قدم بايرن ميونخ موسماّ ممتازاً حتى هذه اللحظة مع مدربه الجديد فينسنت كومباني، تسعة أهداف افتتح فيها مشواره في بطولة دوري أبطال أوروبا أمام الفريق الكرواتي دينمو زغرب، برباعية هاري كين والأهداف الخمسة الباقية لرفاقه الآخرين، بالإضافة لمستواه المميز جداً في بطولة البوندسليغا “الدوري الألماني” رباعيات وخماسيات تتكرر مع كل مباراة يلعبها الفريق الألماني باختلاف الخصم كل مرة وباختلاف الملعب أيضاً، حيث لا تهتم الكتيبة الحمراء بقيادة الشاب البلجيكي باختلاف الملعب أو أجواء المباراة.
خاض بايرن ميونخ موسماً متواضعاً الموسم الماضي مع المدرب الألماني توماس توخيل، خسر سباق الدوري الألماني لصالح المنتعش بالأفكار العصرية “ليفركوزن” الذي يقوده الشاب تشابي ألونسو، كما أنه ودع بطولة كأس ألمانيا بطريقة غريبة استاء منها جماهير البافاري وكانت هي الشعلة التي بدأت موجة الغضب على الإدارة، وما زاد الطين بلة، خسارة الفريق لآخر بطولة كان ينافس عليها في موسمه ذاك، وهي بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث ودع البطولة أمام العنيد ريال مدريد من قلب البيرنابيو.
لكن بعد موسمي التخبط، يبدو أن البايرن حالياً يعيش فترة رخاء على المستوى الفني وعلى كل المستويات أيضاً، الفريق يمر بحالة ثبات كبيرة، ويحقق نتائج جيدة في أول موسم له مع المدرب “فينسنت كومباني” الذي يعد مدرباً جديداً على الساحة التدريبية، بخبرة تدريبية اقتصرت على تدريب فريق “بيرنلي” الإنجليزي فقط.
هنا يقف الجمهور وكل متابعي بايرن ميونخ للسؤال، ما الذي حصل؟ أو ما الذي أضافه كومباني ليظهر البايرن بكل هذه القوة، النقلة النوعية التي حصلت مع فريق بايرن ميونخ، حصلت بسبب تغيير أسلوب جذري للفريق، انتداب أسماء أثرت جداً على شكل الفريق الألماني وأصبح الفريق يمتلك معدلات تسجيل أكبر خاصةً في المباريات الكبيرة، هاري كين حصل على جائزة الحذاء الذهبي عن الموسم الماضي، وقدم مستويات ممتازة أيضاً في بطولة الدوري الألماني صناعةً وتسجيل تحت قيادة الألماني المخضرم توماس توخيل، توظيف هاري كين كلاعب مهاجم وهمي في عمق هجوم بايرن ميونخ مع أجنحة فعالة جداً هجومياً هو العامل الرئيسي الذي ساهم بظهور هاري كين بهذه الجودة الكبيرة.
اقرأ أيضاً: دوري روشن يبدد أحلام نجوم أوروبا!
يُعتبر هاري كين أحد أفضل اللاعبين في إنهاء الهجمات. يمتاز بالدقة العالية في التسديد بالقدمين، سواء داخل أو خارج منطقة الجزاء. قدرته على التسجيل من مختلف الزوايا والمسافات تجعله خطيراً أمام المرمى، كين يتقن اللعب بالرأس، سواء في إنهاء الهجمات أو في تقديم التمريرات الرأسية. يبلغ طوله 188 سم مما يساعده على الفوز بالكرات الهوائية وتسجيل الأهداف من الركنيات أو الكرات العرضية، على الرغم من أنه مهاجم صريح، يتميز كين بمهارات تمرير رائعة وقدرة على صناعة الأهداف. يتمتع برؤية ممتازة للميدان ويسهم في تحريك الهجمات من العمق، وغالباً ما يسحب المدافعين ليترك مساحات لزملائه، يتمتع الإنجليزي بذكاء تكتيكي كبير، يجعله يعرف متى يتحرك ومتى يبقى في مكانه ليكون متاحاً للتمريرات. تحركاته بدون كرة تخلق مساحات لزملائه، مما يجعله مهاجماً خطيراً حتى عندما لا يكون لديه الكرة، وقدرة رائعة على التسديد من خارج منطقة الجزاء. غالباً ما يحاول التسديد من مسافات بعيدة بدقة عالية وقوة، وهو ما يجعله قادراً على تسجيل أهداف مذهلة.
يُعتبر كين قائداً داخل الميدان بفضل ثباته النفسي في المواقف الحاسمة. غالباً ما يتحمل المسؤولية، سواء في المباريات المهمة أو عند تسديد ركلات الجزاء، مما يجعله قائداً طبيعياً في الفريق، كين يتمتع بقدرة على المشاركة في الأدوار الدفاعية، حيث يساعد زملاءه في الضغط على الفريق المنافس واسترجاع الكرة. يتميز كذلك بلياقة بدنية عالية تمكنه من تقديم أداء مستدام على مدار المباراة.
هذه الصفات تجعل من هاري كين أحد أفضل المهاجمين الشاملين في العالم، القادرين على التسجيل وصناعة اللعب بنفس الكفاءة، لذلك يجد الكثيرين أن عملية الإستفادة التي حصلت من قدوم هاري كين، كانت هي الكرزة التي توجت عمل فينسيت كومباني مع الفريق الأول، ويامل مشجعو بايرن ميونح أن تكون عملية الإستفادة هذه مستدامة، وأن يحصل الفريق على أكبر فائدة ممكنة من وجود الإنجليزي المميز معهم لأطول فترة ممكنة، أن يكسر هاري كين النحس الذي رافقه طيلة مسيرته بعدم تحقيقه لأي بطول رسمية في عالم كرة القدم.
اقرأ أيضاً: كلاسيكو السعودية بين الهلال والاتحاد…حقائق مميزة