يرحب متحف الفنون الرقمية “تيم لاب بلا حدود” في جدة، بالعائلات والأطفال للاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ 94، إذ يفتح أبوابه يوم الإثنين، 23 سبتمبر، من الساعة 03:00 مساءً حتى 02:00 صباحاً، ليقدم للزوار فرصة استثنائية لاستكشاف عالم يجمع بين الفن والتقنية والخيال.
ويحتوي المتحف على قسم “سكيتش أوشين”، ومن خلاله، يُمكن للأطفال إطلاق العنان لإبداعهم وتصميم وتلوين الأسماك على الورق، لكي تتحول هذه الرسومات إلى رسوم متحركة رقمية تزين جدران المتحف، كما يمكنهم لمس هذه الرسومات وإطعامها في تجربة ساحرة، أما قسم “سكيتش فاكتوري”، فيتيح للزوار تحويل إبداعاتهم إلى تذكارات شخصية مميزة، مثل الشارات، والقمصان، وحقائب اليد.
يذكر أن “تيم لاب بلا حدود جدة” هو مبادرة تعاونية بين وزارة الثقافة السعودية و”تيم لاب”، إذ تُشكل مساحة فنية متميزة تذوب فيها الحدود بين الفن والمشاهد.
افتُتح المتحف هذا الصيف على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويقع على ضفاف بحيرة الأربعين، مُطلاً على مناظر بانورامية خلابة لمنطقة جدة التاريخية، المُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويحتضن المتحف عالماً من الأعمال الفنية اللامحدودة، والتي تمكن الزوار لأول مرة من الاستمتاع بتجربة فريدة تجعلهم يرون الأعمال الفنية تتناغم بسلاسة مع بعضها البعض.
اقرأ أيضاً: اليوم الوطني السعودي يتحول إلى مناسبة غامرة
ويعكس افتتاح متحف “تيم لاب بلا حدود جدة” رؤية وزارة الثقافة في إحياء منطقة جدة التاريخية، من خلال سلسلة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، وتهدف هذه الخطوة إلى توثيق تاريخ السعودية الغني والمتنوع، وعكس روحها المبتكرة، فضلاً عن الحفاظ على المركز الحضري التاريخي كوجهة نابضة بالحياة.
يحتضن متحف تيم لاب نحو 80 عملاً فنياً مستقلاً، تشمل مجموعة من الفضاءات الفنية مثل “عالم بلا حدود”، و”غابة الألعاب الرياضية”، و”مدينة ألعاب المستقبل”، و”غابة المصابيح”، و”إن تي هاوس”، وتمثل “غابة الألعاب الرياضية” في المتحف فضاءً إبداعياً يساهم في تعزيز الإدراك المكاني من خلال تحفيز نمو الحُصين في الدماغ، ويعتمد هذا القسم على مبدأ فهم العالم عبر الجسد، ما يدعو الزوار للتفكير في البيئة المحيطة بطريقة ثلاثية الأبعاد، كما يوفر هذا الفضاء المعقد مجموعة من التحديات البدنية التي تشجع على الانغماس في تجربة تفاعلية فريدة من نوعها.
أما “مدينة ألعاب المستقبل” فتعد مشروعاً تعليمياً تجريبياً، يركز على مفهوم الإبداع التعاوني، وتتيح هذه المدينة التفاعلية للزوار فرصة الاستمتاع ببناء عالمهم بحرية مع الآخرين، من خلال التعاون والإبداع المشترك، ومع استمرار الزوار في الابتكار معاً، يتغير عالم الأعمال الفنية بلا حدود بشكل مستمر، وفي “إن تي هاوس”، سيجد الزوار فرصة فريدة للاستمتاع بفنجان شاي مميز، التي تزهر بداخله زهرة طالما أن الشاي لا يزال فيه، وهذا المفهوم يرتبط بتجربة “مدينة ألعاب المستقبل” التي تتيح للزوار الاستمتاع بخلق عوالم جديدة بطريقة مبتكرة وممتعة.
اقرأ أيضاً: المؤتمر الدولي للابتكار في المتاحف: تحفيز الإبداع وتطوير تجارب ثقافية فريدة
ومن الفضاءات الفنية التي يوفرها المتحف كذلك، هناك “غابة المصابيح” والتي تتكون من مصابيح متناثرة بشكل عشوائي، لكن كل منها يتفاعل مع الضوء بطريقة تعكس العلاقات بين الأشخاص في الفضاء المحيط، ويعبر العمل عن جمال الاستمرارية.
فعندما يقف شخص ما بالقرب من مصباح، يضيء بشكل ساطع ويصدر صوتاً، وينشر الضوء إلى المصابيح القريبة منه، هذه المصابيح تتفاعل بدورها، ما يؤدي إلى انبعاث أصوات جديدة وانتشار الضوء إلى مصابيح أخرى، وهكذا، يمر الضوء، الذي انقسم إلى مسارين، عبر جميع المصابيح في الغرفة، تاركاً أثراً واحداً للضوء، ويتداخل مع الضوء الناتج عن الآخرين بشكل دائم.
وعلى الرغم من أن توزيع المصابيح في هذه المنطقة يبدو عشوائياً، إلا إن الهدف هو التعبير عن جمال استمرارية الضوء الناتج عن تفاعل الأشخاص مع المصابيح من أي موقع.
يوجد أيضاً في المتحف أعمال فنية مستقلة، ومن أبرزها “التسلق في الهواء” ويعد تجربة فريدة من نوعها، تُعلّق فيها درجات أفقية بألوان متنوعة بواسطة حبال، لتُشكّل فضاءً ثلاثي الأبعاد يتفاعل معه الزوار، ويمكن للناس استخدام هذه الدرجات للتنقل في الهواء، مع تحدي الحفاظ على توازنهم وتجنب السقوط.
ترتبط الدرجات ببعضها البعض، ما يعني أن حركة شخص ما على إحدى الدرجات تؤثر على الآخرين، وعندما يتسلق الأشخاص الدرجات الملونة، تبدأ بالتلألؤ وتصدر أصواتاً تتماشى مع ألوانها، ومع تزايد عدد المتسلقين، تزداد الأصوات في تناغم متزامن، كما تطير أسراب من الطيور بحرية في هذا الفضاء، وعندما تقترب من الزوار، تتلون باللون الذي يقفون عليه، ما يضفي لمسة سحرية على التجربة.
جدير بالإشارة، أن فعالية متحف “تيم لاب بلا حدود” في جدة ليست مجرد فعالية عابرة، إنّما هي إحدى الفعاليات المتنوعة التي تتسابق للاحتفال بمناسبة اليوم الوطني السعودي، وتحمل كل فعالية طابعها الخاص الذي يعبّر عنها ويميزها.
اقرأ أيضاً: مشاريع سياحية يحتفي بها اليوم الوطني 94 للسعودية