محافظة النماص الجميلة استعدت لانطلاق فعاليات صيف 2025، من “قصور العسابلة” أحد أبرز الوجهات التراثية والسياحية في منطقة عسير، انطلق الصيف المميز. في ظل حضور لافت من الأهالي والزوار، بدأ الموسم الصيفي باستقبال الزوار والوفود السياحية من داخل المملكة وخارجها. ومحافظة النماص تواصل تعزيز حضورها كوجهة صيفية مفضّلة ومستقطبة، على خارطة السياحة الداخلية في المملكة، بفعل تميزها بطبيعة جبلية خلابة، ومناخ معتدل، وإرث ثقافي أصيل متجذر.
والحراك الترفيهي السياحي الصيفي لا يقتصر في النماص على الفعاليات والمهرجانات، بل يشكّل رافد اقتصادي مهم لسكانها، خاصة فئة الشباب، الذين باتوا أكثر حضوراً في المشهد السياحي المحلي، من خلال خدمات ومبادرات تعبر عنهم ومشاريع تنموية، تدعم توجهات التنمية المستدامة التي تندرج ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030. لنتعرف عليها.
استعدادات محافظة النماص لفاعليات صيف 2025
بعد عقده اجتماعاً تنظيمياً وتنسيقياً مع فريق إدارة الفعاليات بالبلدية لمتابعة خطة موسم صيف هذا العام 2025، ضمن جهود البلدية الرامية إلى تقديم برامج نوعية تتناسب مع تطلعات الزوّار والمجتمع المحلي في المملكة وسكان المنطقة أنفسهم، أكد رئيس بلدية محافظة النماص خلال الاجتماع أهمية العمل بروح الفريق الواحد من أجل ضمان تنفيذ فعاليات مميزة مبتكرة، تكون جاذبة وشاملة تلبي احتياجات كافة فئات المجتمع، وتخدم مختلف الأعمار من كبار السن إلى الأطفال، مروراً بالشباب والكبار، إلى جانب التركيز والتوجيه للاهتمام بالجودة والتجديد في الطرح.
كما شدد على ضرورة الاهتمام بالهوية البصرية الجاذبة والمعززة للفاعليات، والاهتمام بتجربة الزائر والتركيز على أن تكون غنية وأن يتمتع الزوار بالترفيه والتراث معاً.
مع تأكيد الحرص على تكامل وتكافل مختلف الجوانب التنظيمية والترفيهية، مع التشديد على حرفية التنسيق بين الجهات ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص، مما يرفع ويعزز من مكانة النماص كوجهة سياحية موسمية مميزة.
و قد ناقشت الخطة مختلف الفعاليات الثقافية وما تتخلله من عروض فنية، مع تخصيص مساحات للحرف اليدوية التي يبرع فيها السكان المحليون مع ضمان عرض المأكولات المحلية بشكل جاذب، ما يعكس الموروث الثقافي للمنطقة.
اقرأ أيضاً: قلعة الدقل بحلّة جديدة.. ترميم يفتح أبواب السياحة الثقافية في أبها
دور الشباب في الفاعليات واستقبال الصيف
شباب محافظة النماص نشيطين في ظل الموسم السياحي الصيفي، فهو ليس فقط ترفيهي بالنسبة لهم بل يتعدى ذلك ليغدو فرصة حقيقية للتحول من باحثين عن فرص عمل إلى مبادرين ومؤسسين لمشاريع ريادية تخدم محافظتهم والسياحة الداخلية في المملكة. وضمن إشارة من أحد المستثمرين في قطاع الإيواء السياحي، أن الطلب المتزايد خلال الصيف شكل دافعاً للتوسع وتوظيف عدد من شباب المحافظة، لتقديم تجربة تمزج بين الراحة والاسترخاء والتمتع بالطابع التراثي.
