تحتل ثقافة الطهي عند أغلب الشعوب مكانة هامة في التعبير عن أصالتها وحضارتها، وشكلت في الكثير من الأحيان جواز السفر الذي حمل الدول آلاف الأميال بعيداً عن موطنها، وهذا هو الحال مع مجبوس السمك السعودي.
تتنوع تسميات الأكلة التراثية في المملكة خاصة وعموم منطقة الخليج، فهناك مجبوس الكنعد ومجبوس الهامور ومجبوس الروبيان، والمكون الرئيس للطبق الأرز البسمتي ولحم السمك لكن السر في طريقة التحضير.
تعود أصول الطبق التراثي إلى المطبخ البدوي، وكان مكون اللحم متغيراً بحسب المنطقة، ففي المناطق القريبة من المياه كان المجبوس يحضر من السمك النهري أو البحري، أما في المناطق الداخلية فيحضر بلحم الدجاج أو الغنم، وتختلف الطعمة أيضاً بحسب المنطقة، ففي كل منطقة يختلف نوع التوابل الموضوعة على الأرز ما يعكس طابع المنطقة وتنوع الأذواق فيها.
لا يقتصر المجبوس على السعودية وحدها، فهو يحضر في سائر بلدان الخليج العربي كالكويت وقطر والإمارات، وهو واحد من الأطباق المعتمدة في المناسبات، لسهولة تحضيره وشعبيته الواسعة، إضافة لغناه بالعناصر الغذائية.
بينما يتميز الشومر الكويتي بالقرفة والكمون نجد المجبوس السعودي يمتاز بالزعفران والشومر والكزبرة والكركم والفلفل الأسود أمّا الهيل فهو المكون الجامع بين مختلف مناطق تحضير الطبق اللذيذ.
اقرأ أيضاً: السعودية تستنكر التصريحات الإسرائيلية وتؤكد تضامنها مع مصر
لكن من جانب آخر يعتبر مجبوس السمك الأكثر تفضيلاً عند العوائل السعودية لما يتمتع به من قيم غذائية هامة، كأحماض أوميغا-3 الدهنية، التي تدعم صحة القلب والأوعية الدموية، ولأن السمك يفتقر للدهون المشبعة هو خيار مثالي لمتبعي أنظمة الغذاء الصحية.
أمّا المكسرات فتتفنن الأسر السعودية في تزين طبق مجبوس السمك بمكسرات اللوز والفستق، وتقديمه مع صلصة الطماطم والخضروات المشوية والبصل المقلي.
ولأن الطبخ واحد من مكونات الهوية المجتمعية التي تبني المستقبل وتنهض بالوطن، اندرج استخدام القوة الناعمة واحداً من مستهدفات رؤية المملكة 2030، لترسيخ صورة المجتمع السعودي إقليمياً ودولياً، وتحت هذه المظلة ظهرت هيئة فنون الطهي لنشر تراث الطعام السعودي وتشجيع المواهب على الابتكار عبر الدمج بين عراقة الماضي وجمالية الحاضر، وتطوير الأطباق التراثية لتدخل قوائم الطعام في الفنادق التاريخية والمطاعم المنتشرة في أنحاء المملكة كافة.
اقرأ أيضاً: كل حنيذ واتحلى بالمشغوثة من أكلات جنوب السعودية