تتبنى المملكة العربية السعودية رؤية إنسانية متكاملة تجمع بين الرعاية الصحية والتعليمية، وتحرص على دعم الأطفال خاصة الذين يواجهون تحديات صحية حرجة مثل الإصابة بالسرطان.
وفي إطار التزامها بتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، والتي تركز على تحسين جودة الحياة وتمكين الإنسان، برزت مبادرات مبتكرة لدعم الأطفال المرضى، وضمان عدم انقطاعهم عن التعليم وتعزيز صحتهم النفسية خلال رحلة العلاج.
وتعد شراكة مجموعة روشن وهي إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة مع جمعية سند في مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال نموذجاً ملهماً لهذا النهج التكاملي.
دعم الأطفال في بيئة متكاملة
يعتبر مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال واحداً من الركائز الأساسية في تقديم الرعاية الخاصة بأطفال السرطان في السعودية، ولا يقتصر دوره على تقديم العلاج الطبي، بل يمتد ليشمل توفير بيئة داعمة من الناحية التعليمية والنفسية.
وفي السياق برز دور البرامج المبتكرة والتي تحمل أهدافاً تنسجم مع الجهود التي يبذلها المركز والقائمون عليه، في إطار دعم الأطفال المصابين بالسرطان، ومن أمثلتها برنامج سند التعليمي، وهو برنامج يتولى تحويل فترة العلاج إلى فرصة للتعلم والنمو الشخصي، بدلاً من أن تكون مرحلة المرض انقطاعاً عن الحياة الطبيعية.
اقرأ أيضاً: باستخدام الروبوت الجراحي: استئصال ورم من رئة سبعيني بالسعودية
جسر بين العلاج والتعليم
عملت جمعية سند منذ تأسيسها على دعم الأطفال المصابين بالسرطان بالإضافة إلى أسرهم، من خلال مجموعة من البرامج التي تركز على الجوانب النفسية والتعليمية، وتشمل هذه البرامج توفير المناهج الإثرائية وهي مصممة خصيصاً لتتناسب مع الحالة الصحية للأطفال المستهدفين.
وتشمل الأنشطة التي ضمها البرنامج، تقديم مجموعة من الدروس الفردية وأخرى جماعية داخل المركز وخارجه، باستخدام أساليب تعليمية مرنة، كذلك يتم تطبيق العلاج الترفيهي عبر مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي تحسّن المزاج وتنمي المهارات الإبداعية عند أطفال الأورام، بالإضافة إلى تدريبهم على المهارات الحياتية التي تعزز ثقتهم بأنفسهم وتزيد من قدرتهم على التعامل مع التحديات.
استثمار في مستقبل الأطفال
تحركت مجموعة روشن في شراكتها الحالية مع جمعية سند انطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية نحو أطفال الأورام، وعملت من خلال هذه الشراكة على توفير بنية تحتية تعليمية، شملت فصولاً دراسية مجهزة بالموارد التعليمية والتقنيات المتطورة.
من جانب آخر عملت على تأمين الكوادر المؤهلة من المعلمين المتخصصين في التعامل مع الأطفال المرضى بما يضمن مراعاة احتياجاتهم الفردية.
كذلك يحصل الأطفال المستفيدون من البرنامج على الدعم النفسي المدمج، والذي يدمج مابين الأنشطة الترفيهية والتعليمية، ما يقلل نسب التوتر الناجمة عن جلسات العلاج الكيميائي الطويلة.
أيضاً يشمل البرنامج إطلاق حملات توعوية وتثقيفية خلال الشهر الكريم بما يعكس قيم التضامن المجتمعي في مواجهة مثل هذه الحالات.
اقرأ أيضاً: من هي الدكتورة خولة الكريع؟ قصة باحثة سعودية تحدث ثورة في مجال أبحاث السرطان
توازن نفسي وتحصيل أكاديمي
وتأتي المبادرة الحالية انسجاماً واستجابة مع نتائج الدراسات التي تشير إلى أن استمرار التعليم خلال العلاج يلعب دوراً حاسماً في تعزيز المرونة النفسية عند الأطفال، الذين سيشعرون بالطمأنينة عند محافظتهم على روتين التعلم، ما يقلل من مشاعر القلق والاغتراب لديهم، ويسهل عودتهم إلى المدارس بعد انتهاء رحلة العلاج، ما يسهل اندماجهم بعد التعافي ويسد الفجوات التعليمية بينهم وبين أقرانهم.
وتتجسد في هذه المبادرة مبادئ رؤية المملكة 2030 في التعاون بين القطاعين العام والخاص لخدمة المجتمع، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ لا تقف جهود السعودية عند حدود علاج المرضى، بل تمتد لتمسح دموع الخوف من المستقبل عبر تمكين الأطفال من التعليم، وهو ما جاءت به شراكة روشن مع سند عبر تحويل التحديات إلى فرص، والاستثمار في في بناء مجتمع متكامل، يقدر قيمة كل فرد فيه، مهما كانت ظروفه.
اقرأ أيضاً: إليك ما ينصح به خبراء التغذية لصحة أفضل عام2025