تحت أضواء ملعب هارد روك في ميامي، يستعد الهلال السعودي لخوض واحدة من أصعب المواجهات في مسيرته، حين يلتقي بطل أوروبا ريال مدريد في الجولة الافتتاحية من كأس العالم للأندية. المشهد الذي ينتظره الملايين حول العالم ليس مجرد مباراة عادية، بل اختبار حقيقي لإرادة الفريق السعودي الذي يحمل بين طياته سجلاً حافلاً بالانتصارات في المباريات الافتتاحية للبطولة.
منذ أن خطا الهلال أولى خطواته في بطولة العالم للأندية عام 2019، كتب فصلاً مميزاً في تاريخه. كانت البداية بانتصار متقن على الترجي التونسي بهدف نظيف سجله بافيتيمبي جوميز، ليرسم أولى معالم هذه المسيرة. رغم الخسارة لاحقاً أمام فلامنجو ثم مونتيري، إلا أن الهلال أثبت أنه ليس فريقاً يسهل تجاوزه من أول منعطف.
وفي نسخة 2021، جاء الرد قوياً وساحقاً. ستة أهداف نظيفة في شباك الجزيرة الإماراتي، سجلها ستة لاعبين مختلفين، كانت رسالة واضحة بأن الهلال قادر على صنع الفرح الجماعي. لكن كرة القدم لا تعرف الرحمة، فبعد هذا العرض المبهر، جاءت خيبة الأمل أمام تشيلسي والأهلي لتحرم الفريق من الصعود إلى المنصة.
ربما تكون مشاركة 2022 الأكثر إثارة في ذاكرة الجماهير. بدأت بركلات ترجيح درامية أمام الوداد المغربي بعد وقتٍ إضافي مجهد، ثم جاء الانتصار العريض على فلامنجو في نصف النهائي ليضع الهلال على أعتاب المجد. لكن ريال مدريد كان حجر العثرة في النهائي، حيث انتهت المواجهة بنتيجة غزيرة الأهداف لصالح الملكي.
ريال مدريد والهلال: مواجهة عمالقة خط الهجوم
تتصاعد حرارة المنافسة بين نجمين من طراز فريد. من جهة، يقف كيليان مبابي Kylian mbappé، الوافد الجديد إلى ريال مدريد، حاملاً معه سجلاً تهديفياً مذهلاً وأرقاماً خيالية تجعله أحد أخطر المهاجمين في العالم. ومن الجهة المقابلة، يتربص ألكسندر ميتروفيتش Aleksandar Mitrović، هداف الهلال وصانع أفراح جماهيره، مستعداً لإثبات أن قيمته الحقيقية تتجاوز بكثير الأرقام المكتوبة في السوق.
يأتي مبابي إلى هذه المواجهة بموسم قوي، حيث سجل أكثر من 40 هدفًا بين النادي والمنتخب، محققاً حضوراً لافتاً في كل مباراة يخوضها. لكن ميتروفيتش، رغم قيمته السوقية المتواضعة مقارنةً بمنافسه الفرنسي، يمتلك أسلوباً مختلفاً في فرض نفسه داخل منطقة الجزاء، حيث تحول إلى عائق حقيقي أمام أي دفاع بفضل قوته البدنية وحسه التهديفي الحاد.
اقرأ أيضاً: الهلال بضغط من أجل الحصول على نجم الاتحاد قبل كأس العالم للأندية
هذه المواجهة ليست مجرد صراع بين لاعبين، بل هي اختبار لإرادة فريقين يسعيان لتحقيق حلم التأهل إلى المراحل المتقدمة. جماهير الهلال تتطلع إلى أن يكون ميتروفيتش بطلاً جديداً يضيف إلى سجل الفريق إنجازاً غير مسبوق، بينما ينتظر عشاق ريال مدريد من مبابي أن يكون السلاح السري الذي يحسم المعركة لصالحهم.
اقرأ أيضاً: مع النصر: من هي الأندية السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا 2!
سيموني إنزاغي يتجهز لمواجهة ريال مدريد
في أجواء تركيز شديد، اختتم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال تدريباته التحضيرية في ولاية فرجينيا الأمريكية، حيث ركز الجهاز الفني على صقل الجوانب البدنية والفنية للاعبين عبر سلسلة من التمارين المكثفة بالكرة.
وتستمر خطة التحضيرات بانتقال الفريق إلى ميامي مساء اليوم، بعد خوضه لآخر جلسة تدريبية في واشنطن عند الثالثة عصراً. ومن المقرر أن يصل الفريق السعودي إلى مقر إقامته في العاشرة مساءً، لبدء الاستعدادات النهائية للمواجهة المرتقبة.
ويترقب الجميع المؤتمر الصحفي للمدرب الإيطالي سيموني إنزاغي المقرر عقده في السابع عشر من يونيو الجاري، والذي سيسبق المواجهة الكبيرة ضد العملاق الإسباني ريال مدريد ضمن منافسات المجموعة الثامنة لكأس العالم للأندية.
ويواجه الهلال تحدياً ثلاثياً في هذه البطولة العالمية، حيث ينتظره مواجهات صعوبة أمام أندية سالزبورغ النمساوي وباتشوكا المكسيكي بجانب المواجهة المصيرية مع الفريق الملكي. وتأتي هذه المشاركة العالمية تتويجاً للمسيرة الناجحة للنادي السعودي على الصعيدين المحلي والقاري.