في بلد اقتصادي كالمملكة العربية السعودية، تتنوع طرق الاستثمار وتتشكل وفقاً لاحتياجات السوق. ومع تطور هذه الأسواق ظهر التداول كجانب من جوانب الايتثمار المربح لكن المحفوف بالمخاطر. لذلك في هذا المقال سنتعرف على معنى الصناديق الاستثمارية في السعودية، وأبرز أنواعها وأهدافها.
ما هي الصناديق الاستثمارية السعودية؟
تُعد صناديق الاستثمار في المملكة العربية السعودية أوعية استثمارية متاحة في سوق التداول السعودية (تداول)، تهدف إلى جمع رؤوس الأموال من مجموعة من المستثمرين، لتتم إدارتها وفق أهداف واستراتيجيات محددة يضعها مدير الصندوق. وتحقيق الأرباح في هذه الصناديق يتم من خلال نوعين رئيسيين: الأرباح الرأسمالية الناتجة عن تغير أو تحسن أسعار الأوراق المالية التي يستثمر فيها الصندوق، إضافة إلى أرباح التوزيعات التي قد تحققها الأوراق المالية نفسها، إن وجدت.
تساهم الصناديق الاستثمارية في تقليل المخاطر بشكل مجمل للمستثمر الفرد، وتفادي القيود المرتبطة بالاستثمار الفردي، كما تسمح بتنويع أكثر وتتميز بانخفاض تكاليف شراء وبيع الأسهم مقارنة بالاستثمار الفردي التقليدي.
تنقسم الصناديق الاستثمارية المرخصة في السعودية إلى نوعين رئيسيين:
الصندوق الاستثماري الخاص: يُؤسس في السعودية ولا يُطرح على العامة، ويتم طرح وحداته على المستثمرين وفق أحكام الباب الخامس من لائحة صناديق الاستثمار.
الصندوق العام: يُؤسس أيضاً في السعودية ويتم طرح وحداته الاستثمارية على المستثمرين في السوق المحلي من خلال مدير الصندوق وفق أحكام الباب الرابع من نفس اللائحة، وبأي طريقة غير الطرح الخاص.
وبحسب الإحصاءات، وصل عدد الصناديق الاستثمارية العاملة في السوق السعودية عام 2019 إلى 247 صندوق، شملت صناديق محلية وخليجية وأوروبية وآسيوية، ويشارك فيها نحو 699,785 مستثمر حتى النصف الأول من العام ذاته. كما تُعتبر الصناديق الاستثمارية ثالث أكبر مالك للصكوك والسندات الحكومية في المملكة، حيث يمتلك 21 صندوق استثماري صكوك وسندات بقيمة إجمالية تبلغ 22.3 مليار ريال سعودي.
تؤثر الصناديق الاستثمارية في جمع مدخرات الأفراد، مما يسهل عملية الاستثمار بتكاليف منخفضة، ويتيح لهم تنويع محفظاتهم، والاستفادة من الإدارة الاحترافية للأصول. كما يساهم استثمار هذه الصناديق في الأسهم وأدوات الدين والقطاع العقاري في تمويل المشاريع والشركات الخاصة، وتعزيز رؤوس الأموال بشكل عام. عدا عن أنها تزيد من نسبة المؤسسية في قطاع الاستثمار، كونها تجمع استثمارات الأفراد والمؤسسات تحت إدارة مؤسسية منظمة، مما يسهم في انتهاز الفرص الاستثمارية وتشغيل المدخرات بكفاءة وفعالية عالية.
أنواع الصناديق الاستثمارية في المملكة العربية السعودية
تتنوع الصناديق الاستثمارية في المملكة بحسب طبيعة الأصول التي تستثمر فيها وأهدافها الاستثمارية، مما يسمح للمستثمرين باختيار الصندوق المناسب لمستوى المخاطرة والعائد الذي يسعون إليه، ومنها:
الصناديق العقارية
تعمل هذه الصناديق على تنمية رأس المال على المدى الطويل، وتتميز بمخاطر أعلى مقارنة ببعض الصناديق الأخرى، بسبب استثمارها في أسهم الشركات العاملة في قطاع العقار والاستثمارات العقارية.
