في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين السعودية والكويت، عقد وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ فهد بن يوسف سعود الصباح، جلسة مباحثات رسمية يوم الأحد، وتناولت هذه الجلسة السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين، لا سيما في مجال مكافحة تهريب المخدرات، وشملت المناقشات أيضاً عدداً من القضايا المشتركة ذات الاهتمام الإقليمي.
افتتح الأمير عبد العزيز الجلسة بتوجيه الترحيب للشيخ فهد الصباح والوفد المرافق له في السعودية، مؤكداً أن هذا اللقاء يعكس توجيهات القيادة السعودية، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأشار الأمير عبد العزيز إلى أهمية مثل هذه الاجتماعات لتعزيز التعاون الأمني وتوطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، التي تمتاز بالتاريخ المشترك والرؤية الموحدة لمواجهة التحديات.
شهدت جلسة المباحثات حضور عدد من المسؤولين البارزين من كلا الجانبين، فمن الجانب السعودي، حضر الدكتور هشام الفالح، مساعد وزير الداخلية، والدكتور خالد البتال، وكيل الوزارة، إلى جانب الفريق محمد البسامي، مدير الأمن العام، واللواء خالد العروان، مدير مكتب الوزير للدراسات والبحوث، واللواء ركن شايع الودعاني، مدير عام حرس الحدود، واللواء الدكتور صالح المربع، مدير عام الجوازات، وأحمد العيسى، مدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي، واللواء عبد الله الفارس، نائب وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية.
أما من الجانب الكويتي، فقد شارك الشيخ صباح ناصر الصباح، سفير الكويت لدى السعودية، بالإضافة إلى اللواء عبد الله الملا، الوكيل المساعد لشؤون الأمن الخاص، واللواء خالد الشنفا، رئيس جهاز أمن الدولة، واللواء حامد المطيري، الوكيل المساعد لشؤون الأمن الجنائي، واللواء حمد المنيفي، الوكيل المساعد لشؤون الأمن العام، وغيرهم من كبار المسؤولين الأمنيين.
وكان الشيخ فهد الصباح قد وصل إلى العاصمة السعودية الرياض في وقت سابق من اليوم ذاته، حيث كان في استقباله الأمير عبد العزيز بن سعود وعدد من القيادات الأمنية السعودية.
اقرأ أيضاً: أزمة نفط في سوريا والسعودية تتعهد بالحل
لم يقتصر الحديث خلال هذه اللقاءات على التعاون الأمني فقط، بل تم التطرق أيضاً إلى ملفات إقليمية ودولية أخرى، تعكس التزام دول الخليج بتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة. ومن بين هذه الملفات، أكّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، على ضرورة دعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها، مشدداً على أهمية الوقوف إلى جانب الشعب السوري في مواجهة التحديات الراهنة.
وفي هذا السياق، أشاد البديوي بالجهود التي تبذلها لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، وتتألف هذه اللجنة من ممثلين عن عدد من الدول العربية، بينها السعودية، والأردن، والعراق، ولبنان، ومصر، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية. وقد ناقشت اللجنة في اجتماعها الأخير في مدينة العقبة الأردنية خطوات عملية لدعم إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في سوريا، بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب السوري.
من جانب آخر، جدّد البديوي تأكيده على دعم دول الخليج للحقوق الفلسطينية المشروعة، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وذلك استناداً إلى مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
جاءت هذه التصريحات خلال استقبال البديوي للسفير الفلسطيني مازن غنيم في مقر الأمانة العامة بالرياض، حيث ناقش الطرفان آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، كما أكد البديوي على مركزية القضية الفلسطينية في أجندة مجلس التعاون الخليجي، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لدفع عملية السلام وتحقيق حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية.
اقرا أيضاً: السعودية تستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا
على صعيد العلاقات الخليجية مع الدول الأخرى، عقد البديوي سلسلة من اللقاءات مع سفراء عدة دول، بهدف تعزيز التعاون وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
في لقاء جمعه بالسفير الإيراني لدى السعودية، علي رضا عنايتي، تم مناقشة العلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون وإيران، وركّز اللقاء على تعزيز الحوار الإقليمي والتعاون بما يحقق الاستقرار في منطقة الخليج، كما التقى البديوي بالسفير الفرنسي لدى السعودية، باتريك ميزوناف، حيث تناول الجانبان التطورات الإقليمية والعلاقات الخليجية الفرنسية، مع التأكيد على أهمية توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات.
وفي لقاء منفصل مع السفير الجزائري شريف وليد، جرى بحث العلاقات الخليجية الجزائرية وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة. وتناول اللقاء أيضاً أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واختتم البديوي لقاءاته باجتماع مع السفير الياباني لدى السعودية، ياسوناري مورينو. وقد ركز اللقاء على تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين دول مجلس التعاون واليابان، وأعرب البديوي عن أمله في التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة قريباً، مشيداً بمستوى العلاقات الخليجية اليابانية ومساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة.
ختاماً، تعكس هذه اللقاءات والمباحثات مدى اهتمام دول مجلس التعاون الخليجي بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، سواء من خلال التعاون الثنائي بين السعودية والكويت أو عبر تعزيز العلاقات مع دول إقليمية ودولية، وبفضل هذا النهج التعاوني، يظل الخليج العربي نموذجاً يُحتذى به في بناء الشراكات وتحقيق التنمية المستدامة.