان الأجداد يربّون الصقور للصيد ويعتبرونها رمزاً للفخر والقوة، واليوم ما زالت هذه الهواية تحظى بمكانة كبيرة بين الناس. تهتم المملكة كثيراً بهذا التراث من خلال نادي الصقور السعودي والمهرجانات التي تجمع الصقارين من داخل البلاد وخارجها، ليحافظوا معاً على هذا الإرث العريق، ويعرفوا العالم على أصالته. في هذا المقال سنتعرف أكثر على تربية الصقور في السعودية.
تربية الصقور في السعودية .. أصالة ومدخول وجاذب سياحي
احتفظت تربية الصقور بمكانتها لدى السعوديين ومواطني دول الخليج بصفة عامة فهي مرتبطة بالهوية البدوية الصحراوية الأصيلة. عَبرت كونها مجرد هواية أو أصالة، بل باتت تربية الصقور تشكل فرصاً استثمارية واعدة لمحبي هذه الهواية التي باتت تجذب سنوياً آلاف الصقارين للانضمام إلى نادي الهواة.
لقد كسرت مبيعات الصقور في السعودية حاجز 41 مليون ريال في 5 أعوام، وهو الأمر الذي يعد رافداً اقتصادياً للكثير من الهواة والمحترفين الذين ارتبطوا بهذا الموروث الأصيل، إذ بات الصقر يتجاوز دوره كرمز للفروسية والشجاعة والصيد، بل أصبح أداة اقتصادية تدر عوائد مالية للكثير من ملاّك هذه الطيور الجارحة، إذ تبدأ أسعار بيع بعضها بمزادات الصقور بـ 100 ألف ريال، وتصل إلى 1.2 مليون ريال. اختلاف الأسعار بين الصقور يرجع إلى: مواصفات جمالية على غرار سرعة الانقضاض، والذيل القصير، وقدرة التحمل، وكل تلك المقاييس تؤثر على سعره.
اقرأ أيضاً: معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024 ينطلق قريباً
فعاليات محبي تربية الصقور والهواة في السعودية
نادي الصقور السعودي، الفعالية الأبرز وأكثر الوجهات التي تساهم في تطوير هذا المجال من خلال تنظيم فعاليات عالمية مثل مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور الذي دخل موسوعة غينيس ثلاث مرات من حيث عدد المشاركين، إضافة إلى كأس العلا للصقور الذي يُعتبر أغلى مسابقة في العالم، وسباقات الملواح والمزادات الدولية الخاصة بمزارع إنتاج الصقور المحلية والعالمية.
معرض الصقور والصيد السعودي الدولي، هذا العام انطلقت فعالياته كأحد أهم الأحداث العالمية في هذا المجال. ويُعد المعرض منصة موثوقة للبيع والشراء، إذ يضمن نزاهة العمليات ويحافظ على حقوق جميع الأطراف المشاركة من ملاّك الصقور والمشترين والطواريح، وهم الذين يصيدون الصقور في البرية إلى جانب المستثمرين والمهتمين بهذا المجال التراثي.
يجذب المعرض بشكل سنوي الآلاف من الصقارين والعارضين، حيث يشارك هذا الموسم أكثر من 1300 عارض وعلامة تجارية من 45 دولة مختلفة، ليصبح المعرض الأكبر من نوعه بالعالم، إلى جانب ذلك يشكل الحدث فرصة فريدة للزوار من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على الهوية الثقافية السعودية الأصيلة وما تحمله من إرث متجذر في الصيد بالصقور والهوايات المرتبطة به.
اقرأ أيضاً: نادي الصقور السعودي … تفاصيل أعرق الأندية السعودية
فعاليات الصقور في السعودية جامعة للترفيه والفائدة
تسهم فاعليات الصقور من المهرجانات إلى المزادات في تحفيز الاقتصاد المحلي وتنمية السياحة الثقافية، إضافةً إلى تعزيز الوعي بضرورة صون الموروث الوطني ونقله للأجيال الجديدة. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالصقارة، تؤكد المملكة من خلال هذه الجهود مكانتها كموطن عالمي للصقور والصقارين، تجمع بين الأصالة والابتكار في آن واحد. فهي بذلك تجمع بين الترفيه والصعود بالاقتصاد والسياحة.
تدعم المملكة الجهود الوطنية للحفاظ على الصقور، إذ دعمت الاتفاقية الموقعة بين مركز “وقاء” ونادي الصقور السعودي، من أجل التعاون في مجالات الوقاية من أمراض الصقور ومكافحتها، وتنسيق الجهود الصحية والبيطرية المتعلّقة بالصقور والفعاليات الخاصة بها. يتم ذلك من خلال تبادل الدراسات والبحوث والخبرات، إلى جانب تبادل كافة المعلومات الخاصة بأمراض الصقور وطرق مكافحتها، إضافةً إلى التنسيق في استخدام المستحضرات البيطرية والأدوية ذات العلاقة، فضلاً عن العمل على تطوير البرامج الوقائية المشتركة وتوحيد الإجراءات الصحية المرتبطة بالصقور.

