تسعى مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض إلى الاستثمار في قطاع الطفولة، بهدف إعداد الطفل السعودي لمواجهة تحديات المستقبل، وبناء شخصيته من النواحي الروحية والنفسية والإجتماعية والمعرفية، حتى يكون قادراً على أداء واجباته وتحقيق طموحاته، ولهذا أخذت المكتبة على عاتقها المهمة عبر سلسلة من البرامج والأنشطة التي تعطي الطفل البوصلة وتدفعه للتحرك.
قطاع الطفولة استثمار إبداعي
يرى القائمون على مجموعة الأنشطة والبرامج الإبداعية أنّ ما تقوم به المكتبة العامة سيعزز قيم الانتماء عند الأطفال، وهو ما سيدعم القدرة لديهم على العمل في سبيل تحقيق نهضة الوطن ورقيه، حتى يكونوا قادرين على تمثيل السعودية في المحافل الدولية، سواءً على الصعيد العلمي أو الثقافي، وحتى جزءاً من رحلة الازدهار الوطني والإنساني.
ومن بين البرامج التي أطلقتها المكتبة برنامج مهارات القرن الحادي والعشرين، لإعداد الطفل بما يتلاءم مع مستهدفات المملكة 2030، عبر تمكين الطفل من مجموعة أدوات تساعده على الأداء والتفاعل مع المحيط والمواقف بالشكل الأمثل، وتشمل هذه المهارات، التفكير الناقد والابتكار والتواصل والتعاون.
أيضاً تضمن البرنامج الصيفي لهذا العام 2024، أولمبياد القراءة والذي امتد على مدار أيام شهر أغسطس، وشهد إقبالاً كبيراً من قبل الأطفال الذين بلغ عددهم 1147 طفلاً وطفلة، تمكنوا من قراءة 913 كتاباً تنوعت مواضيعها بين الكتب التعليمية والفنية والتاريخية والثقافية.
ويندرج أولمبياد القراءة على قائمة البرامج التثقيفية الموجهة للأطفال والناشئة، بغرض تشجيعهم على القراءة وتقوية مهاراتهم اللغوية والمعرفية ضمن بيئة ترفيهية داعمة، تشجع الأطفال على العمل واستثمار أوقات عطلتهم الصيفية بنشاط مفيد.
ومن الأهداف الرئيسة لأولمبياد القراءة، تحفيز المشاركين على استعراض مواهبهم، بما يدعم مسيرتهم في التعلم، من خلال زيادة اطلاعهم وخبراتهم والتعايش مع الكتاب، الأمر الذي سينعكس في توسيع مداركهم وقدرتهم على التحصيل.
أيضاً من بين المشاريع المنفذة في مكتبة الملك عبد العزيز العامة موسوعة المملكة العربية السعودية للأطفال والناشئة، وتعمل الموسوعة على تزويد الأطفال في الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 9 إلى 15 عاماً بمعلومات موثقة حول تاريخ المملكة الشامل، من معالم أثرية تاريخية وعادات اجتماعية متوارثة، وصولاً إلى جغرافية المناطق، والمشاريع الخدمية والتنموية والسياحية التي تعكس نمط الحياة المتباين والمتنوع في مناطق المملكة عبر تسعة أجزاء من الموسوعة.
اقرأ أيضاً: روان المرواني: من أصغر مدربة خرائط ذهنية في العالم إلى نجمة في سماء حقوق الطفل
أما المكتبات المتنقلة فتشكل الإستثمار الأمثل والمناخ المناسب للجميع في قطاع الطفولة، فهي بمثابة مصدر مفتوح للثقافة في مختلف المدن والمناطق السعودية، وتنتظم هذه المكتبات ببرنامج مكتبة الملك عبد العزيز العامة في المناسبات وخطط القراءة المعتمدة.
أيضاً نادي الأطفال وهي مبادرة تشمل أكثر من 1500 عنواناً في مجال أدب الأطفال، ويهدف النادي إلى إتاحة الفرصة أمام جميع أبناء المملكة للقراءة، وسخرت المكتبة كل مايلزم لتحقيق هذا الهدف، وحمل المشروع شعار ثقافة طفل تبني أمة، وبلغ عدد المشاركين في المشروع 18 ألف طفل.
وتتوفر لدى المكتبة مجموعة من البرامج الإثرائية والإبداعية ومنها؛ برنامج قصتي لتنمية مهارات الطفل الكتابية والتعبيرية، وبرنامج يوم من المستقبل لتعزيز المهارات الاجتماعية، و برنامج حلمي لحفز الفكر الإبداعي، وبرنامج الفضول الابداعي للاختراع والابتكار.
ومن الجدير بالذكر أنّ المكتبة الواقعة في الرياض تضم عدداً من كتل الأبنية والقاعات، مثل قاعة الاطلاع وقاعة الكتب والمراجع العربية، وقاعة الكتب والمراجع الأجنبية، وقاعة الصحف والدوريات الجارية، والقاعة السمعية والبصرية، وقاعة الملك عبد العزيز، وقاعة المخطوطات والمقتنيات النادرة، وقاعة المطبوعات الحكومية، وقاعة الدوريات المجلدة، وكتب الأطفال.
كما أن للمكتبة مشاريع أخرى لا تندرج في إطار الطفولة، كفرعها في الصين ببكين، ومركز الفهرس العربي الموحد، وموسوعة المملكة العربية السعودية، لكن من المتعارف عليه أن المكتبة تمارس دورها التربوي والإثرائي والتثقيفي في عالم الطفل السعودي، عبر ما تقدمه من أجواء وتقنيات تنقل الطفل إلى عالم من المعرفة والنمو بوعي كامل، إذ سيجد الأطفال كتباً مدعومة بتقنيات العالم الرقمي، وقصصاً مسموعة، وسيكون أمامهم فرصة لممارسة الألعاب التعليمية وخوض مسابقات عدة، والمشاركة في أنشطة الرسم أو حضور العروض المسرحية، إضافة إلى ماراثون القراءة، وإتاحة عدد من المصادر الخاصة بثقافة الطفل والتي لا تقتصر على القصص بل تقدم مختلف العلوم بقالب مميز يتلاءم مع إدراكه وينمي الخيال وحب الإطلاع لديه.
اقرأ أيضاً: منصة تعليم دولية تعزز إمكانات الأطفال السعوديين والمعلمين