وقد برزت أنشطة تنظيم الرحلات بقيادة شباب المحافظة، وظهرت مشاريع صغيرة مبتكرة كتشغيل المقاهي المتنقلة، إلى جانب إظهار كرمهم بتقديم خدمات الضيافة، والترويج لثقافة المحافظة الغذائية عبر تسويق المنتجات المحلية، إضافة إلى الجانب الأبرز في الموسم الصيفي والأكثر اكتظاظاً بالزّوار والسياح “النزل الريفية” التي يديرها شباب سعوديون باقتدار وحسن تنظيم.
كما مكّن الموسم السياحي المرأة الريفية من عرض منتجاتها، إذ باتت العديد من السيدات يقدمن منتجات منزلية وأطعمة شعبية، إضافة لمشاركتهن في تنظيم معارض الحرف اليدوية، في نموذج يُجسد الدور الفاعل للمرأة، في دعم الاقتصاد المحلي والمشاركة في التنمية.
اقرأ أيضاً: صيف السعودية يدفع المملكة لتعزيز الرقابة على السياحة
فعاليّات محافظة النماص ولياليها الترفيهية وتراثها العريق
بدأت الفعاليات مساء اليوم (الاثنين) الماضي وسط برامج تراثية وثقافية منوعة، انطلقت بعروض فرقة “رجال الحجر” التراثية، و تخللها عروض وفقرات شعبية تراثية متنوعة تناغمت مع القصور التراثية التي تعود بتاريخها إلى عقود طويلة من الزمن وأضفت عليها طابع التجديد الذي امتزج بالفخامة، ما أظهر هوية المنطقة المعمارية والتراثية والحضارية التجددية.
و”قصور العسابلة” من الشواهد التاريخية في محافظة النماص، فيها تجسيد للطراز المعماري القديم، وتختزن في حجارتها ثراء المنطقة الثقافي والحضاري. وإعادة إحياء هذه القصور يندرج ضمن جهود تنشيط السياحة الداخلية في البلاد كون المملكة تولي اهتماماً كبيراً لسياحة زوار الداخل يوازي اهتمامها باستقطاب سياح الخارج. وهذا الإحياء من شأنه رفع إسهام القطاع الثقافي والتراثي، ما يندرج ضمن بنك أهداف رؤية المملكة 2030.
في حين تتواصل الفعاليات بشكل يومي لمدة شهرين، لتشمل حفلات غنائية، أمسيات فنية، عروض سينمائية في سينما القصور، تتخللها فقرة “عصرية أطفال زمان”، إلى جانب تنظيم مسابقة الأزياء التراثية. وتم تخصيص فقرات ترفيهية حصرية للعائلات والأطفال، لتعزيز التجربة السياحية المتكاملة.
ومؤشرات موسم هذا العام تؤكد، أن محافظة النماص تمضي بخطى ثابتة ومميزة، نحو ترسيخ مكانتها ووضع بصمتها كوجهة سياحية ريفية مستدامة، محققة المعادلة بين الجذب السياحي المتجدد والتنمية المحلية المستدامة.
بذلك تكون المحافظة قد منحت شبابها فسحة ليس فقط للإبداع بل للمشاركة الاقتصادية التنموية، في ظل ما توليه الدولة من اهتمام متنامٍ ومتسارع بقطاع السياحة الداخلية، فهذا القطاع بات من مفاصل وأسس التنويع الاقتصادي، الذي تستهدفه رؤية المملكة الطموحة.
ختاماً، محافظة النماص وجهه ريفية سياحية تاريخية غنية، تجمع بين بساطة الريف وعمق التراث وتسارع الحاضر وترفيهه، ومشاركة شباب النماص بالفعاليات والموسم الصيفي خطوة لافتة ومشجعة للتنمية في المحافظة ومُؤمنة للعديد من فرص العمل المحلية، ما يظهر تكافل شباب المحافظة مع البلدية وخططها توازياً مع استراتيجية الدولة لإنجاح السياحة، فبتحقيق هذه المعادلة تزدهر البلاد.
اقرأ أيضاً: ملتقى السياحة السعودي: منصة لاكتشاف الوجهات السياحية الجديدة
