تعد شركة الإلكترونيات المتقدمة (Advanced Electronics Company – AEC)، إحدى الشركات الرائدة التابعة للشركة السعودية للصناعات العسكرية، ركيزة أساسية في تطوير وتوطين الصناعات التقنية والمتطورة داخل المملكة العربية السعودية.
وقد نجحت الشركة عبر أكثر من ثلاثة عقود في بناء سمعة متميزة كمزود موثوق لحلول الدفاع، الفضاء، الاتصالات، الطاقة، والأمن السيبراني، مع تحقيق معدل إنجاز 100% في تنفيذ مشاريعها.
ولا يقتصر دور الشركة على تقديم خدمات متقدمة فقط، بل تعدت لتكون شريكًا استراتيجيًّا للحكومة في دعم التحول الرقمي، وزيادة المحتوى المحلي، وتوفير الحلول الذكية التي تواكب أهداف رؤية المملكة 2030.
نبذة عن شركة الإلكترونيات المتقدمة
تأسست شركة الإلكترونيات المتقدمة عام 1988 كشركة متخصصة في مجال الإلكترونيات الدفاعية والطيران، حيث بدأت أعمالها بتقديم حلول في الملاحة الجوية، الحرب الإلكترونية، وأنظمة القيادة والسيطرة.
ومع مرور الوقت، واكبت الشركة التحول التكنولوجي السريع، وأطلقت عدة وحدات استراتيجية أسهمت في توسيع نطاق خدماتها، حيث أطلقت 1995 وحدة الاتصالات وتقنية المعلومات، لتوفير حلول شاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وإنشاء مراكز البيانات، وتكامل الأنظمة.
وفي عام 2005 توسعت أعمالها بتأسيس وحدة الطاقة، والتي تركز على الشبكات الذكية، العدادات الذكية، وتقنيات الطاقة المتجددة.
واستكمالاً لهذا المسار، أسست في 2015 وحدة الأمن السيبراني، بهدف توفير حلول أمنية متطورة لحماية البنية التحتية الرقمية وتعزيز جاهزيتها في مواجهة التحديات المستقبلية.
رؤية الشركة واستراتيجيتها
تسعى شركة الإلكترونيات المتقدمة إلى أن تكون المزود الرائد للحلول التقنية في المنطقة، من خلال الاعتماد على الابتكار، الكفاءة، والشراكات الاستراتيجية.
وتعمل الشركة على تطوير وتنويع الخدمات والمنتجات التي تقدمها الشركة، من خلال مواءمة استراتيجيات العمل مع أولويات عملائها، إضافة إلى بناء شراكات طويلة الأمد، وتمكين القوى العاملة الوطنية بأعلى معايير الأخلاقيات والاحترافية.
وتعتمد شركة الإلكترونيات المتقدمة في استراتيجيتها على التركيز على جوهر الأعمال، مع تمديد خدماتها إلى مختلف القطاعات والعملاء من خلال الشراكات الاستراتيجية والتكامل بين الوحدات.
وساعد هذا النهج في تحقيق التميز التشغيلي، ورفع مستوى الأداء، وتقديم حلول مخصصة تتجاوز توقعات العملاء، وكجزء من هذا النهج، أطلقت الشركة برنامج “التميز التشغيلي” (Operational Excellence Program)، وهو برنامج استراتيجي متعدد المشاريع يهدف إلى تحسين العمليات الحالية، وتسريع وتيرة التطوير، وتعزيز سلسلة القيمة، وذلك من خلال دعم الإبداع والابتكار، تعزيز التحسين المستمر، تطوير إدارة المعرفة، وتهيئة بيئة عمل داعمة، مما يسهم في تحقيق استدامة الأداء والتنافسية العالية.
اقرأ أيضاً: شركة “اردارا”.. وجه جديد لتنمية عمرانية مستدامة في السعودية
الجودة والشهادات الدولية
تضم الشركة قسمًا متخصصًا للصيانة والإصلاح يقدم خدمات تقنية متنوعة، من خلال مركز صيانة إلكترونيات حديث بمساحة 2,725 متر مربع، مجهز بغرف معقمة ومعتمة، وأحدث أدوات الفحص والإصلاح.
كما يوفر القسم خدمات ميدانية عبر فريق عمل مؤهل يعمل في جميع مناطق المملكة، تشمل فحص وتحليل الأعطال، الإصلاح بكافة مستوياته، تركيب ودمج مشبهات الطائرات، تعديلات وتحديثات الأنظمة، التدريب التقني للعملاء، إلى جانب الخدمات اللوجستية.
وتحرص شركة الإلكترونيات المتقدمة على تطبيق أفضل الممارسات العالمية في الجودة، وتحقيق معايير دولية تضمن استمرارية التميز ورضا العملاء.
وقد حازت الشركة على مجموعة من الشهادات المرموقة، بما في ذلك ISO 9001، AS 9100، وAS 9110، إلى جانب نظام إدارة أمن المعلومات ISO/IEC 27001:2022 وتصنيف الأعمال الإلكترونية من الحكومة السعودية.
كما حصلت على شهادة هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، وجائزة الملك عبدالعزيز للجودة، إضافةً إلى الشهادة البلاتينية لتميز الموردين من شركة Raytheon، وترخيص “سري للغاية” من وزارة الدفاع السعودية، فضلاً عن تحقيق المستوى المتقدم في تقييم SIRI ضمن برنامج مصانع المستقبل.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية “سمة”؟
الجوائز والعلاقات الاستراتيجية
حققت شركة الإلكترونيات المتقدمة العديد من الجوائز المحلية والدولية التي تعكس مكانتها في السوق العالمي، حيث نالت جائزة الملك عبدالعزيز للجودة (KAQA) تقديراً لتميزها في الأداء، كما حصلت على جائزة بوينج لأفضل مورد لعام 2015، وجائزة EPIC كأفضل مورد لشركة رايثيون لعام 2017، إضافةً إلى جائزة LinkedIn لأفضل بيئة للتعلم، وجائزة SHRM الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال استقطاب المواهب، مما يعكس التزامها المستمر بالابتكار والتميز التشغيلي.
وتسعى شركة الإلكترونيات المتقدمة إلى دعم أهداف رؤية المملكة 2030 عبر تعزيز توطين التصنيع العسكري بنسبة 50%، وتحقيق نسبة توطين تجاوزت 80% في الوظائف، إلى جانب المساهمة في إنتاج 58.7 جيجاوات من الطاقة المتجددة، وتسريع التحول الرقمي وتبسيط عمليات الحوكمة الإلكترونية، بالإضافة إلى تحسين كفاءة وجودة الخدمات الصحية الإلكترونية، مما يدعم التحول الاقتصادي والتنموي المستدام في المملكة.
في الختام، على مدى ثلاثة عقود، واصلت شركة الإلكترونيات المتقدمة استثمارها في الابتكار وتنمية الكوادر الوطنية، مما رسّخ دورها كركيزة أساسية في تعزيز مكانة المملكة في مجالات التكنولوجيا الدفاعية، التحول الرقمي، والطاقة المتجددة.
ومن خلال هذه الجهود، لا تسهم الشركة فقط في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، بل تساهم أيضاً في ترسيخ مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة للابتكار والصناعة التقنية.