تشهد المملكة العربية السعودية تحولات كبيرة نحو اقتصاد متنوع ومستدام وفق رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد من خلال تطوير القطاعات المختلفة، مما أدى إلى خلق فرص وظيفية جديدة ترتبط بالتكنولوجيا والصناعات الحديثة.
وتهدف رؤية 2030 إلى تطوير منظومة العمل في المملكة من خلال التحول الرقمي، والتوظيف في القطاعات الجديدة، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، حيث تشهد السوق السعودية تغييرات كبيرة تعتمد على التطوير التكنولوجي والتوجه نحو القطاعات غير النفطية، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والسياحة، والتقنية، والصناعات الحديثة.
المستشار في الموارد البشرية الدكتور خليل الذيابي، يقول: تعتمد رؤية 2030 أيضاً على تطوير رأس المال البشري من خلال برامج التعليم والتدريب المتخصصة، لتمكين الشباب من العمل في الوظائف المستقبلية، وتركز الحكومة على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبرامج التأهيل الرقمي، مما يعزز فرص العمل ويقلل من معدلات البطالة.
وعن أفضل التخصصات المطلوبة في المستقبل، يكشف الذيابي، أن المملكة تتجه نحو وظائف تعتمد على التكنولوجيا والابتكار، وبناء على توجهات رؤية 2030، وهناك مجموعة من التخصصات التي تُعد من الأفضل والأكثر طلباً في المستقبل، ومنها:
الطاقة المتجددة والاستدامة
تظهر المملكة اهتماماً كبيراً بالطاقة المتجددة من خلال مشروعاتها العملاقة مثل مشروع نيوم ومشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ وبالتالي فإن التخصصات في هذا المجال تعد من الأكثر طلباً في السوق المستقبلية.
تقنية المعلومات والبرمجة
التخصصات المتعلقة بالبرمجة والشبكات والأمن السيبراني، ستكون من التخصصات المطلوبة بشدة، حيث تحتاج المملكة إلى مهارات في تطوير الأنظمة الرقمية وتأمين الشبكات من الهجمات الإلكترونية.
الذكاء الاصطناعي AI
يعد الذكاء الاصطناعي من أهم القطاعات الواعدة حول العالم، ومع توجه السعودية نحو التحول الرقمي، ستكون وظائف الذكاء الاصطناعي من الوظائف الأساسية مثل تطوير البرمجيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة.
الهندسات
تبقى الهندسة خياراً ممتازاً للطلاب في المملكة، خصوصاً هندسة الطاقة، الهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية، بسبب التوجهات نحو مشاريع البنية التحتية والاستدامة.
الطب والتخصصات الصحية
مع التوجه نحو تحسين الرعاية الصحية في المملكة، ستستمر الحاجة إلى تخصصات الرعاية الصحية المختلفة، مثل الطب العام، التمريض، تخصصات الرعاية النفسية، وتقنيات الرعاية الصحية الحديثة.
السياحة والضيافة
مع جهود المملكة لتعزيز السياحة كأحد ركائز رؤية 2030، سيكون هناك طلب كبير على الموظفين المتخصصين في قطاع السياحة، سواء في إدارة الفنادق أو التسويق السياحي.
التخصصات المالية والمصرفية
في ظل التوجه نحو تنويع الاقتصاد، سيحتاج سوق العمل إلى تخصصات مرتبطة بالإدارة المالية والاستثمار، خاصة في المشروعات الجديدة الموجهة نحو التقنيات المالية (FinTech).
وتظهر رؤية 2030 رؤية واضحة لمستقبل الوظائف في المملكة، مع التركيز على الابتكار والتكنولوجيا، والتخصصات المستقبلية ستكون في مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، الهندسة، وتخصصات الذكاء الاصطناعي.
كما أوضح الذيابي أنه لتحقيق التوافق بين احتياجات سوق العمل ورؤية 2030، تركز المملكة على تحديث أنظمة التعليم، وتهدف وزارة التعليم السعودية إلى دمج التخصصات المستقبلية وبرامج التدريب العملي مع المناهج الدراسية، مع التركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي، والتكنولوجيا، والبرمجة، كما أن التوجه نحو برامج الشهادات المهنية والدورات القصيرة، سيكون له دور كبير في تجهيز العمالة المستقبلية.
ويعتمد النجاح في المستقبل على الاستثمار في التعليم المستمر، واكتساب المهارات الجديدة التي تتماشى مع تطورات سوق العمل، ومن خلال الاستعداد الجيد، يمكن للشباب السعودي الاستفادة من فرص رؤية 2030 وبناء مسارات مهنية متقدمة ومتميزة تساهم في تطور المملكة ورفاهية مواطنيها.
اقرأ أيضاً: مدينة الملك عبدالله تطلق برنامجاً لتمكين المرأة بقطاعات الطاقة