الكرم الشمالي، عنوان عادات الشمال في المملكة، ناهيك عن مهارة أهل الشمال بالحرف اليدوية والتمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة عبر الأجيال، كما أن الشمال موطن للعديد من العائلات السعودية الأصيلة ذات التاريخ العريق، وأهل الشمال في السعودية هم سكان المنطقة الشمالية المميزة بمدن مثل: عرعر ورفحاء وطريف، كلها ذات موقع استراتيجي قريب من الحدود ما يعتبر عامل بارز في تكوين العادات والتقاليد ورسم ثقافة المنطقة.
بثقافتهم البدوية وهويتهم السعودية ما هي أبرز نشاطات أهل الشمال في المملكة؟
العادات المتبعة من قبل أهل الشمال
للطابع البدوي انعكاس مهم و تأثير واضح على عادات أهل الشمال، حيث يحرصون على التمسك بعادات مثل الضيافة الكريمة والكرم، ويظهر هذا التأثير في اللباس التقليدي مثل، البشت والذي يعكس فخرهم بالتراث المحلي، وطريقة التحية والاستقبال.
كما أن عادات أهل الشمال في السعودية لها خصوصية وعمق معين بفعل ارتباطها بالثقافة البدوية والتقاليد الأصيلة، حيث يعد استقبال الضيوف جزءاً مهماً من العادات اليومية.
ناهيك عن الأكل التقليدي الذي يعد في المناسبات الاجتماعية مثل، الكبسة والمرق، كذلك يشتهرون بالعديد من التقاليد الخاصة في شهر رمضان، ومن أبرز الطقوس التي يقوم بها أهل المنطقة:
التقريش
تعد من أقدم العادات، بدأت منذ سنوات طويلة ومازالت مستمرة حتى اليوم. يجتمع بها أفراد العائلات في آخر يوم من شهر شعبان ويقيمون وليمة كبيرة قبل حلول شهر رمضان، حيث تتزين الموائد بأشهى المأكولات والحلويات الشعبية التي تتميز بها المنطقة، لتكون بمثابة توديع للأيام عادية للاستعداد لأجواء الصيام والعبادة في الشهر الفضيل.
زينة رمضان وعشاء “الصدقة”
مع حلول شهر رمضان، تستعد الفتيات في منطقة الشمال مثل باقي مناطق المملكة على ارتداء الملابس التراثية والجلابيات، بالإضافة إلي النساء الأكبر سناً وذلك كجزء من التقاليد الرمضانية التي تظهر البهجة والاحتفاء بقدوم الشهر الكريم.
وعشاء الصدقة، من أهم عادات قبائل شمال المملكة في رمضان، وهو وليمة تقيمها بعض الأسر خلال ليالي رمضان بنية الصدقة عن موتاهم.
الطعمة
وتعتبر من العادات الرمضانية المتجذرة بين أهالي منطقة الحدود الشمالية، تنم عن تبادل وجبات الإفطار والأطباق الشعبية بين الجيران والأصدقاء، تعد هذه العادة رمز للتكافل الاجتماعي.
دورية الفطور
تعتبر هذه العادة من أبرز التقاليد الاجتماعية التي تعزز من أواصر التكافل والتواصل بين العائلات، يتم تنظيم إفطار جماعي تدعو إليه الأسر بشكل دوري طوال شهر رمضان، وكل بيت يتكفل بتحضير مائدة الإفطار ليوم واحد، ما يساهم في تقليل الأعباء المالية على الجميع.
اقرأ أيضاً: «شذرات من الفلكلور»: معرض يُعيد تعريف التراث بلغة الفن
أكثر ما يشتهر به الشمال “فن السدو الشمالي”
عبارة عن تقليد قديم في صناعة النسيج يعتمد على الأشكال الهندسية البسيطة والتكرارية. يستخدم أهل الشمال تقنيات السدو لصنع العديد من المنتجات مثل الأغطية والحقائب والسجاد، من خلال الاستعانة بخيوط الصوف أو الوبر أو القطن.
يتميز بألوانه الزاهية التي تعكس البيئة الطبيعية في المنطقة الشمالية، حيث تميل الألوان إلى التدرجات الحمراء والبنية مع لمسات من الأبيض والأسود، وهو حرفة تحتاج إلى الدقة والصبر والإبداع. وباستخدامه بتصميم المنتجات العصرية، يتم الحفاظ على هذا التراث ونقله للأجيال القادمة.
اقرأ أيضاً: ابيولنت: جذور التراث تُنبت ديكور الحاضر
عادات الزواج السائدة قديماً في الشمال وحتى اليوم
من أكثر العادات المنتشرة عند بعض قبائل أهل الشمال ما يحدث عند عقد القران (الملكة)، يجتمع أهل العروس والعريس يحتفلون بهذه المناسبة بالغناء والأهازيج الشعبية، لكن من دون حضور العروس لأن حضورها يعتبر عيباً ومستنكراً آن ذاك من باب زيادة الحياء كما كان المعتقد سابقاً.
وما زالت بعض هذه القبائل رغم تطورها ودخول بناتها الجامعات إلا أنها فتياتها لا تذهبن إلى مقر الاحتفال على الرغم من أنهن يلبسن فستان الزفاف الأبيض وتذهبن إلى تصفيف شعورهن، ومازلن يفضلن ركب الهودج على الرغم من وجود السيارات.
ومن ضمن هذه العادات أيضاً أنهم يقيمون احتفالاتهم بالزواج لمدة ثلاثة أيام بلياليها، ولا تذهب الفتاة مع زوجها إلا في اليوم الثالث، حيث يذهب العريس والعروس أول ليلة زواج ويبيتان بالخلاء لمدة ثلاثة أيام وبعد تلك الأيام يعودان إلى بيتهما.
ختاماً، عادات الشمال عادات بدوية خالصة أصيلة ومتجذرة ومتعلقة بتراث البادية وتقاليدها، ومتمسكة بهويتها السعودية، مع مواكبة أهالي الشمال لركب التطور إلا أنهم مازالوا متجذرين بتراثهم وأصالتهم، وهذا ما يميزهم ويفردهم عن غيرهم من سكان المملكة.
اقرأ أيضاً: 52 لهجة محلية موثقة.. إنها تراث المملكة