تتمتع المدينة المنورة بمكانةٍ دينية وتاريخية مهمة جعلت منها قِبلة لملايين المسلمين حول العالم، فهي مهد الإسلام، وموطن النبي صلى الله عليه وسلم، ومكان يجتمع فيه التاريخ والإيمان… وانطلاقاً من أهميتها، تنطلق مشاريع عديدة تهدف إلى تطويرها بما يليق بمكانتها، ومن المشاريع البارزة التي يتم العمل عليها اليوم، مشروع “جادة العالم الإسلامي”، فما هو هذا المشروع؟ وماذا يقدم للمدينة وقاصديها؟
مشروع جادة العالم الإسلامي
هو واحد من أبرز المشاريع التنموية في المدينة المنورة، ويقع ضمن حقيبة مشاريع مدينة المعرفة الاقتصادية (KEC) الواقعة داخل النطاق العمراني للمدينة، ليحمل بعد اكتماله طابعاً حضارياً وثقافياً يعكس مكانة المدينة ودورها في التاريخ الإسلامي.
شركة مدينة المعرفة الاقتصادية هي مالكة المشروع، وكانت قد وقّعت في فبراير 2020 مذكرة تفاهم مع شركة أويو أورافال للتكنولوجيا (OYO) -شركة تقنية متخصصة في مجال الضيافة-، تمهيداً لتوقيع اتفاق نهائي يتضمن إدارة وتشغيل 1500 غرفة فندقية، ومن المقرر أن يتم ضمها للعلامة التجارية في خطوة تشكّل المرحلة الأولى من التعاون بين الجانبين ضمن مشروع جادة العالم الإسلامي.
اقرأ أيضاً: أهداف هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة في السعودية ومشاريعها
ماذا يشمل المشروع؟
يقام المشروع في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة المعرفة الاقتصادية، بالقرب من محطة قطار الحرمين السريع، على مساحة تقارب 900 ألف متر مربع، وسيتم تطويره على مراحل، بما يتماشى مع هدف رفع عدد المعتمرين والحجاج إلى 30 مليون زائر سنوياً.
إذ يأتي المشروع ليتناغم مع برامج رؤية السعودية 2030، وتحديداً برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يهدف إلى تسهيل استضافة المعتمرين والحجاج، وتطوير الخدمات المقدمة لهم، وكذلك برنامج جودة الحياة الذي يركّز على توفير مرافق ترفيهية ومراكز ثقافية ومهرجانات، ويشتمل على عدة قطاعات حيوية، من بينها الصحة، المطاعم، الأسواق، الفنادق، والسياحة التي تعد أحد أهم محاوره.
ويراعي تصميم المشروع الخصوصية الثقافية للدول الإسلامية، من خلال تنوّع الطابع المعماري، كما يشمل وحدات فندقية من فئات 2 و3 نجوم، إضافة إلى مرافق تجارية وخدمية بجودة عالية وتكلفة مناسبة للجميع.
المرحلة الأولى من المشروع تمتد على مساحة 151 ألف متر مربع -يتم العمل عليها حالياً-، وتضم 5800 وحدة فندقية، وتصل الطاقة الاستيعابية لقطاع الضيافة فيها إلى 1600 غرفة، فيما تصل في كامل المشروع إلى 20 ألف غرفة.
وكل مرحلة من مراحله ستشمل مساحات خضراء، ساحات مفتوحة للفعاليات، عيادات طبية، خدمات فندقية ذات جودة عالية تضم أجنحة للطعام والشراب، متحف تفاعلي للسيرة النبوية، ومناطق تسوق تحمل الطابع المعماري الخاص بالمدينة المنورة، بما يعكس الهوية الإسلامية المتعددة للدول الإسلامية.
كما يحرص المشروع على التكامل مع مدينة المعرفة الاقتصادية، وتعزيز الربط مع شبكة النقل، خصوصاً المسجد النبوي الشريف ومحطة القطار لتيسير حركة الزوار.
اقرأ أيضاً: حلم الصحراء.. السعودية تطلق مشروع «القطارات الفاخرة»
ويهدف مشروع جادة العالم الإسلامي لتوفير بيئة سكنية وضيافة متكاملة من خلال مرافقه المتنوعة، وسيصبح عند اكتماله صرحاً حضارياً حديثاً يعزز جاذبية المدينة المنورة للاستثمار، ويقدّم نمط حياة متميزاً من خلال رؤية تقوم على تطوير مدينة ذكية بمبانٍ صديقة للبيئة ومساحات عامة صحية ومرافق تعليمية وصحية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.
كما يسعى المشروع إلى الاستفادة من قربه من محطة قطار الحرمين السريع، لتقديم خدمات متكاملة للزوار والمعتمرين والحجاج.
جدير بالذكر أن شركة مدينة المعرفة الاقتصادية، التي تأسست في عام 2010، من المشاريع الاقتصادية الواعدة التي تسهم في دعم مستقبل التنمية في المدينة المنورة، وتتماشى مع أهداف المملكة في تعزيز الاقتصاد والمعرفة تم إدراجها في السوق المالية السعودية (تداول) بهدف تطوير وإدارة المخطط العام للمنطقة.
وتشهد المدينة المنورة تحولاً سريعاً، سواء من حيث عدد السكان الذي تجاوز حاجز المليون نسمة، أو من حيث مكانتها ضمن مدن المملكة، إذ أصبحت رابع أكبر مدينة سعودية مع توقعات بمضاعفة عدد سكانها خلال العقدين القادمين.
هذا النمو المتسارع يؤكد الحاجة الملحّة إلى مشاريع حضرية متكاملة تواكب التطورات وتلبّي احتياجات المستقبل، مثل مشروع جادة العالم الإسلامي الذي يسهم في دفع عجلة برامج رؤية 2030 إلى الأمام، ليحقق رؤية طموحة لمدينة تتجدّد بروحها الإسلامية، لتقدم لزوارها أفضل الخدمات وأوقاتاً لا تُنسى.
اقرأ أيضاً: حديقة الملك سلمان: المعلم الذي سيغيّر وجه الرياض