يقدم كوخ العسل في منطقة عسير تجربة فريدة بأيادٍ سعودية تنطلق من المحلية إلى العالمية، فهو مشروع يتميز ببساطته واعتماده على الموارد الطبيعية ليبين كيف كانت خلايا العسل تُؤوى قديماً داخل البيوت الحجرية، ويعرض كوخ العسل أنواعاً محلية من العسل يتذوقها الزوار ويتعرفون على خصائصها العلاجية والغذائية، وهو يعد نقطة التقاء بين الثقافة والتعليم والترفيه الريفي، وتجربة سياحية رائدة تمزج بين التراث والصناعة المحلية.
موقع كوخ العسل وجماليته
يقع كوخ العسل في محافظة رجال ألمع، وبات يشكل تجربة سياحية رائدة تمزج بين تراث عسير الأصيل وصناعة العسل المحلية، ليصبح مقصداً للزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويقع الكوخ في حضن أحد أجمل أودية المحافظة المميزة بغطاء نباتي دائم وأشجار كثيفة. مما يجعله بيئة مثالية للتأمل والسياحة الريفية، كما يمنح كوخ العسل لمرتاديه إطلالات آسرة على وديان عسير، مع طاحونة هوائية تضيف لمسة جمالية للمكان، فضلاً عن أنه يتيح تذوق أكثر من 40 نوعاً مختلفاً من العسل المحلي.
عند بداية المشروع ولم يكن يتجاوز بضعة أشهر، استطاع استقطاب أكثر من 4 آلاف زائر من مختلف أنحاء العالم، ويقدر عدد الزوار مؤخراً بنحو 700 ألف زائر، ما دل على جاذبية الفكرة وقدرتها على استقطاب اهتمام السياح الباحثين عن تجارب فريدة ومختلفة.
خلال شهري يونيو ويوليو 2025، اقترب عدد زوار عسير من 1.4 مليون زائر بحسب الإحصائيات الرسمية، ما يؤكد مكانتها كأحد المحاور الرئيسية على خريطة السياحة الوطنية ونجاح الجهود الرامية لتحويلها إلى وجهة سياحية مستدامة وفق رؤية المملكة 2030.
اقرأ أيضاً: عسير في صيف 2025: 1.4 مليون زائر ينشدون الجمال بين السحاب

أهم ميزات كوخ العسل في رجال ألمع
يتميز المشروع أولاً ببساطته واعتماده على الموارد الطبيعية للمنطقة، إذ حول المهندس محمد الألمعي منزله الريفي إلى وجهة سياحية مع إبراز جمال البيئة المحيطة التي تحتضنها طبيعة رجال ألمع الخلابة وإظهار الموروث الثقافي للمنطقة.
فيتيح كوخ العسل للزوار تجربة، تبدأ من مشاهدة الخلايا التقليدية داخل البيت الريفي المبني من الحجر والخشب المأخوذ من البيئة المحلية، مروراً بالمشاركة العملية في جني العسل، وصولاً إلى الاطلاع على الأدوات التراثية التي استخدمها الأجداد في تربية النحل، مما يتيح تجربة أصيلة تعكس هوية المكان وتاريخه.
تحول الكوخُ إلى نقطة تلاقي تجمع بين الثقافة والتعليم والترفيه ليجد الزائر نفسه أمام تجربة متكاملة تمتد من التعريف بالتراث إلى التفاعل المباشر مع النحل وصناعة العسل. وبناءً على هذا المزج الثقافي التاريخي، أدرجت المنصات السياحية الوطنية “كوخ العسل” ضمن أبرز الوجهات في منطقة عسير. ليكمل بذلك التجربة السياحية لزوار قرية رجال ألمع التراثية التي تشتهر ببيوتها الحجرية وتاريخها الثقافي. يسهم هذا الإدراج في تعزيز مكانة المحافظة على خارطة السياحة الوطنية بما يعكس رؤية المملكة في تطوير السياحة الريفية المستدامة.
يمتد الكوخ على مساحة 75 متراً مربعاً. وهو واحد من عدة أكواخ مصنفة وموزعة إلى فئات متعددة في المكان نفسه، ويعد نموذجاً متقدماً من النُّزُل البيئية الحديثة.
يوضح صاحب الفكرة ومالك المشروع “الألمعي” أن المكان يتيح للزوار الحصول على تذكارات صُنعت من أشجار يتجاوز عمرها مئات السنين، في محاولة لاستثمارها في صنع ميداليات وتذكارات أخرى، تجعل رحلة العسل خالدة في ذهن مرتاديها، تعد هذه المعصرة الهوائية، نموذجاً أول من نوعه على مستوى العالم.
اقرأ أيضاً: مزارع عسير.. الفراولة الحمراء تحوّل الزراعة إلى سياحة!

