من قلب السعودية، حيث يتلاقى الطموح الصناعي مع الرؤية الوطنية، ويعانق الحلم السعودي السماء. من هنا أشرقت فكرة مشروع قرية الصيانة والطائرات. ذلك الحلم الذي يترجم اليوم إلى خطوات عملية تُضيف إلى قطاع الطيران السعودي. ففي هذه القرية لا تُلبي احتياجات الصيانة فقط، بل يصنع الحاضر وتكبر الرؤية للمستقبل.
في هذا المشروع، تتحول الطائرات من مجرد وسائل نقل إلى رموز صناعية للتطوير والابتكار، تبرز فيها المهارات السعودية، وتروي قصة تَحول المملكة إلى لاعب محوري في صناعة الطيران والصيانة في الشرق الأوسط. في هذا المقال سنتعرف على التفاصيل.
إنشاء قرية الطائرات في السعودية وتجمع صناعات الطيران
أعلنت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” في 25 فبراير، عن إطلاق تجمع صناعات الطيران في “واحة مدن” بجدة على مساحة 1.2 مليون متر مربع، بهدف توطين التقنيات المتقدمة وتمكين سلاسل إمداد قطاع الطيران. وأوضح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج، أن المشروع يتضمن مركز دفع نفاث حديث يعزز قدرة “السعودية لهندسة الطيران” على خدمة محركات الطائرات العريضة والضيقة البدن من الجيل الجديد.
يقع المشروع بالقرب من مطار الملك عبدالعزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي، ويشمل إنشاء مصانع جاهزة بمساحات متنوعة لدعم صناعة الطيران وتقديم خدمات صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات (MRO)، إلى جانب إطلاق مبادرات المناطق اللوجستية الخاصة التي توفر إعفاءات ضريبية لمدة 50 عاماً، فضلاً عن وجود مركز موحد لاعتماد عمليات التصنيع والإصلاح والتوزيع التجاري.
التشغيل الفعلي لقرية الطائرات في السعودية قد بدأ
بدأت المملكة في التشغيل الفعلي لمراحل مشروع القرية المتخصصة في صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات وذلك في مدينة جدة. بعد أن تم الانتهاء من إنشاء بعض المرفق المتعلقة بالمشروع آنف الذكر، على أن يتم استكمال باقي المراحل خلال العام المقبل.
يندرج مشروع قرية الطائرات ضمن استثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي في شركة “سعودية تكنيك” أو ما يعرف (بالسعودية لهندسة الطيران)، الهدف من هذا المشروع يتجلى في دعم نمو قطاع الطيران في السوق المحلية إلى جانب تطوير أعمال الشركة، حسب ما أوضح رائد اسماعيل، مدير إدارة الاستثمارات المباشرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الصندوق.
اقرأ أيضاً: بتحالف من شركات الطيران.. ناقل جوي اقتصادي جديد في المملكة
صندوق الاستثمارات العامة وقطاع الطيران
يهدف صندوق الاستثمارات العامة من خلال استثماره في “سعودية تكنيك”، إلى تحويلها إلى شركة وطنية متقدمة ورائدة في مجال صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات على مستوى البلاد بالعموم. في حين أوضح رائد اسماعيل أن هذا القطاع يشكل رافداً هاماً للسياحة والترفيه وهو من أبرز مُمكنات الاستدامة المالية وتنويع مصادر الدخل في المملكة. ويشمل الاستثمار منظومة الطيران كاملة، بما في ذلك:
- شركة “أفيليس” لتأجير الطائرات وإدارة الأساطيل، والتي تدير نحو 200 طائرة بقيمة أصول 28 مليار ريال وتتعامل مع أكثر من 42 عميلاً محلياً ودولياً.
- شركة الطائرات المروحية التي تمتلك أكثر من 60 طائرة وتقدم خدماتها في مشاريع الصندوق الكبرى مثل البحر الأحمر ونيوم والعلا، بالإضافة إلى خدمات الإسعاف الجوي، التي أسهمت في إنقاذ أكثر من 6 آلاف شخص خلال 3 سنوات.
الهدف الرئيسي من الاستثمار في قطاع الطيران، هو توطين الخبرات، وتمكين الشركات المحلية من الاستثمار فيه وإثبات نفسها في المجال، إضافةً إلى تسريع نمو القطاع بما ينسجم مع مستهدفات رؤية 2030 من أجل تحقيق الريادة الإقليمية والدولية التي تطمح لها المملكة.
اقرأ أيضاً: بين الأصالة والعصرية.. كيف صمّمت «طيران الرياض» مقصوراتها الجديدة؟

