في خطوة أثارت استياءً واسعاً على الصعيد العربي، صدرت تصريحات من الكيان الإسرائيلي تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، ما أثار ردود فعل غاضبة من عدة دول عربية، معتبرةً هذه التصريحات استفزازية وغير مقبولة وتشكل اعتداءً على سيادة المملكة العربية السعودية.
وعبر تعليقها على هذا الأمر، أعربت مصر عن رفضها القاطع لهذه التصريحات، معتبرةً أنها تتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن هذه التصريحات تشكل تعدياً واضحاً على سيادة المملكة، مشددةً على أن أمن السعودية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي، وأضاف البيان أن مصر لن تقبل بأي شكل من الأشكال المساس بسيادة المملكة، محذرةً من العواقب الخطيرة لمثل هذه التصريحات التي قد تزيد من التوترات الإقليمية.
كما أبدت دولة الإمارات العربية المتحدة استنكارها الشديد لهذه التصريحات، ووصفتها بأنها غير مسؤولة ومستفزة، وعبَّر وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر عن تضامن بلاده الكامل مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن أي محاولة للتعدي على سيادتها مرفوضة تماماً، وأضاف أن الإمارات تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وترفض أي محاولات لتهجيره أو المساس بحقوقه الثابتة، داعياً إلى وقف الأنشطة الاستيطانية التي تؤثر سلباً على الاستقرار الإقليمي وتعيق فرص تحقيق السلام.
اقرأ أيضاً: بن فرحان: قيام دولة فلسطين لا يشترط قبول الكيان
في السياق نفسه، عبرت وزارة الخارجية الفلسطينية عن إدانتها لهذه التصريحات، ووصفتها بأنها تنطوي على تحريض واضح ضد المملكة العربية السعودية، كما اعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وأكدت فلسطين موقفها الداعم للمملكة في مواجهة أي تهديدات أو ضغوط، مشيرةً إلى أن هذه التصريحات الإسرائيلية تأتي في سياق محاولات لتشويه المواقف العربية الداعمة للحقوق الفلسطينية.
السودان أيضاً عبّر عن رفضه المطلق لهذه التصريحات، مؤكداً أن الحديث عن إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة المملكة، كما أنه يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية، وشددت الخارجية السودانية على موقفها الثابت في دعم الحقوق الفلسطينية، مؤكدةً أن أي محاولات لفرض حلول غير عادلة على حساب سيادة الدول العربية مرفوضة جملةً وتفصيلاً.
اقرأ أيضاً: الجامعة العربية: بهذا الشكل نقطع الطريق على تهجير غزة
وفي السياق ذاته، جاء رد البرلمان العربي شديد اللهجة، حيث أكد رئيسه محمد بن أحمد اليماحي رفض البرلمان القاطع لمثل هذه التصريحات، معتبراً أنها تتعارض مع القرارات الدولية وتمثل استفزازاً غير مبرر، وحذَّر من أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى تأجيج التوترات في المنطقة، مؤكداً أن السعودية تتمتع بسيادة لا يمكن المساس بها، وأن استقرارها يمثل جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
بالمحصلة، فإن هذه التصريحات الإسرائيلية لم تلاقِ إلا رفضاً قاطعاً من الدول العربية، التي أكدت على وحدة موقفها في الدفاع عن سيادة المملكة العربية السعودية، ورفض أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، كما أكدت الدول العربية في مواقفها أن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها إلا وفقاً للشرعية الدولية، من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يتطلب التزاماً دولياً واضحاً لمنع أي محاولات لفرض حلول تتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
اقرأ أيضاً: السعودية تدين حرق مستشفى كمال عدوان في غزة
هذا وكان قد شدد كل من أحمد أبو الغيط ومحمد مصطفى على أهمية التمسك بالحقوق الفلسطينية الأساسية، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، ورفض أي محاولات تهدف إلى فرض أمر واقع جديد ينتقص من حقه في تقرير مصيره، وخلال اجتماع، قدم رئيس الوزراء الفلسطيني عرضاً مفصلاً حول الخطط الحكومية الرامية إلى التعامل مع التحديات الحالية، لا سيما فيما يخص الإغاثة العاجلة وإعادة الإعمار التدريجي للقطاع، كما أكد على ضرورة ترسيخ وقف إطلاق النار كخطوة أولى، لما لذلك من دور في منع أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة.