أطلقت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بالتعاون مع المعهد السعودي التقني لخدمات الكهرباء دفعة جديدة من برامج التدريب المهني، تشمل برامج متخصصة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وفي إطار حرص المدينة على تعزيز مشاركة المرأة في هذا القطاعات الحيوية، تشمل هذه البرامج برنامجاً تجسيرياً يمتد لثلاثة أشهر، يؤهل مجموعة من المتدربات للالتحاق ببرنامج التدريب المهني الرئيسي الذي يمتد لسنة كاملة، يختتم بتدريب عملي مكثف لمدة ثلاثة أشهر في شركات عالمية رائدة، وهو ما يمنح المشاركات فرصة لتطبيق معارفهم ومهاراتهم المكتسبة في بيئات عمل احترافية.
وفي إطار جهودها المستمرة لتعزيز الكفاءات الوطنية في قطاع الطاقة المتجددة، أطلقت المدينة أيضاً برنامجاً تدريبياً جديداً يمتد لستة أشهر، يشمل تطوير كفاءات المهندسين والمهندسات من خريجي التخصصات الهندسية المرتبطة بالطاقة المتجددة، عبر تقديم شهادات احترافية معتمدة من المنظمة العالمية للرياح، كما يشمل البرنامج مهارات تصميم وتركيب الأنظمة الشمسية والتدريب الفني الأساسي، وتمكينهم من العمل في المواقع المرتفعة وأبراج الرياح من خلال الحصول على المهارات التطبيقية في السلامة.
مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة هي كيان علمي وبحثي حكومي، تأسس عام 2010، يختص بشؤون الطاقة الذرية والمتجددة في المملكة والمساهمة في تنمية المملكة، من خلال إجراء الأنشطة البحثية والتطبيقية، وإدخال تقنيات الطاقة الذرية السلمية على المستوى الوطني، وإعداد مزيج طاقة وطني متوازن، ودعم البرامج والشراكات البحثية والعلمية، إضافة لتطوير القدرات البشرية اللازمة في قطاعي الطاقة الذرية والمتجددة وتوطين المنتجات الصناعية الناتجة عنه.
اقرأ أيضاً: السعودية تؤسس لشراكة فاعلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتضع الحليف الأمريكي أمام مسؤولياته
مبادرات عديدة أطلقتها المدينة لدعم تنمية المهارات الوطنية، وتعزيز جاهزية الكفاءات المحلية في قطاعات الطاقة بما يتماشى مع رؤية 2030، منها المشروع الوطني للطاقة الذرية الذي تم إطلاقه عام 2017، ويتكون من المفاعلات النووية الكبيرة التي تساهم في دعم الحمل الأساسي في الشبكة الكهربائية على مدار السنة، والمفاعلات النووية المدمجة الصغيرة التي تسهم في تأمين متطلبات تحلية المياه والتطبيقات الحرارية المختلفة من الصناعات البتروكيميائية، ودورة الوقود النووي الذي يسهم في تأهيل كفاءات وطنية مختصة في استكشاف وإنتاج اليورانيوم، إضافة لهيئة الرقابة النووية والإشعاعية التي تشرف على تنفيذ جميع مكونات المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة.
كما أطلقت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة مبادرة المركز الوطني لبيانات الطاقة المتجددة، الذي يعمل على تزويد المستثمرين والباحثين ومطوري التقنيات بالبيانات اللازمة للقيام بمهامهم المختلفة، وتوفير أدوات المحاكاة والتنبؤ للطاقة المتجددة، إضافة لبرنامج توطين تقنيات الطاقة المتجددة الذي يهدف لتسريع نمو القطاع الخاص المحلي ودعم الشركات المحلية لتطوير منتجات وتطبيقات وخدمات في مجال الطاقة المتجددة.
أما مبادرة تأهيل رأس المال البشري فتعمل على التعاون مع مختلف شركاء العمل داخل المملكة ومع المؤسسات الدولية الرائدة، لاستقطاب القوى العاملة ودعم تطوير نظام التعليم البيئي وتوطين التكنولوجيا ونقل المعرفة من خلال بناء الكوادر البشرية، في حين تهدف مبادرة معرض مشكاة التفاعلي للتعريف العائلات والطلاب والطالبات على مدار العام الدراسي بالمعلومات الخاصة بالطاقة الذرية والمتجددة، حيث أطلقت ضمن هذا المعرض هذا العام فعالية ” مستدامة” تحت شعار “نحو مستقبلٍ أخضر”، لتقديم تجربة تعليمية تفاعلية تجمع بين المتعة والمعرفة لتعزيز وعي جميع أفراد الأسرة بأهمية الطاقة المستدامة ودورها في بناء مستقبل أخضر وصديق للبيئة.
اقرأ أيضاً: مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: مستقبل متقدم للمملكة!
ومع استمرار قيام مدينة الملك عبدالله للطاقة بتطوير القدرات البشرية في قطاع الطاقة، ودعم المؤسسات التعليمية وتبادل الخبرات على المستوى الوطني، فهي تحرص أيضاً على تبادل المعرفة والخبرات على المستوى الدولي، حيث قدمت خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي حول إدارة المعارف النووية وتنمية الموارد البشرية، ورقة علمية حول استراتيجيات مبتكرة لنقل المعرفة النووية إلى الدول الناشئة، وتطوير استراتيجيات فعالة لسد الفجوة المعرفية النووية، والتي من شأنها تمكين هذه الدول من الاستفادة من التقنيات النووية لتلبية احتياجاتها المتنامية للطاقة.
يذكر أن مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة أطلقت جائزة “مستكشفو طاقة المستقبل”، التي تهدف لتقديم برنامج متكامل لتزويد الطلبة الفائزين بمخزون علمي يؤهلهم للمشاركة في المسابقات المحلية والعالمية، وبحوث وابتكارات متميزة ومتنافسة في مجالات الطاقة المستدامة.