استضافت السعودية مؤتمر الرياض كوب 16 في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز الاستدامة وتحقيق التعاون الدولي في هذا المجال، وجاءت الاستضافة في إطار التأكيد على تعهدات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والتي وقعت عليها 197 دولة حول العالم.
وتتركز جهود تعزيز الاستدامة الدولية الحالية، على توحيد الإمكانات وإيجاد حلول للمشكلات البيئية الحالية، وعلى رأس الأولويات تأهيل الأراضي والحد من الجفاف وتفعيل دور القطاع الخاص ومنظمات المجتمع الأهلي للحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة للثروات الطبيعية.
ومن الإنجازات المهمة لنسخة كوب هذا العام في إطار تعزيز الاستدامة ومكافحة التصحر، اعتماد أكثر من مائة مبادرة، بتمويل يصل إلى 12 مليار دولار لتعزيز جهود الحد من تدهور الأراضي ومكافحة الجفاف والتصحر.
اقرأ أيضاً: بخمسة أهداف: السعودية تطلق الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر
وخرج المؤتمر بأمل جديد لأكثر ملياري شخص يقعون تحت رحمة موجات الجفاف، من خلال الإعلان عن عدد من الشراكات الدولية التي ستحد من حالة التدهور في مليارات هكتارات الأراضي الزراعية حول العالم.
لاسيما أنّ المملكة تترأس اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر على مدار العامين القادمين، والتي ستعمل خلالها على محورين، الأول هو التأسيس لشراكات دولية تدعم التعاون في الميدان، والثاني تأمين التمويل اللازم لجعل حركة المنظمات والشركات والجهات الحكومية فاعلة، وقادرة على دعم المبادرات كافة.
وفي السياق قال الدكتور أسامة فقيها، والذي يتولى منصب استشاري رئاسة لكوب 16، وهو وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة السعودية، أنّ أجندة مؤتمر الرياض أسهمت في توحيد جهود الدول والمنظمات حول العالم، وسيكون بمثابة نقطة انطلاق لفضاء تعاوني ترأسه المملكة، يؤلف ما بين المستثمرين والمنظمات غير الحكومية والخبراء بما فيهم العلماء.
من جانب آخر تسعى المملكة لمد يد العون للمزارعين وأصحاب الأرض أيضاً، وصولاً إلى تحقيق الغاية المنشودة من اتفاقية مكافحة التصحر، بإعادة تأهيل 1.5 مليار هكتار من الأراضي حول العالم مع حلول العام 2030.
وتتجه جهود السعودية في مجال تعزيز الاستدامة نحو استباق الأزمات، وذلك من خلال استراتيجية لا تعتمد فقط على الاستجابة الطارئة للأزمات بعد وقوعها، بل تعمد إلى توقعها والاستعداد لها.
ومن المنتظر في إطار الشراكة الدولية الحالية بين الرياض وبقية أطراف اتفاقية مكافحة التصحر، إحداث تحول جذري في التعامل مع تحديات الجفاف من خلال الاستعداد المسبق لها، وتقييم جوانب الضعف والعمل على حلها، ويرى القائمون على التنفيذ في المملكة، أن هذه الشراكة عبارة عن لحظة تاريخية تستدعي المساهمة الجدية من جميع الأطراف.
وفي السياق جاءت حصيلة كوب 16 في إطار تعزيز الاستدامة على صعيد المشاركين، حوالي 24 ألف مشارك، سكبوا معين خبرتهم في 600 فعالية وحدث جاءت لبلورة آليات عمل اتفاقية مكافحة التصحر لاسيما عن طريق الجهات الفاعلة غير الحكومية، وتتضمن الشعوب الأصلية وفئات المعنيين باستدامة الأراضي.
وفي سياق منفصل عبر المشاركون في المؤتمر عن مدى تقديرهم لجهود المملكة في تعزيز الاستدامة واستضافتها أول مؤتمر أطراف في إطار اتفاقية الأمم المتحدة، وقال ابراهيم ثياو الذي يشغل منصب الأمين التنفيذي للاتفاقية، إن المؤتمر هو الأول من نوعها في منطقة المينا، أي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستطاع المشاركون فيه أن يتعرفوا إلى أبرز الحلول المبتكرة في الميدان، إلى جانب استعراض شامل للجهود المبذولة في المنطقة.
وكان المؤتمر قد نجح في التأسيس لشراكة دولية، هدفها توحيد الجهود للصمود في وجه الجفاف، وحصلت هذه الشراكة على تمويل مباشر بقيمة ملياري دولار، وسيتم في المرحلة القادمة الشروع في عدد من المبادرات، ضمن عدد من الدول التي تواجه خطر الجفاف بمفردها، ومن الجدير بالذكر أن عدد هذه الدول يلامس حدود الثمانين دولة.
ومن ضمن التوصيات التي خرج بها كوب 16، العمل على تعزيز التعاون الدولي، والاستقرار في القدرات المحلية، إضافة إلى تسمية سبعة أيام دولية لتحفيز العاملين في القطاع، وهي يوم الأرض ويوم نظم الأغذية الزراعية، ويوم الحوكمة، ويوم الشعوب، ويوم العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ويوم تعزيز القدرات، ويوم التمويل.
وتجاوز عدد زوار المؤتمر ال 57 ألفاً، حضروا آلاف الاحداث والفعاليات وجلسات الحوار والمنتديات، إلى جانب إطلاق السعودية منصة “ريمدي” لتقييم صحة الأراضي بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب إطلاق مبادرة دولية لرصد العواصف الرملية، بالإضافة إلى العمل على توسيع أنظمة الإنذار المبكر حول العالم.
وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن نظام التحذير من العواصف الرملية والترابية في جدة، احتل المرتبة الرابعة عالمياً، والتزاماً من السعودية بجهود تعزيز الاستدامة الدولية خصصت مبلغ 10 ملايين دولار كتمويل للخمس سنوات القادمة من أجل دعم أنظمة الإنذار والمراقبة، في الدول التي لا تستطيع اقتناء مثل هذا النوع من التقنيات.
اقرأ أيضاً: فوربس الشرق الأوسط للنساء: تأثير القيادات النسائية الناجحة