يضج عالم الأزياء النسائية بالألوان والموديلات المتنوعة بين التصاميم الفريدة والأقمشة الفاخرة. إلا أن أكثر ما يميز خزانة المرأة العربية عموماً والخليحية خصوصاً هو العباية التي قطعت شوطاً كبيراً في عالم الموضة العالمية. حيث أصبحت تريند عالمي تتفنن فيه الكثير من دور الأزياء.
يعود تاريخ العباية إلى عصور قديمة كانت فيها علامة على الوقار والفخامة. وقد بدأت العباية بتصاميم تقليدية بسيطة تميزت بفخامة الأقمشة وتفاصيل التطريز اليدوي، إلا أن مرور الزمن وتغيرات الموضة العالمية أضافا إليها روحاً جديدة جعلتها أكثر تنوعاً وتجديداً.
شهدت العباية نقلة نوعية مع دخول تأثيرات الموضة الغربية خلال القرن العشرين، فتنوعت القصات وتعددت الأشكال، واستُخدمت خامات عصرية كالحرير والأقمشة المنسوجة لتمنحها مظهراً أكثر فخامة وأناقة. كما أُدخلت عناصر حديثة مثل الزخارف اللامعة والألوان الجريئة، مما جعلها تعبّر عن ذوق المرأة العصرية وتواكب اتجاهات الموضة العالمية دون أن تفقد هويتها الثقافية.
واليوم، أصبحت العباية قطعة أساسية في خزانة كل امرأة عربية، إذ لم تعد مجرد زي تقليدي بل تحولت إلى تصميم فني يعكس شخصية من ترتديه وذوقها الخاص. فهي تجمع ببراعة بين الأصالة والمعاصرة، لتناسب مختلف المناسبات من الإطلالات اليومية البسيطة إلى المناسبات الفاخرة. ومع بروز التصاميم الحديثة والألوان الرائجة، تواصل العباية رحلتها كرمز للأناقة المحتشمة، لتثبت أنها أكثر من مجرد لباس، بل أسلوب حياة يعبر عن الجمال والهوية والثقة.
الحرير والكشمير عنوان عبايات هذا العام
تُعد الأقمشة من العناصر الجوهرية في تصميم العبايات، فهي لا تحدد المظهر العام فحسب، بل تؤثر أيضاً على مدى الراحة والفخامة التي تمنحها القطعة. وقد تنوعت الأقمشة المستخدمة في تصاميم العبايات الحديثة لتواكب الاتجاهات المتجددة للموضة، ومن أبرزها الشيفون، الدانتيل، الحرير، والكشمير، حيث يتميز كل نوع بخصائص فريدة تمنحه طابعاً مميزاً.
يُعتبر الشيفون من أكثر الأقمشة استخداماً في العبايات العصرية، لما يتمتع به من خفة وانسيابية تضفي حركة أنثوية ناعمة على الإطلالة. كما يتيح تنوع أنماطه وألوانه إمكانية تصميم عبايات عصرية تناسب الأجواء الصيفية والحرارة العالية، وتمنح مظهراً أنيقاً ومريحاً في آنٍ واحد، رغم حاجته إلى عناية خاصة أثناء التنظيف.
بينما يكتب الدانتيل قصة الفخامة والرقي بتطريزاته المفرغة، إذ يضيف لمسة رومانسية راقية بفضل نقوشه الدقيقة وتفاصيله الجمالية التي تبرز في الطبقات أو الأكمام أو الأطراف. وغالباً ما يُستخدم في العبايات المخصصة للمناسبات الخاصة ليضفي طابعاً مميزاً ومترفاً على الإطلالة.
وفي المقابل، يظل الحرير خياراً كلاسيكياً يمنح العباية مظهراً فاخراً وملمساً ناعماً وبريقاً جذاباً، ما يجعله مثالياً لفصلي الخريف والشتاء. كما يُفضل اختيار الألوان التي تُبرز لمعانه الطبيعي وتظهر جمال تفاصيله الدقيقة.