الصناديق القابضة
يتم الاستثمار في الصناديق القابضة على هيئة مجموعة من الصناديق تشكل حزمة واحدة لها أهداف متنوعة. وتتميز هذه الصناديق بالتنوع، بما يتوافق مع متطلبات مختلف المستثمرين. ولا يمتلك المستثمر وحدات في الصناديق الأساسية المكونة لكل صندوق قابض، بل يمكنه امتلاك وحدات في الصندوق القابض الذي يختاره فقط.
الصناديق المتوازنة
تسعى الصناديق المتوازنة إلى تنمية رأس المال من خلال الاستثمار في مجموعة متنوعة من الأدوات الاستثمارية، بما يسمح بتحقيق دخل منتظم للمستثمر، وتتميز هذه الصناديق بمستوى مخاطرة متوسط.
صناديق الأسهم
تستهدف صناديق الأسهم نمو رأس المال على المدى الطويل عبر الاستثمار في مجموعات متنوعة من الأسهم. وقد تغطي بعض الصناديق أسواق محلية أو دولية، بينما يركز بعضها على قطاعات محددة مثل الاتصالات أو التكنولوجيا أو العقارات. وتعد المخاطر المرتبطة بهذه الصناديق عالية نسبياً.
صناديق السندات
توفر صناديق السندات للمستثمر دخلاً منتظماً، بالإضافة إلى نمو متوقع في رأس المال من خلال استثمارها في السندات الحكومية أو السندات الصادرة عن مؤسسات دولية أو متعددة الجنسيات. وتتميز هذه الصناديق بمستوى مخاطرة متوسط بسبب استخدامها أدوات إقراض ذات دخل ثابت.
صناديق النقد
تسعى صناديق النقد إلى المحافظة على رأس المال مع تحقيق عوائد تنافسية على المدى القصير. ويكون استثمارها في أدوات استثمارية قصيرة الأجل لا تتجاوز فترة استحقاقها سنة واحدة، وتتميز هذه الصناديق بمستوى منخفض من المخاطر الائتمانية وبسيولة عالية.
صناديق المتاجرة بالسلع
تحافظ هذه الصناديق على رأس المال وتحقق عوائد على المدى القصير، كما تعد مخاطرها منخفضة لكونها تستثمر في صفقات تمويل الربح قصير الأجل. ويتم الاستثمار من خلال شراء السلع والبضائع مقابل الدفع الفوري وبيعها فيما بعد إلى شركات كبيرة تتمتع بسمعة مالية جيدة، ويحقق الصندوق الربح من الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع.
صناديق الاستثمار المضمونة
تستثمر هذه الصناديق في أصول متنوعة مثل الأسهم والسندات، أو مؤشرات الأسواق والسلع، مع حماية المستثمرين من الخسائر المحتملة لهذه الأصول، والحفاظ على رأس المال. وتعد المخاطر فيها متوسطة.
صناديق الاستثمار المتوافقة مع أحكام الشريعة
تستهدف هذه الصناديق تنمية رؤوس الأموال على المدى القصير والمتوسط والطويل، مع تحديد أدوات ومنتجات وقنوات الاستثمار وفق ضوابط شرعية، تشرف عليها هيئات شرعية مختصة. وتتراوح مخاطر هذه الصناديق بين منخفضة ومتوسطة وعالية حسب طبيعة الاستثمار.
في الختام، تشكل الصناديق الاستثمارية في السعودية وسيلة فعّالة لتنمية رأس المال وتنويع الاستثمارات وفي الوقت ذاته تقليل المخاطر، مما يساهم في تعزيز السوق المالية وتنمية الاستثمارات الفردية والمؤسسية على حد سواء.
اقرأ أيضاً: صفقة القرن بين صندوق الاستثمارات السعودي وإلكترونيك آرتس للألعاب الإلكترونية

