وسط زخم التحولات الإقليمية والدولية، يبرز مجلس التعاون الخليجي كركيزة أساسية للاستقرار والدبلوماسية البناءة في المنطقة، يقودها حرص قادته على تعزيز الوحدة، ودعم قضايا الشعوب العربية، وبناء جسور التعاون مع الدول الصديقة.
فمن سورية التي تنشد إعادة الإعمار والسلام، إلى فلسطين التي لا تزال تناضل من أجل حقوقها المشروعة، ومن تعزيز الحوار مع إيران إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية مع اليابان وفرنسا، يسعى المجلس برؤية متجددة لتحقيق التوازن بين المصالح الإقليمية والدولية، مستلهماً طموحاً يدفع بعجلة التنمية والتكامل نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
في هذا السياق، نسلط الضوء هنا على أبرز محاور اللقاءات الدبلوماسية التي عقدها الأمين العام جاسم البديوي، حيث شكلت جسوراً جديدة للتواصل بين دول الخليج وشركائها الإقليميين والدوليين، ورسائل تؤكد عزم المجلس على مواصلة دوره الريادي في تعزيز الاستقرار وحل النزاعات، وفتح آفاق تعاون تعكس روح الشراكة الحقيقية.
وفي التفاصيل، أكّد جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التزام دول المجلس بدعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وتعزيز أمنها واستقرارها، مشدداً على أهمية الوقوف بجانب الشعب السوري وتقديم المساندة له.
وأشاد البديوي بالبيان الصادر عن لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سورية، التي جرى تشكيلها بناءً على قرار من جامعة الدول العربية، وتضم ممثلين عن السعودية والأردن والعراق ولبنان ومصر والأمين العام للجامعة، إلى جانب وزراء خارجية الإمارات والبحرين وقطر، وذلك خلال اجتماعهم الأخير في مدينة العقبة الأردنية، وأعرب عن تقديره لما تضمنه البيان من خطوات تهدف إلى إعادة البناء وتحقيق الازدهار في سورية، وإنهاء معاناة شعبها.
من جانب آخر، جدّد البديوي تأكيده على استمرار دعم دول الخليج للحقوق الفلسطينية المشروعة، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
اقرأ أيضاً: التطورات السورية محور لقاء السعودية مع بيدرسون
وجاء ذلك خلال استقباله مازن غنيم، السفير الفلسطيني المعتمد لدى السعودية، في مقر الأمانة العامة بالرياض، حيث جرى بحث مستجدات الوضع في الأراضي الفلسطينية والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، كما ذكّر بمواقف دول المجلس الواضحة التي أكدت عليها الدورة الـ 45 للمجلس الأعلى، بشأن مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وحث المجتمع الدولي على التحرك لتحقيق حل دائم للقضية الفلسطينية.
وفي إطار تعزيز العلاقات الخليجية الإقليمية والدولية، التقى البديوي مع السفير الإيراني لدى السعودية، علي رضا عنايتي، حيث ناقشا العلاقات الثنائية بين دول مجلس التعاون وإيران، وسبل تعزيز الحوار والتعاون بما يحقق الاستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضاً: دعم سعودي فعّال لسورية.. والأمن الإقليمي على الطاولة!
كما استقبل البديوي السفير الفرنسي لدى السعودية، باتريك ميزوناف، وناقشا التطورات الإقليمية والعلاقات الخليجية الفرنسية، إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي لقاء منفصل مع شريف وليد، السفير الجزائري في الرياض، تبادل الطرفان وجهات النظر حول العلاقات بين دول مجلس التعاون والجزائر وسبل تطويرها لخدمة المصالح المشتركة، بالإضافة إلى مناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية.
ختاماً، استعرض البديوي مع السفير الياباني لدى السعودية، ياسوناري مورينو، آفاق التعاون بين مجلس التعاون الخليجي واليابان، مع التركيز على تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية والتقنية بين الجانبين، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة قريباً، ومشيداً بمتانة العلاقات الخليجية اليابانية وسعي الطرفين لتحقيق التنمية المستدامة.
اقرأ أيضاً: العرب يدعون إلى نظام سياسي جديد جامع في سورية
يشار أنه بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء السعودي، كان قد اختتم قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمتهم الـ 45 في الكويت قبل مدة بالدعوة إلى وقف «جرائم القتل وتهجير السكان في غزة»، كما رحّب القادة باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، وأكدوا دعمهم المساعي السعودية لتعزيز التحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، وتحقيق السلام الدائم والشامل، وتنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية.
وناقش قادة دول مجلس التعاون الخليجي، التحديات الحرجة والخطيرة التي تواجه المنطقة، خصوصاً العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والضفة الغربية، وانتهاكات الاحتلال في مدينة القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.