ولإطلالة شتوية دافئة، يبرز الكشمير الخفيف كخيار مثالي، إذ يجمع بين النعومة والدفء، ليمنح العباية إحساساً بالفخامة والرقي دون المبالغة في التصميم.
إكسسوارات تُكمل الإطلالة
تُعد التفاصيل الدقيقة في العبايات من أهم العناصر التي تبرز جمال التصميم وتعكس ذوق المرأة وأناقتها. فهي ليست مجرد إضافات تجميلية، بل مكونات أساسية تمنح العباية طابعها الخاص وتحوّلها من قطعة تقليدية إلى عمل فني راقٍ.
تأتي التطريزات في مقدمة هذه التفاصيل، إذ تضفي لمسة فنية فريدة على التصميم. وتتراوح أنماطها بين الزخارف التقليدية المستوحاة من التراث العربي والتطريزات الحديثة ذات الطابع الهندسي أو الزهري، مما يمنح كل عباية هوية مميزة. وفي الغالب تُستخدم خيوط بألوان متباينة وتقنيات متنوعة لتتماشى مع الألوان الرائجة في العبايات الخليجية وتزيد من فخامتها.
ولا يمكن إغفال دور الأزرار في إكمال جمالية العباية، فهي لم تعد مجرد وسيلة للإغلاق، بل عنصر تصميمي يضيف تميزاً وأناقة. حيث تتنوع الأزرار في أحجامها وأشكالها وموادها، فمنها المعدنية والعاجية والخشبية، وكل منها يعكس لمسة مختلفة تعبّر عن جودة الصنعة والحرفية العالية.
أما الأحزمة، فهي من التفاصيل التي تمنح العباية مرونة في التصميم، إذ يمكن استخدامها لتحديد الخصر وإبراز القوام، أو كعنصر زينة يكمّل الإطلالة العامة. وتتنوع الأحزمة بين الرفيعة التي تضيف لمسة ناعمة، والعريضة التي تعكس طابعاً جريئاً ومعاصراً.
الألوان الرائجة
تحدد الألوان هوية العبايات وتبرز روح الموسم واتجاهاته في عالم الموضة، فهي العامل الأهم في إبراز التصميم وإضفاء طابع فريد على الإطلالة. ومع تنوع الأذواق وتعدد المناسبات، أصبحت ألوان العبايات أكثر جرأة وتجدداً، تجمع بين الكلاسيكية الراقية واللمسات العصرية المفعمة بالحيوية.
في هذا الموسم، تتألق العبايات بباقة من الألوان الرائجة التي تمزج بين النعومة والرقي من جهة، والجرأة والتفرّد من جهة أخرى. فدرجات الباستيل الهادئة، مثل الوردي الفاتح، واللافندر، والأزرق السماوي، تمنح المرأة إطلالة ناعمة وأنثوية تعكس الهدوء والرقة. وتُعد هذه الألوان مثالية للإطلالات النهارية أو الأجواء الربيعية والصيفية، إذ تمنح إحساساً بالانتعاش والخفة، خاصة عند تنسيقها مع أقمشة خفيفة مثل الشيفون أو الحرير.
أما بالنسبة لمحبي الحضور اللافت، فقد برزت الألوان الجريئة كاتجاه قوي للعبايات العصرية. فدرجات الأخضر الزمردي تعكس الفخامة والعمق، بينما يضفي الأصفر الزاهي طاقة مشرقة ولمسة من الجرأة والحيوية التي تناسب المرأة الواثقة من نفسها.
فإذا كنتِ امرأة عصرية أو تقليدية، تجدين في عالم الموضة الحالي ما يُرضي ذوقك ويعكس شخصيتك. ومع دخول العبايات لعالم الموضة العالمية، أصبح التجدد والابتكار عنوان هذا النوع من الملابس، حيث يمكنك تزيين خزانتك بألوان وتصاميم مناسبة وعلى الموضة.
اقرأ أيضاً: ما هي سلبيات الموضة على المجتمع؟

